تحت عنوان "اللاعبون البارزون فى المنطقة يدركون أن الأجندات المختلفة ستسفر عن الدمار"، خصصت الأوبزرفر افتتاحيتها اليوم الأحد للتعليق على الموقف التركى وصراع القوى فى الشرق الأوسط، وقالت إن تركيا ستدعو لانتخابات جديدة هذا الأسبوع، مما يمهد الطريق أمام الحزب الحاكم للحصول على الأغلبية، بعدما خسر حزب رجب طيب أردوغان، العدالة والتنمية، بريقه فى الانتخابات الأخيرة قبل شهرين.
وأضافت الافتتاحية أن الأكراد فى تركيا، بعد هذه الانتخابات أصبحوا تحت أنظار أردوغان، نظرا لأن حزب الشعب الديمقراطى، الموالى للأكراد، حصل على أكثر من 10% من التصويت القومى، ليصبح بذلك قوة فى السياسة الوطنية ومصدر إزعاج للزعيم التركى، غير أن النتيجة فى المنطقة كانت أكثر عمقا، على حد قول الصحيفة البريطانية.
فخلال شهر، تضيف الأوبرزفر، أعادت تركيا فتح جبهة مع حركة الأكراد الانفصالية، المتمثلة فى حزب العمال الكردستانى، لتنهى بذلك هدنة استمرت عامين، فضلا عن أن أنقرة دعت الولايات المتحدة لاستخدام قاعدة "أنجرليك" الجوية لشن هجمات ضد تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، وهى الخطوة التى رفضتها رغم مطالب حليفها الأمريكى على مدار عامين.
وذهبت الأوبزرفر فى افتتاحيتها إلى إن الشغل الشاغل لتركيا ليس بشار الأسد فى سوريا أو داعش، وإنما يأمل أردوغان أن تجذب الانتخابات الجديدة دعم القوميين بعد أسابيع من محاربة الأكراد ، وفقط وقتها، عندما يستعيد الأغلبية، سيوجه انتباهه إلى الوضع الذى من شأنه تحديد مستقبل المنطقة. ولفتت إلى أن الخطر يتمثل فى أن الزعيم التركى يسعى لتحقيق أهدافه السياسة والقومية الخاصة على حساب البحث عن تسوية إقليمية واسعة النطاق من شأنها تقديم السلام للمنطقة.
وتابعت الافتتاحية أن الطائرات التركية فى الوقت نفسه بدأت تقصف مواقع لوحدات حماية الشعب تحت مظلة الطائرات الأمريكية، تلك الوحدات التى كانت القوى الرئيسية فى محاربة داعش أرضا، ولتكمل مهمتها، قامت تركيا بإعلان الأكراد تهديدا أكبر من داعش، ذلك التنظيم الذى بات يمثل تهديدا كبيرا للاستقرار الإقليمى فى قلب العالم العربى والنظام العالمى.
واعتبرت الأوبزرفر، أن الشرق الأوسط الآن أكثر اشتعالا من أى وقت خلال القرن الماضى، لاسيما فى الوقت الذى لا تزال تقوض فيه سلطة العراق وسوريا، ومع ذلك، ترى أنقرة أن نقطة تفكك المنطقة لا تزال فى أيدى الأكراد الذين يستخدمون الفوضى لتحقيق أهدافهم، وفقا لوجهة نظر تركيا.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنظر إلى من يتحكم فى الأرض الآن داخل سوريا، تتحقق أسوأ مخاوف تركيا، فوحدات حماية الشعب جنبا إلى جنب مع قوات البشمركة فى كردستان العراق، كانت القوة المحاربة ذات ثقل ضد داعش، وباتت تتحكم الآن فى رقع الأرض جنوب الحدود التركية، من الحدود العراقية إلى الحافة الشمالية الشرقية من حلب.
وتابعت الصحيفة أن مليشيا الأكراد لديها أيضا ملاذ فى شمال غرب سوريا، وفى الفجوة بين الاثنين تصر تركيا على عدم إقامة منطقة حظر طيران، وهى الخطوة التى تم الترويج لها باعتبارها ملاذاى آمنا للمدنيين السوريين والمقاتلين، ولكن الحقيقة هى أن هذه المنطقة ستمنع مليشيا الأكراد من التواصل ومن ثم تغير الجغرافيا السياسية للحدود.
الأوبزرفر: أردوغان يسعى لتحقيق مصالحه السياسية على حساب "سلام" المنطقة
الأحد، 16 أغسطس 2015 02:01 م
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة