أكرم القصاص - علا الشافعي

حسن مجدى

السيسى وتحدى الأهداف السهلة

الثلاثاء، 05 مايو 2015 08:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصرى استثنائى دائما.. مشكلتنا لم تكن يوما عبور المستحيل.. يمكننا إبهار العالم والتألق أمام البرازيل ثم إيطاليا فى كأس القارات.. قبل أن نفشل فى مجرد التعادل أو الهزيمة بعدد أهداف قليل أمام الولايات المتحدة الأمريكية.. لم يكن من الصعب أن نبهر العالم فى كأس العالم 1990 أمام هولندا قبل أن نفشل فى تحقيق فوز سهل أمام أيرلندا.. مصر غزيرة بمهارات تشبه شيكابالا، الذى يمكنه ترقيص الفريق بأكمله، ولكن نادرا ما تخرج حسام حسن، الذى يمكنه وضع الكرة فى المرمى بأقل مجهود.

المصريون يمكنهم إزاحة الملكية بثورة 1952، وبناء السد العالى، وتأميم قناة السويس، ويفشلون فى وضع ضمانات بسيطة تمنع دخول البيروقراطية فى النظام الحكومى، وفى ضمان استمرار مصانعهم الحكومية، فتصبح النتيجة آلاف المشاريع التى لا تشكل سوى عبء على الدولة حتى اليوم.

انتصرنا فى حرب أكتوبر، وهُزِمنا فى حرب الانفتاح، حررنا سيناء بينما يقف العالم بأكمله مندهشا من قدرات الجيش المصري، وفشلنا فى وضع خطة بسيطة لتعمير سيناء، فتحولت اليوم إلى وكر متكامل الأركان للإرهاب.
بعد رحيل السادات نجحنا فى العبور من لغم الإخوان، ونجحنا فى إعادة العلاقات المصرية العربية شبه المهدمة، ولكن فشلنا فى عبور كوبرى أكتوبر، فشلنا فى إعادة العلاقات بين إمبابة والمهندسين، فتحولت العاصمة إلى موقف كبير، وتحول المجتمع إلى نصفين لا يجمعهم شىء.

نجح الشباب فى ثورة 25 يناير ووقف العالم انتباه أمام رحلة 18 يومًا لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع عبورهم بتلك الصورة، وفشلوا فى التجمع ووضع خطة بسيطة لاستكمال ثورتهم، أزحنا الإخوان وفشلنا فى التجمع خلف أهداف واحدة.

المصريون نجحوا فى المؤتمر الاقتصادى، وينتظرون افتتاح قناة السويس الجديدة فى غضون أيام، ولكن حتى الآن لم يعرفوا موعد افتتاح محطة مترو السادات.

تاريخ كرة القدم يا سيادة الرئيس يؤكد أن الهداف الجيد ليس صاحب أصعب وأجمل الأهداف، ولكن الهداف الجيد هو الذى حينما تأتيه الفرص السهلة لا يضيعها، راجع تاريخ حسام حسن، رونالدو، راؤول، إيتو، روني.. وتاريخ الرؤساء لا يختلف كثيرا خصوصا فى مصر.

النجاح الاستثنائى فى المؤتمر الاقتصادى لا يحتاج سوى خطوات بسيطة لاستكماله، ولكن تاريخ مصر يؤكد دائما أننا ما نغفل تلك الخطوات، مشروع قناة السويس يمكنه تغيير الواقع المصرى بالكامل، وبالمثل مشروع توشكى لو كنا استكملناه بالشكل الأكمل.. أعمل على الاستثنائى يا سيادة الرئيس وستجد الشعب المصرى يبهرك.. ولكن لا تغفل استكمال الخطوات البسيطة ليقف الانتصار بالكامل على قدميه.. المصريون لو كانوا يحتاجون لشىء واحد فقط فهو ثقافة استغلال الأهداف السهلة، ثقافة ألا نضيع الانتصارات الاستثنائية، نحتاج لإزاحة كلمة التمثيل المشرف من قاموسنا ووضع مكانها كلمة الفوز المتكامل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة