وصف الدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، دعاوى القيادى الإخوانى جمال عبد الستار الداعية لحمل السلاح ضد الدولة، تحت مسمى بيعة الدم، بالدعوة المغرضة، المجرمة، الآثمة، ممن باعوا أوطانهم لعدو بلدهم، مؤكدا أن الدعوة خرجت من فار وهارب من بلده، ولا يمت لجامعة الأزهر بصلة ولا يجوز له أن يحمل اسمها.
وأضاف عيد أصول الدين بالأزهر، فى تصريح خاص، أنه لا يجوز شرعا لأى مسلم أن يسمع لمثل هذه الدعاوى المغرضة الخبيثة من الذين باعوا وطنهم لخصوم مصر، مضيفًا أن المسلم يحرص على سلامة وطنه الذى يعيش، ولا يحمل السلاح ضده، خاصة إذا أطلقت من مفصول من أو من الفارين من مصر.
وأشار العوارى، إلى أن الأصل فى الإسلام السلام والسلمية، مؤكدا أن أى دعوى تدعو للمواجهة المسلحة أو التعدى على الدولة فهى دعوى تخرج من مجرمين لا يمتون للوطن، الذى تربوا فيه بصلة، وليس لديهم أى انتماء لأوطانهم ولا يجوز لا أحد من عامة الشعب فيه انتماء للوطن، الذى تربى فيه أن يستمع لمثل هذه الدعاوى المغرضة.
وكان القيادى الإخوانى د.جمال عبد الستار، الأستاذ بجامعة الأزهرـ والأمين العام لما يسمى برابطة علماء أهل السنة، طالب والموجود بتركيا حاليا، بحمل السلاح فى مواجهة السلطة فى مصر، مطالبا فى بيان له عبر صفحته بفيس بوك، بعنوان: "خطوط فاصلة بين السلمية والثورية"، بالتخلص من حالة السلمية فى ما وصفه بنظام يقتل ويأسر.
وقال عبد الستار، فى بيانه: أكتب اليوم بعد طول عناء ومكابدة، بياناً للحق وإبراءً للذمة، لا أطلب رضاء أحد إلا الله، ولا أخشى من غضب أحد إلا الله.. أكتب فى نقاط فاصلة ما أدين به لله تعالى، من موقعى العلمى دون افتئات على أحد، أو انتصار لأحد، مستكملا: إن إقامة الأمم ونهضتها يتطلب إعداداً متكاملا فى شتى المجالات.
واستكمل عبد الستار فى بيانه، قائلا: قد رأيت أن كل المفسرين دون استثناء أعرفه يقولون: القوة الرمى، القوة: السلاح، القوة أدوات الحرب، القوة: كل ما يخيف العدو ويرهبه، لأن الإعداد للحرب يمنع وقوعها.. أن جمهور العلماء على أنه لا يجوز للمسلم أن يُسْلم نفسه للقتل دون مدافعة، مضيفا أن المنادى بالسلمية عليه أن يعلن بوضوح أن استخلاص آلاف الرجال والنساء من يد القتلة والسفاحين ومغتصبى الأعراض واجب شرعى، يأثم من يملك وسيلة لاستنقاذهم ولم يفعل، ويأثم كذلك من قصر فى إعداد ما يلزم لاستنقاذهم وحمايتهم.
وقال عبد الستار، إن الذى يستحل الدماء والأعراض والأموال لا يقاوم بالهتاف الثورى أو النضال الدستورى فحسب، ولو أنه علم أنك ستنطلق من قول الله تعالى: "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، لتحسس رأسه قبل أن يفجر رؤوس الأبرياء، ولتحسس جسده قبل أن يحرق أجساد الأصفياء.
واستكمل عبد الستار، أنه لا يجوز الخلط بين المنهج السلمى فى نشر الدعوة وإعداد الأجيال وتعميق الانتماء للإسلام وعدم الإكراه فى ذلك، وبين واجب الدفاع عن النفس والعرض والدين والمال وهوية الأمة ومقاصد الإسلام العظيم.. وأعتقد أن الخلط بينهما من أسباب الخلاف والشقاق، كما أعتقد أنه ربما يكون لكل مجال منهما رجاله وأهله، زاعمًا أن هناك بيعة بيننا وبين آلاف الرجال والنساء فى ميدان رابعة والنهضة وغيرهما على مواجهة الباطل حتى النصر أو الشهادة.. وأنا أسميها بيعة الدم ـ فمنهم من قضى نحبه وفياً بالعهد، صادقا فى الوعد، ومنهم من حبسه الأسر، ومنهم من ينتظر، ولن نكون الخائنين، أو الغادرين، أو الناكثين، فمن أراد أن يستسلم أو ينبطح أو يقدم مصالحَ ضيقةً على مصلحة الثورة ومصلحة الأمة فليفعل، أما نحن فكما قال القائل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة