الصحافة المصرية وثورة 30 يونيو.. مانشيتات الصحف انحازت لصفوف الجماهير.. ورفعت "كارت أحمر" للإخوان.. صلاح عيسى: لعبت دورا مهما لسد النقص فى صفوف القوى السياسية.. ومصطفى بكرى: كانت المحارب الرئيسى

لا يمكن إغفال دور الإعلام والصحافة المصرية فى قيادة الجماهير الثائرة على الأنظمة القمعية، بداية من ثورة 1919، وثورة 1952، وانتهاءً بثورتى 25 يناير و30 يونيو، فقد لعبت الصحافة دورا مهما فى إسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين ونجاح ثورة 30 يونيو.


واتفقت الصحف القومية والخاصة والحزبية حينئذ على وصف المظاهرات الحاشدة التى شهدتها الشوارع والميادين المصرية ضد الرئيس الأسبق محمد مرسى فى 30 يونيو بالثورة الجديدة ضده، وضد جماعة الإخوان المسلمين، فيما تجاهلت جريدة الحرية والعدالة التابعة للجماعة الحشود العارضة لمرسى بالميادين وركزت على اعتصام رابعة العدوية.

الصحف القومية والإخوان

وجاء مانشيت صحيفة الأهرام القومية على صدر صفحتها الرئيسية "مصر فى قبضة الخوف.. تأمين كامل للمنشآت الحيوية عشية المظاهرات.. الجيش يعزز وجوده.. والطائرات تجوب سماء المحافظات.. زيادة المعتصمين برابعة العدوية والتحرير والدفاع والاتحادية.. "تمرد": 22 مليون توقيع لسحب الثقة.. واستقالات بالشورى".


فيما تصدر صحيفة "الجمهورية"، عنوان "أطول يوم فى تاريخ مصر"، وإلى أسفله صورتين للتظاهرات فى رابعة العدوية، وبينهما صورة لاحتراق مقر "الحرية والعدالة" فى الإسكندرية، فى حين تصدر النصف الآخر من الصفحة عنوان "طوارئ فى رابعة.. والتحرير "يتحدى".

أما صحيفة الأخبار القومية فجاء فى عنوانها الرئيسى "بركان الغضب ينفجر فى وجه الرئيس والإخوان" ونقلت عن متحدث عسكرى بعرض صفحتها الرئيسية أن المظاهرة أمس كانت "أكبر مظاهرة فى تاريخ مصر"، وأشارت إلى أن العدد فى رابعة العدوية 25 ألفا.

الصحف الخاصة

وجاء مانشيت صحيفة "اليوم السابع" "كارت أحمر للرئيس" وسط صورة لامرأة تهتف حاملة شعار "ارحل"، موضوعة داخل إطار أحمر ضخم.. 22 مليون استمارة تمرد.


كما تصدر عنوان "يوم الحساب" مانشيت جريدة "الوفد"، واستخدمت الفوتوشوب لوضع صورة الرئيس على هيئة عدة شخصيات مشهورة، تحت عنوان، "خومينى الأفكار.. ومنعزل كالصحاف، وقذافى اللسان"، وتصدر جريدة "المصرى اليوم" عنوان "الميادين لمرسى: سنة كفاية.. والجماهير تتأهب للخروج الكبير لإسقاط حكم الإخوان"، بالإضافة إلى صورتين لاعتصام الاتحادية، وأعضاء تمرد يحملون لافتات "ارحل" للرئيس.


فى حين تصدر شعر "تمرد" الصفحة الأولى لجريدة "الوطن" بالإضافة إلى عنوان "يوم الحساب"، وتلونت الصفحة الأولى من جريدة التحرير باللون الأحمر، وظهرت على شكل يد ترفع كارتا أحمر يحمل عنوان "ارحل" ، بلا عناوين أخرى أو أى مضمون .

"الحرية والعدالة" خارج سياق الزمن

أما جريدة الحرية والعدالة، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، فتجاهلت عناوينها الرئيسية التظاهرات الحاشدة بالميادين لإسقاط حكم جماعة الإخوان، وجاء على صدر صفحتها الرئيسية "اعتصام رابعة.. مستمر" ونقلت عن التحالف الوطنى لدعم الشرعية "المعارضة واهمة.. ولن تستطيع الانقلاب على الرئيس".

صلاح عيسى: الصحافة لعبت دورا مهما فى نجاح ثورة 30 يونيو

وقال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، إن الصحافة المصرية والإعلام المصرى كان لهما دورا كبيرا فى نجاح ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين.

وأضاف عيسى لـ"اليوم السابع"، أن الصحافة لعبت دورا أساسيا فى سد نقص كان يعترك صفوف القوى السياسية، مشيرا إلى أن هذه القوى لم يكن لديها تنظيم قوى فى الحشد، وأن الصحافة لعبت دورا فى دعوة المواطنين للحشد.

بكرى: تصدت بقوة لمرسى وجماعته

وأكد الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، رئيس تحرير جريدة الأسبوع، أنه كان للصحافة وللإعلام دور رئيسى فى كشف نظام جماعة الإخوان ومندوبهم فى القصر الرئاسى محمد مرسى، مضيفا أن الصحافة تصدت منذ اللحظة الأولى لأفعال ومواقف مرسى الذى أراد من خلالها إحلال الجماعة محل الدولة.

وأضاف بكرى لـ"اليوم السابع" أن الصحافة تصدت بكل قوة للإعلان الدستورى وكشفت زيف ادعاء الإخوان بالديمقراطية وعدم إقصاء الآخر، موضحا أن الصحافة لعبت دورا مهما فى تحريض الجماهير على مواجهة هذا النظام .


وتابع الكاتب الصحفى مصطفى بكرى رئيس تحرير جريدة الأسبوع "فكانت مظاهرات الاتحادية التى خرجت رفضا للإعلان الدستورى ولحصار المحكمة الدستورية، ووقفت الصحافة بكل قوة تكشف العلاقة بين جماعة الإخوان التى تحكم قصر الرئاسة من خلف ستار وبين هذا التغلل الكبير الإخوانى داخل مؤسسة الرئاسة، وتصدت الصحافة ودافعت بكل قوة عن السلطة القضائية".

ولفتت بكرى، إلى أنه عندما بدأ مرسى يفرط فى الأمن القومى فى سيناء وحلايب وشلاتين كانت الصحافة هى السيف المسلط فى مواجهته وأشهرت كل أسلحتها لتفضح هذا المخطط .

وذكر الكاتب الصحفى مصطفى بكرى ان الصحافة كانت المحارب الرئيسى والممهد لثورة 30 يونيو بجانب الإعلام، وأن دفاعهم كان ينطلق من الدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها ورفض أخونتها، وأن محمد مرسى كان لا يطيق الإعلاميين والصحفيين ويسميهم بالإعلام الفاسد .