أكرم القصاص - علا الشافعي

ابن الدولة يكتب: الأخلاق.. قضية أمن قومى.. جميعا تخلينا عن إنسانياتنا طواعية من أجل مال ندخره أو سلطة نسعى إليها أو أجندة معيبة نمتلكها ثم صرخنا بأعلى الأصوات

الأربعاء، 06 مايو 2015 09:02 ص
ابن الدولة يكتب: الأخلاق.. قضية أمن قومى.. جميعا تخلينا عن إنسانياتنا طواعية من أجل مال ندخره أو سلطة نسعى إليها أو أجندة معيبة نمتلكها ثم صرخنا بأعلى الأصوات ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى..



ربما يوحى عنوان مقالى إليكم اليوم بأننى سأتحدث بمبدأ التنظير الأفلاطونى، أو أننى سأستهلك مصطلحات الأخلاق والأمن القومى من أجل المتاجرة بها لأنال جلسة مع أحد رجال السلطة، أو أحضر عشاء فاخرًا لرجل أعمال يمتلك قناة تليفزيونية أو حزبًا سياسيًا.. وما أربح تجارة المصطلحات فى وطننا، وما أكثر التجار!

لكننى أدعوك عزيزى القارئ لأن تتمهل قليلاً قبل أن تقلب الصفحة أو تشيح بوجهك عن كلماتى.
الحقيقة أننى بعد تفكير وتدبر عميق فى هذا الأمر، استقر فى وجدانى ويقينى الارتباط الوثيق بين الأخلاق والأمن، وكلاهما سبيل للرقى والتحضر الإنسانى المفترض أننا نبحث عنهما، وتعال عزيزى القارئ معى فى جولة استفهامية لعلك تتيقن مما تيقنت أنا منه.

الإرهابى المغيب الذى خضع لعملية ممنهجة من التغييب العقلى، حتى فقد إنسانيته، وصار آلة قتل بلا عقل أوضمير، أليس هذا الإرهابى هو وحدة تكوين الخطر الأكبر على الأمن؟!.. الإجابة نعم.. والآن ننتقل إلى السؤال التالى: وكيف أُنتجت هذه الوحدة القاتلة وسط المجتمع؟!.. نتجت تلك الخلية غير الإنسانية فى نسيج المجتمع كنتيجة لفيروس «انعدام الأخلاق»، فلو كان المعلم فى مدرسته يعمل بإخلاص، وعلمه العلم عن حق، ما كان لهذا الإرهابى أن يحيد عن صحيح المنطق والعقل.. ولو وجد فى المسجد شيخًا يهديه سبيلاً للأخلاق، ويعلمه صحيح الدين، ما كان ليقتل باسم الدين.. ولو شاهد أبًا يحترم زوجته، ويقدر قيمتها، ما كان ليزدريها ويتعامل معها بنصفه السفلى فقط كحال كل المتأسلمين.. ولو أن هذا الإرهابى قد شاهد فى السينما قيمة مضافة لضميره، ما كان ليأخذ «عبده موتة» رمزًا ومثلًا فى الرجولة والفتوة.. ولو أنه شاهد فى الفضائيات أو قرأ فى الصحف ما يُثرى وطنيته، أو يوجه بوصلته إلى العمل، لما أصابه يأس جعل منه قنبلة موقوتة ستنفجر فى وجه من صنعها قبل من صُنعت له.. ولو أنه وجد نخبة تفعل ما تقول لاتسق مع نفسه، ووجد فيهم أملاً فى الوطن.. ولو ذهب إلى الطبيب فى مستشفى الحكومة فقابله بابتسامة وطمأنة بدلاً من التعامل معه بتعالى أصحاب «البلاطى» البيضاء لعرف معنى الرحمة.. ولو أنه ذهب إلى قسم الشرطة أو وحدة المرور لاستخراج بطاقة أو رخصة فوجد ضابطًا وأمين شرطة يسعيان سعيًا لخدمته، كما يسعيان لمواجهة إرهابه، لما خضع عقله لمن أقنعه بأن «الداخلية بلطجية».. ولو كان مهندس الحى يراعى الله فى أرواح بنى آدم، ولم يتغاضَ عن مخالفات البناء، ما استطاع أمير الجماعة أو مرشدها إقناع ذلك الإرهابى بأننا نعيش فى وطن تنهار فيه البيوت، وتطفح مجاريها فقط على الفقراء.. ولو أننا جميعًا، أقول جميعًا، بلا استثناءات- دولة ومجتمعًا- قد تحملنا مسؤوليتنا التى سيسألنا الله عنها بأن خلقنا فى أحسن تقويم، وميزنا بالعقل كى نرتقى ونتحضر بأخلاقنا، ما كان لهذا الإرهابى أن يعيش بيننا، ويقتنع بأن وضع عبوة ناسفة بجوار مدرسة للأطفال أو برج للكهرباء عمل يقربه لله، ويضمن له عددًا لا بأس به من الصبايا الحور فى جنة عرضها كعرض السماوات والأرض.. إننا جميعًا تخلينا عن إنسانياتنا طواعية من أجل مال ندخره، أو سلطة نسعى إليها، أو أجندة معيبة نمتلكها، ثم صرخنا بأعلى الأصوات، إما شاكين همومًا أصابت دولتنا، أو متبادلين الاتهامات فيما بيننا، ولم ندرك فى لحظة تأمل قائمة على المنطق أننا جميعًا متهمون.. المعلم والمدرس والضابط والموظف والدكتور والإعلامى والمثقف والعامل.. جميعنا انفرطنا من عقد الوطن والأخلاق، غير عابئين بالعواقب، فشاهدنا المسلسل التركى، وامتلكنا الموبايل الفنلندى، وركبنا السيارة اليابانى، وتعلمنا الدين الوهابى، وأكلنا الـ«فاست فود» الأمريكى، وشاهدنا منتجات هوليوود، وتجرعنا سمها الفكرى وسط عسل الانبهار والمتعة البصرية، ثم بكينا على الهوية المفقودة.. واليوم أهدانا الله الفرصة للعودة سالمين إلى هويتنا، فتتحول الحالة الثورية إلى ثورة على النفس من أجل تمكين الأخلاق مرة أخرى.. ومن أجل ضمان عدم إنتاج هذا الإرهابى مرة أخرى.. من أجل مجتمع يحافظ على أمنه.. يجب أن يبذل مجهودًا لاستعادة أخلاقه.. استعيدوا الأخلاق يرحمكم الله.
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا


موضوعات متعلقة..


- ابن الدولة يكتب: لماذا رفضت النخبة السياسية والإعلامية دعوة الشراكة التى أطلقها الرئيس؟.. بدلا من أن يسمعوا للرئيس ويستجيبوا لدعوة حمل هموم الوطن مع الدولة انشغل بعضهم بجمع الغنائم والمصالح الشخصية



- ابن الدولة يكتب: هل أنت تنافق الرئيس؟.. هذا الاختبار فى النفاق لا يخص الشعب لكنه يخص هؤلاء الذين يتسابقون للتصوير بجوار الرئيس فى كل إنجاز ثم يغسلون أيديهم فى سهو أو خطأ



- ابن الدولة يكتب: خدعوك فقالوا.. الشباب غاضب لا أحد حريص على الشباب سوى القليل.. والحقيقة أن النظام السياسى الحإلى بدأ يضع أقدامه بثبات على أول طريق المعالجة الجادة لهذا الملف الشائك



اليوم السابع -5 -2015









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أبو يوسف

مطلوب ثورة العوده إلى الأخلاق

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

لا حياة لمن تنادى

عدد الردود 0

بواسطة:

نوح

الناس ودن من طين و ودن من عجين

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

كلامك صحيح

عدد الردود 0

بواسطة:

قاهر الفئران

الاسلام جاء ليتمم مكارم الاخلاق ورحمة للعالمين ومن يفعل غير ذلك فهو جاهل بابسط مبادئ الاسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

حقا انت ابن الدوله وابن مصر البار بها

انت كتب رائغ جزاك الله خيرا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

هل ما اصبحنا عليه من تدنى الاخلاق .. كان ممنهجا .... ام طبيعى لتغلب المدنيه

عدد الردود 0

بواسطة:

طرازان

تعقيب ...

عدد الردود 0

بواسطة:

سهير( بنت الدولة)

الضوء الكاشف

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

ثوره ع النفس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة