وتضيف الصحيفة الأمريكية، فى تقرير الخميس، أنه بينما يكشف الشرق الأوسط عن تكلفة بشرية كبيرة وحروب وفتن طائفية، فإن الأكراد انتقلوا بإصرار عبر الفوضى لتأمين مزيد من الحقوق والحكم الذاتى لأنفسهم.
وتوضح أن الفوز الانتخابى الذى حققوه فى تركيا وضع حدا فاصلا تاريخيا وسجل لحظة تمكين سياسى للأقلية الكردية التى طالما تم قمعها والتى خاضت تمردا استمر ثلاثة عقود ضد الدولة التركية.
وقد تم الاحتفال بهذا النصر فى المناطق الكردية فى أنحاء الشرق الأوسط، فلقد دوت الاحتفالات فى جبال شمال العراق، حيث يختبأ المقاتلون الأكراد الذين قاوموا الدولة التركية للحصول على حقهم فى الانفصال، وفى قاعات السلطة فى العاصمة الكردية العراقية أربيل، وداخل الجيوب شمال سوريا حيث توافد المقاتلين الأكراد من مختلف أنحاء المنطقة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابى وحيث يسعون لإنشاء البنية التحتية لحكومتهم.
وقال صالح مسلم، وهو ناشط كردى من كوبانى، معلقا على نتائج الانتخابات التركية: "هذا الانتصار سيكون له نتائجه الجيدة للأكراد فى سوريا والمنطقة". وعانى الأكراد، الذين يبلغ عددهم 30 مليون نسمة وينتشرون فى أنحاء تركيا والعراق وإيران وسوريا، تاريخيا من المعاملة كمواطنين من الدرجة الثانية على يد الحكومات الاستبدادية.
وتقول نيويورك تايمز، إن طموح الأكراد، الذين ظلوا يحلمون منذ فترة طويلة بإقامة دولتهم، تم إحباطه من قبل القوى الغربية بعد الحرب العالمية الأولى. وتضيف أنه عندما تم رسم الحدود الجديدة التى قسمت المجتمعات الكردية، لكن تدريجيا، وفى خضم الاضطرابات التى تهز الشرق الأوسط فإن الأكراد يحاولون الحصول على حقهم فى تقرير المصير.
وجذبت معركة قرية كوبانى السورية، العام الماضى، التى انتهت بفوز القوات الكردية على عناصر تنظيم داعش الإرهابى، الكثير من المقاتلين الأكراد من أنحاء مختلفة وأججت نيران القومية الكردية. وفى العراق، بعد سيطرة داعش على الموصل، تصدت القوات الكردية للتنظيم واستطاعت السيطرة على كركوك، المدينة النفطية التى تنازع عليها العرب والأكراد طويلا والتى تعتبر بمثابة وطن روحى للكرد.
والآن، تقول نيويورك تايمز، فإن الفوز الذى حققه أكراد تركيا فى الإنتخابات البرلمانية يمكن النظر إليه من الناحية الإقليمية بإعتباره خطوة فى غاية الأهمية. وقال برهام صالح، رئيس الوزراء السابق لإقليم كردستان، للصحيفة "منذ وقت ليس بعيد، لم يكن للأكراد وجود رسمى، ففى أحسن الأحوال كان يتم وصفهم بأتراك الجبل. لكن بعد عقود من الإنكار والإضطهاد، أتى وقتهم".
وجاء فوز الأكراد بـ78 مقعدا فى البرلمان التركى، على حساب الحزب الحاكم العدالة والتنمية، الذى ينتمى له الرئيس رجب طيب أردوغان. وتشير الصحيفة إلى أن التصويت للأكراد حطم طموح الرئيس التركى فى تحويل النظام السياسى فى بلاده إلى رئاسى بدلا من برلمانى بهدف توسيع سلطاته.
موضوعات متعلقة..
حزب الشعوب المؤيد للأكراد يتخطى حاجز 10 % ويضمن دخول البرلمان التركى
http://www.youm7.com/story/2015/6/7/%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D8%B7%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%B2-10--%D9%88%D9%8A%D8%B6%D9%85%D9%86-%D8%AF%D8%AE%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86/2215251
اردوغان يتهم الغرب بدعم جماعات كردية "إرهابية" فى سوريا
http://www.youm7.com/story/2015/6/11/%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%AA%D9%87%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D8%A8%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7/2220645
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة