أكرم القصاص - علا الشافعي

أفكار قتلت أصحابها.. قصة قتل السهروردى من الحبس حتى الموت بأمر صلاح الدين الأيوبى

الإثنين، 06 يوليو 2015 02:00 ص
أفكار قتلت أصحابها.. قصة قتل السهروردى من الحبس حتى الموت  بأمر صلاح الدين الأيوبى ديوان السهروردى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ، وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ، وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم، وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ، وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا، ستر المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ، بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم، وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ.. عندما خيره حاكم حلب "الظاهر الأيوبى" عن الطريقة التى يختارها "السهروردى" للموت وأى الطرق يفضل للإعدام، ربما حينها وقف متأملا "تناقض" الحكم وتناقض الإنسان واختار طريقه للموت بـ"أن يحبس دون طعام وشراب حتى يهلك"، فكان له ما اختار، فقضى وهو بعد لم يتجاوز الثامنة والثلاثين من عمره.

من هو السهروردى المقتول؟ هو رجل صوفى سلك طريق الله رفعه البعض إلى مرتبة "المؤيد بالملكوت" وهوى به آخرون إلى الكفر والإلحاد، وإدمان الخمر وحب المال وتملق السلطان وإن كان كل ذلك لا دليل عليه والمعروف عنه أنه كان زاهدا يروض الجسد الفانى بالجوع والسهر وترك المباحات، وما خمره التى كثر ذكرها فى أشعاره إلى رمز للحب الإلهى حسب ما هو معروف فى قصائد الصوفية، وربما اختياره لطريقة موته تكشف كثيرا عن شخصيته.

وتكمن الغرابة فى مقتل "السهروردى" فى أنه أعدم بأمر من الناصر صلاح الدين الأيوبى بعد أن طالبه فقهاء حلب بذلك، فأرسل "صلاح الدين" لولده "حاكم حلب" الذى أقام مناظرة بين "السهروردى وفقهاء تحلب" تفوق فيها عليهم لكن الإعدام كان من نصيبه هو، وذهب المدافعون عن "القتل" إلى أن ذلك يعد جانبا مضيئا فى حياة "صلاح الدين" هذا على الرغم من أن كتب التاريخ لم تذكر أن السهروردى قد خرج رافعا سيفا ولا كان داعيا لثورة ولا أعلن الخروج عن الطاعة هو فقط كان "يفكر" بشكل مختلف، وهناك سؤالان يتعلقان بهذا الموضوع، السؤال الثانى يتعلق بأفكار السهروردى التى أدت لمقتله، أما الأول فيتعلق بـ"صلاح الدين الأيوبى" فهل حقا كان صلاح الدين الأيوبى مبغضا لكتب الفلسفة وأرباب المنطق ومن يعاند الشريعة، كما يقول سبط الجوزى؟.

أما فيما يتعلق بـ"السهروردى" ففى صراع علماء وفقهاء حلب معه اتهموه بأنه يتبنى أفكار القرامطة، وكذلك شهروا برأيه فى النبوة حيث قال أمام السلطان الظاهر الأيوبى "إن الله قادر على أن يخلق نبيا لأنه لا حدود لقدرته" وهو ما رأى البعض أنه قول يفضى إلى نهاية نبوة محمد- صلى الله عليه وسلم، غير أن بعضهم عللها بأن قدرة الله لا تنتهى عند حد من الحدود.
كما تأثر السهروردى بفلاسفة اليونان، وخاصة أفلاطون، ثم بالعقائد الفارسية القديمة، وفلسفة زرادشت، وقد مزج هذا كله بالدين الإسلامى وآراء الصوفية المسلمين، لذا نقل السهروردى إلى المسلمين مذهب "الإشراق"، ويقوم فى جملته على القول: بأن مصدر الكون هو النور، وهو يعبر عن الله سبحانه وتعالى بالنور الأعلى، ويصف العوالم بأنها أنوار مستمدة من النور الأول، وبهذه الفكرة، حاول السهروردى تفسير الوجود ونشأة الكون والإنسان.


موضوعات متعلقة..


حى بن يقظان فى دار الشروق








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الخيانة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة