معاناة إنسانية ودوامة تدخلها الأسرة طيلة السنوات الماضية تسفر عن تهديد شابين بالسجن نتيجة تراكم الدين "قرض البنك" الذى حصل عليه رب الأسرة لتوفير نفقات العلاج وناشدت الأسرة الحكومة بجدولة الديون وتكريم الأم برحلة عمرة.
الابن الأصغر يصاب بضمور فى المخ
يقول التوأمان محمد محمد عبد الحميد 37 عاما وشقيقه محمود المقيمين بعزبة السكرتير التابعة لمنشأة أبوعمر: "إنه قبل 20 سنة كانوا يعيشون فى سلام دون أى مشكلات وفجأة أصيب شقيقه أمير الذى كان عمره 10 سنوات وقتها بالحمى الشوكية، والتى كانت منتشرة فى البلاد فى هذا الوقت ونتيجة الإهمال الطبى تعرض لضمور فى خلايا المخ، مما حول حياتنا إلى مأساة وأصبحنا نتردد على كافة الأطباء والمستشفيات المختلفة لإيجاد علاج وكان أبى وقتها يقوم بالاقتراض من بنك التنمية والائتمان الزراعى لتوفير نفقات العلاج الباهظة، خاصة أنه مزارع وليس له أى دخل سوى فدان وبمرور السنوات فشلنا فى علاجه وفقد القدرة على الحركة والنطق أيضا، وأصبح جسدا يرقد فى غرفة لا يعرف ولا ينطق سوى همهامات باسم الرئيس السيسى، ويصرخ من الفرحة كلما شاهده فى التليفزيون.
مواصلة الاقتراض لتوفير العلاج
ويكمل التوأمان لـ"اليوم السابع" أنه قبل عدة أعوام و خلال رحلة البحث عن علاج لأمير اكتشفنا إصابة والدنا بفيروس سى فى حالة متأخرة، والذى أقعده عن العمل وكنا نعمل باليومية فى إحدى الكافيتريات لتوفير العلاج له، إلا أن الحالة تدهورت ودخل فى فشل كبدى وتضخم فى الطحال ودوالى المرىء وغيرها مما دفعه للاقتراض مرة أخرى من البنك الزراعى لمساعدته فى العلاج وتراكمت علينا الديوان وأصبحت أنا وشقيقى بين نارين ما بين علاج الأب وبين محاولة لتسديد الدين وتوفى الأب بعد معاناة مع المرض وترك لنا ديون قدرت وقتها 45 ألف جنيه وتضاعفت الفوائد لتصل إلى 80 ألف جنيه للدفع والحبس.
الأم المكلومة تفقد البصر
وتضيف الأم وتدعى هانم محمد سليمان 50 عاما باكية "إننى أصبت بمياه على العين من شدة الحزن على أبناء زوجى، فابنتى التى كنت أحلم بها عروس وتدعى شويكار أصيبت هى الأخرى بمرض الكلى وأصبحت كل يوم أرى أبنائى يسقطون أمام عينى، فويلى بين أمير والذى فى حاجة لرعاية وعناية شديدة كالطفل الوليد، وبين مرض ابنتى ووفاة زوجى الذى كان سندى فى الدينا وأبنائى المهددين بالسجن لعدم تسديد الديون بعد أن رفضوا الزواج لانعدام الإمكانيات المادية ورعايتى أنا وأشقاءهم.
العلاج وجدولة الديون
وتقول الأم باكية " نفسى فى أى مسئول يحس بأم قلبها محروق على أبنائها الخمسة التى كانت القرية كلها تتحاكى عنهم من أخلاقهم الحسنة وجمالهم، ولكن المرض دمر حياة البنت والشاب ويهدد الشابين بالسجن.
وناشد الأخان التوأمان واللذان يعملان باليومية فى إحدى الكافيتريات الرئيس السيسى وأصحاب القلوب الرحيمة بجدولة الديوان البنكية المتراكمة عليهم وتوفير لها نفقات عملية لشقيقهم المعاق أمير وعملية إزالة المياه البيضة للأم، وتحقيق حلمها بفرصة العمرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة