داعش احتفل بالذكرى الأولى لدولة الخلافة المزعومة بسلسلة هجمات إرهابية
صدم التنظيم المسلح داعش العالم بإعلانه تبنيه سلسلة من الهجمات الدموية التى أثارت الذعر والرعب فى كل من الكويت وتونس وفرنسا أيام قبل السنوية الأولى لدولة الخلافة المزعومة وفى الشهر الأول من الشهر الفضيل رمضان، وقالت الفايننشيال تايمز أن الهجمات الثلاثة، تفجير انتحارى داخل مسجد للشيعة بالكويت واستهداف سياح بشاطىء مدينة سوسة التونسية والهجوم على مصنع للغاز قرب مدينة ليون الفرنسية، حملت بصمة داعش رغم عدم توافر الأدلة على وجود تنسيق بينها.
وترى الصحيفة البريطانية أن كل من الهجمات حملت سمات محلية جلية، ففى تونس تعتبر الهجمات التى ذهب ضحيتها 38 سائحا أجنبيا استمرارا لعمليات استهداف لصناعة السياحة هناك، خاصة وأن العملية الإرهابية جاءت بعد أحداث متحف "باردو" بأقل من 3 شهور، وهو الحادث الإرهابى الذى أودى بحياة 21 فردا، أما بالنسبة لحادث تفجير مسجد للشيعة بالكويت فهو يماثل التفجير الانتحارى الذى شهده مسجد العنود بشرق السعودية فى مايو الماضى، وهو الحادث الإرهابى الذى ذهب ضحيته عشرات من المصلين من أبناء الطائفة الشيعية.
واعتبرت الفاننشيال تايمز الحادث الإرهابى بفرنسا هو نسخة مكررة من هجمات انتحارية لأفراد متطرفين فى شتى مدن القارة العجوز، مثل هجمات الصحيفة الهزلية "تشارلى إيبدو" التى قتل فيها طاقم الصحيفة، وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى بيان المتحدث باسم التنظيم المسلح "أبو محمد العدنانى" الذى هدد فيه بهجمات إرهابية خلال الشهر الفضيل، مطالبا المتطرفين بتنفيذ عمليات وهجمات لما يحمله ذلك من ثواب كبير خلال شهر الصيام.
ويرى التقرير أن داعش اعتادت على الوصول إلى ذروة دمويتها خلال شهر رمضان، كما أنها تلجأ إلى تنفيذ عمليات إرهابية بالخارج عندما يزداد الضغط عليها فى الأراضى التى تسيطر عليها داخل كل من العراق وسوريا، لافتا إلى سلسلة الهجمات الأخيرة التى نفذها التنظيم داخل مدينة "كوبانى" أو "عين العرب" الحدودية، حصدا أرواح أكثر من 140 كردى.
وأبدت أجهزة الاستخبارات الغربية شكوكها على قدرة التنظيم على تخطيط عمليات إرهابية داخل 3 قارات وفى نفس اليوم، مشيرة إلى أن التنظيم أصبح بفضل آلته الإعلامية الترويجية فى الانترنت جاذب لكل المتطرفين فى العالم، لهذا أصبحت العمليات تتم تحت اسمه دون أن يخطط لها بالضرورة.
على أوربا مواجهة التطرف عسكريا لحماية مبادئها
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية مقالا يسلط الضوء على عواقب الحوادث الإرهابية التى شهدتها 3 قارات الجمعة، تبناها التنظيم المسلح داعش مجددا خطاب التهديد للعالم الغربى ومستمرا فى تصفيته لأبناء الطوائف الأخرى فى المنطقة.
ويرى المقال أن التهديد الأكبر الذى يواجه أوربا اليوم هو تطرف الجماعات الأصولية المتأسلمة، مشددا على ضرورة مواجهة هذا التهديد بشكل عسكرى وإرسال الجنود إلى الشرق الأوسط للتخلص من شبح الأصولية الذى اصبح يضرب فى عمق القارة، أو يقتل ابنائها بالخارج، موضحا أن المواجهة العسكرية ستحمى مبادئ أوربا التى اكتسبتها بعد الحرب العالمية الثانية، مشيراً إلى زيارة الملكة البريطانية "إليزابيث" إلى ما كان أحد معسكرات التعذيب بألمانيا النازية لوضع إكليل من الورود لذكرى أرواح من قضوا نحبهم داخل ذلك المعسكر الذى يسمى "يرجين بيسلسين"، حيث قتل ما لا يقل عن 70 ألف فرد فى أربعينيات القرن الماضى.
ويرى المقال أن الزيارة تعيد إلى الأذهان ذكرى الحرب العالمية الثانية التى أكلت القارة العجوز فى منتصف القارة الماضى ماحية حياة الملايين من ابنائها، لتصل القارة بعدها إلى اتفاق نهائى وحاسم بعدم تكرار تلك الماساة أو السماح بظهور العوامل التى قد تؤدى إليها، وكانت أولى خطوات هذا الاتفاق تدشين ما يعرف اليوم بالاتحاد الأوروبى، ويقول المقال أن أوروبا حرصت على أن تصبح الديمقراطية الليبرالية وحرية الرأى وحقوق الانسان وثقافة السلام جزءا لا يتجزأ من وعى مواطنها، مغلقة الأبواب على أى محاولة لظهور الأفكار الفاشية والنازية العنصرية.
ويتطرق المقال إلى المتاعب التى تواجه القارة متمثلة فى الأزمة الاقتصادية لليونان، ومن قبلها حرب البوسنة والهرسك، وموجات الهجرة الغير شرعية عبر البحر الأبيض المتوسط، التى أعطت الفرصة لإنتعاش أحزاب أوروبا اليمينية العنصرية، التى اتخذت من خوف المواطنين من الأجانب ذريعة للحصول على الأصوات بالإنتخابات المختلفة.
ويقول المقال أن هجمات التيارات الأصولية داخل القارة أوعلى مواطنيها بالخارج تمثل صدى لروح العنصرية والفاشية التى تحلت بها النازية الألمانية، وعلى أوربا مواجهة هذا التهديد حفاظا على المبادئ الحرية.
التعامل مع التطرف الدينى بعنف مفرط أو تساهل مخل يبدد فرص القضاء على هذا الوباء
تحت عنوان "جمعة دامية" وصفت الصحيفة الهجمات التى شهدتها تونس والكويت وفرنسا وراح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى، بأيدى متطرفين إسلاميين، وقالت إن التعامل مع التطرف الدينى بعنف مفرط أو تساهل مخل يبدد فرص القضاء على هذا الوباء.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم داعش تبنى هجوم الكويت فقط، ولكن لابد أنه ألهم المعتدين فى هجومى فرنسا وتونس، وإن لم يكن مسئولا مباشرة عنهما، موضحة إن أغلب ضحايا هجوم تونس من الأوروبيين، ولابد أن المعتدى كان يعرف أن مرتادى المنتجع على شاطئ البحر أجانب أوروبيون، ولكن تنظيم داعش يستهدف المسلمين أكثر من غيرهم.
وقالت الصحيفة أن الصراع الطائفى بين الشيعة والسنة هو الذى يشعل العراق وسوريا واليمن، ثم وصل إلى سوريا التى كانت واحة للتعايش النسبى بين مختلف طوائف المسلمين، محذرة من أن الخلط بين هذه الأعمال البشعة والإسلام، أحد أعظم الديانات فى العالم، فهناك الكثيرون من غير المسلمين يقتلون باسم الدين، وباسم أيديولوجيات أخرى، مثل قاتل المصلين فى كنيسة تشارلستون، فى الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة