أكد الدكتور سعد بركة، أستاذ الإنثروبولوجيا بمعهد الدراسات الأفريقية، أن الدكتور فاروق شويقة الذى نشهد اليوم حفل تأبينه، كانت أفريقيا هى شغله الشاغل، وقد وضع خرائط رقمية للشعوب والسلالات فى هذه القارة العظيمة وكذلك وضع خرائط لمجموعة الفصائل اللغوية التى تتميز بها هذه المساحة من الأرض التى رأى الدكتور شويقة أنها مستقبل الإنسان فى الأرض.
جاء ذلك فى حفل التأبين الذى أقامته لجنة ثقافة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، مساء اليوم، الدكتور فاروق عبد الجواد شويقة، أستاذ الأنثروبولوجى بمعهد الدراسات الأفريقية.
وفى البداية تحدث الدكتور سعد بركة، قائلاً: إن الدكتور شويقة الذى توفى 2013 والمهتم بالجغرافيا والأنثروبولوجيا قد ربط كل ذلك بالإنسان الذى كان شاغله الأول، ورأى أن ما يميز الإنسان هو استعداده لتقبل العلم لذا هو خليفة الله فى الأرض، كما كان التفاعل بين الإنسان والبيئة هو طريقته فى البحث، وأبرز أن الإسلام دين عظيم لأنه لا يؤمن بالطبقية واختلاف الأعراق، وكان نموذجًا لإنسان شامل مستوعب لكل العلوم الجغرافية والإنسانية.
ومن جانبها أكدت سلوى درويش، الأستاذة بمعهد الدراسات الأفريفية، أن الدكتور فاروق شويقة هو رائد ومؤسس المدرسة الحديثة فى علم الإنثروبولوجيا ليس فى مصر وحدها بل فى العالم العربى، ويعد نموذجًا لأخلاقيات البحث العلمى والإدارة وجمع بين عقلية الباحث والمفكر المبدع، وترك رصيدًا فى كل فرع المعرفة.
وأكدت سلوى درويش، أن أفريقيا كانت بالنسبة للدكتور "شويقة" هى الإنسان والمكان، فقد تناول كل مناحى المعرفة الخاصة بالقارة الأفريقية، ومنها الاقتصادية، وكيف أثرت هذه القارة على الاقتصاد العالمى، وكان يشغله دائمًا كيف يمكن للإنسان الأفريقى أن يعيش فى هذه البيئة بكل تناقضاتها.
من جانبها أكدت الدكتورة إيمان البسطويسى، أستاذ الأنثروبولوجى فى معهد الدراسات الأفريقية، أننا بصدد إحياء ذكرى عالم على المستوى الإنسانى والمعنى المهنى، والذى تميز بخلفيته الجغرافية التى لم تطغ على جانبه الإنثروبولوجى فى البحث، فقد كان أنثروبولوجيا قلبًا وقالبًا يحكم على كل الأشياء التى تحيط به من هذا الجانب.
والدكتور محمد أمين، ذهب إلى أن الدكتور فاروق شويقة كان يعتبر كل بحث يعده هو رحلة علمية جديدة، وتميز بأن لديه تنوعًا ثقافيًا ومعلوماتيًا فى علوم كثيرة وفنون متنوعة، ولم يكن يسمح لأى أيديولوجيا بأن تتحكم فيه، فليس سوى العلم والإنسان لهما الحق فى أبحاثه وأفكاره، وكان متسقًا معرفيًا مع ذاته لا يعيش أبدًا أى تناقضات لأنه لم يكن يشخصن آراءه.
أما خليل عبد الرازق فاعتبر فاروق شويقة هو مؤسس أنثروبولوجيا الروح فى الثقافة العربية، وعرض أحد أبحاث الدكتور "شويقة" القديمة التى كتبها تقريبًا 1981 والتى يرى فيها أن الإنسان هو الجسد والروح والنفس، ثم يفيض فى شرح الروح وتعريف جوانبها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة