أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال أسعد

المحافظون الجدد

الثلاثاء، 05 مايو 2015 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد هبة الثلاثين من يونيو الرائعة، التى أعادت مصر بهواها وهويتها إلى أحضان شعبها مع التأكيد على استعادة استقلالية القرار المصرى لصالح مصر وشعبها، مازال الشعب ينتظر الخطوات الحقيقية والقرارات الحاسمة التى تضعنا على بداية الطريق الصحيح لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التى تعلى القانون وتؤكد المواطنة وتحارب الفساد بكل أشكاله التى استشرت فى عظام الدولة العميقة، مازال الشعب ينتظر تجسيد الأحلام وتحقيق الآمال وحل المشاكل والحصول على الحد الأدنى لحياة إنسانية من خلال عدالة اجتماعية مفعلة على أرض الواقع. نعم نرى رئيساً «وبلا مجاملة أو نفاق» نموذجاً للمصرى الوطنى الذى يريد لمصر أن تكون أم الدنيا وقد الدنيا، لكن هذا لن يكون بالأمانى والأمنيات ولن يتحقق بالسيسى بمفرده أياً كانت قدراته ومدى إخلاصه ولكن يتحقق بكل جهود المصريين المخلصين، بأن يكون فى كل موقع وفى كل مؤسسة على امتداد أرض الوطن من يؤمن ويعمل ويجتهد ويعرق حتى تكون مصر كما نريد. ولذا كان من الطبيعى أن ينتظر الشعب حركة تعيين المحافظين الجدد على اعتبار أنهم الإدارة التنفيذية المباشرة مع المواطن كما أنهم أعلى سلطة تنفيذية فى مواقعهم. وكانت أسباب الانتظار ومبرراته كثيرة ومتعددة فهى حركة بعد 25 يناير و30 يونيو وإسقاط رؤساء، مع أمل متصاعد ومشروع بإسقاط أنظمة وليس أشخاص، حركة أولى مهامها امتلاك رؤية سياسية تقدر ما حدث وتعى دورها الهام والمهم لتحقيق ما هو مطلوب من تحقيق الثورة الحقيقية على أرض الواقع والتى لم تتحقق حتى الآن، حركة طال انتظارها عام مع وعود بحق الاختيار بما يوافق خطورة المرحلة وصعوبة المشاكل ولا محدودية الآمال المرجوة.

وكانت الحركة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، فما هى نتيجتها؟ بكل وضوح لم يشعر المواطن حتى الآن بأى تغيير حقيقى وهو إحساس المواطن أن هناك أشخاصا غير تقليديين يمتلكون رؤية سياسية تنير لهم الطريق لعمل تنفيذى يهدف إلى حل مشاكل متراكمة، لم يعد لدى المواطن الكثير من القدرة على تحملها والصبر عليها.زفوجدنا محافظا لا علاقة له بالعمل العام ولا قدرة ولا مزاج لديه للتعامل مع الجماهير فهو يقوم بتغيير رقم هاتفه المحمول وكأنه سر حربى، ناهيك عن عدم الاستجابة من الأساس فى حالة الاتصال، كما أنه لم يذهب ولم يشاهد مراكز وقرى محافظته ولا أحوال أهلها حتى الآن، نظرا لأنه كان يعمل بشركة تصدير «قطاع خاص» ولا علاقة له لا بالسياسة ولا بالجماهير، ولم يشاهد أرض محافظته طوال حياته. والغريب أن يكون هذا محافظاً لأسيوط ذات الظروف الخاصة التى يعلمها الجميع. ونرى محافظاً لازال يسير بمنهج الكلام والتصريحات الشعاراتية ويؤكد أنه سيجعل المنيا مثل دبى خلال عامين!

محافظون نشاهدهم فى الإعلام يتحدثون عن رؤيتهم فى حل المشاكل ولم نر حلا لمشكلة واحدة فى أى محافظة «زبالة، فوضى الشوارع والمبانى، تلوث مياه، صرف صحى، إسكان...»، فلا نرى جديداً يتسق مع آمال الشعب وتطلعات السيسى وما تطلبه المرحلة الحرجة الحالية. نعم الظروف صعبة والإمكانيات محدودة ولكن الرؤية السياسية هى تفعيل المشاركة الجماهيرية بالاتصال والارتباط والمعايشة الجماهيرية. فأغلب المشاكل فى المحافظات تحتاج إلى التواصل الجماهيرى الذى لازال مفقودا. الآن لا مكان لغير العاملين «العارقين» وبعد ستة أشهر لا نريد أن نرى محافظاً لا يعرف مهمته لأنه لا يعرف ذاته.. وحمى الله مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة