لعبة «امسك حرامى»!!

اعتقدت أن المجلس الأعلى للصحافة، سيدعو لاجتماع عاجل يناقش خلاله أحداث «معركة الشيخ زويد» وتداعياتها وتوابعها، لا سيما وأن قطاعا عريضا وكبيرا من الصحف المصرية، قد بلع «الطعم» الذى دسته إلينا أجهزة مخابرات دول أجنبية وأبواق تردد أكاذيب «إخوان الشتات» الذين يلهثون ويهرولون لهدم الوطن.

انتظرت أن يدعو نقيب الصحفيين مجلس النقابة، لدراسة الأحداث والتحديات الخطيرة التى تتعرض لها الأمة المصرية، ولكى ينتهى إلى توصيات وقرارات تضبط إيقاع «معشر الصحفيين» فى هذا التوقيت الذى لا يحتمل تأجيل ولا رفاهية انتظار، لكى تتكرر مأساة نشر أخبار كاذبة يمكن أن تهلكنا كما سبق أن حدث فى العراق وسوريا وليبيا.

تصورت أن مجالس إدارات المؤسسات الصحفية مع الجمعيات العمومية ستنعقد فى أسرع وقت، لتنتهى إلى سياسات تحريرية تتناسب مع التحديات التى تواجه الشعب والمؤسسات، ذاتها فضلا عن المهنة، ولتحدد قواعد صارمة تجاه الأخبار التى تمس الأمن القومى للبلاد، يتقدمها كل ما له علاقة بقتال القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة عصابات الإرهاب والإجرام.

حتى اتحاد الإذاعة والتليفزيون تعامل مع الأحداث، وكأنه خارج نطاق الخدمة الإعلامية، واستمر الآلاف من العاملين فيه لا يهمهم سوى حماية مصالحهم الضيقة، ومكاسب حياتهم الشخصية دون اكتراث بما يلحقهم من اتهامات ولعنات!!

لم يحدث شىء من هذا سوى مبادرة من «اليوم السابع» أكدت خلالها التزامها بالبيانات الصادرة من الجهات الرسمية، مع الاعتذار عن أى خطأ تكون الجريدة قد ارتكبته.

لا يمكن أن نتصور أمة تواجهها كل هذه المخاطر والتحديات، ورأى عام يغلى ضد «النخبة» فى مجتمعه، ولا سيما أن الشعب يعبر عن رفضه للآداء الإعلامى، وتعكس ذلك مواقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن كلام الناس فى المنتديات والمقاهى ووسائل المواصلات دون أن نسمع غير ترديد ما يقوله المواطن، بانتقاد الإعلام وآدائه.. وكأننا نمارس لعبة «امسك حرامى» حينما يبادر اللص بالجرى والصراخ «امسك حرامى» ليتمكن من الهرب ويضيع الجانى، وكلى أسف على التشبيه، لكنها الحقيقة، وفى تلك الحالة أعتقد أن رئيس الوزراء عليه أن يتدخل بحسم، لكى يفرض بالحوار أو بالقرار ما كان يجب أن تفعله المؤسسات المسؤولة عن الإعلام فى مصر.