أكرم القصاص - علا الشافعي

أدراها الأديب المصرى فؤاد قنديل..

"الأساطير فى أدب الطفل" ندوة بفعاليات مهرجان الشارقة القرائى

الثلاثاء، 28 أبريل 2015 05:04 م
"الأساطير فى أدب الطفل" ندوة بفعاليات مهرجان الشارقة القرائى فؤاد قنديل والمحاضرين فى الندوة
رسالة الشارقة عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستحوذ الحكاية الشعبية والأساطير على مساحة جيدة فى أدب الطفل، لتشكل مصدراً لمجموعة الشخصيات والأبطال التى عادة ما تتضمنها قصص الأطفال، فما حققته هذه الحكايات من حضور فى قصص الأطفال شكل محاور بحث فى ندوة "الموروث والراهن" التى نظمتها، هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الشارقة القرائى للطفل الذى يقام حالياً فى مركز اكسبو الشارقة ويختتم فى 2 مايو المقبل.

حاول المشاركون فى الندوة التى أدارها فؤاد قنديل، التمييز بين طبيعة الحكاية الشعبية والأساطير، وأكدوا على قدرة هذه الحكايات على تعريفنا بثقافة الآخر، فى حين دعوا إلى ضرورة العمل على جمع الحكايات الشعبية الموجودة فى الصدور وتوثيقها كونها تمثل جزءاً من التراث الانساني.

عائشة العاجل رئيس قسم الإعلام، فى دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، أشارت فى مداخلتها إلى أن المكتبات تعج حالياً بالكثير من التى تتناول القصص العالمية، والتى يقبل عليها الطفل فى العالم العربي، وقالت: "المشكلة أن هذه القصص لم تكن نتاج بيئة الطفل العربى الذى لم يتمكن من التعايش معها، ليبدأ بالبحث عن شكل اخر يشبهه، لنجد أن الطفل اصبح يكتب لنظيره". وعملت عائشة فى ورقتها على التمييز بين الحكاية الشعبية والاسطورة. وقالت: "الفرق أن الحكاية الشعبية تقيم حدوداً فاصلة بين عالم الانسان وعالم القوى الخارقة وترتكز على هموم الانسان العادي، كما أن الحكاية الشعبية فى صيغتها الاجمالية تنتمى إلى مرحلة متأخرة جداً بالقياس مع المرحلة التى تنتمى اليها الاسطورة، فهى تمثل ـ أى الحكاية الشعبية ـ وجهة نظر المجتمع المتطور الذى أقر بما يميزه عن الطبيعة"، وأشارت إلى أن البطل الانسانى يمارس دوراً مهماً فى الحكاية الشعبية على عكس الاسطورة التى نجد إنها نسيج آخر يبحث فى ظواهر الكون وتتناول تنظيمه من قبل الالهة وتعالج مشكلاته الكبرى ولا تتعرض للإنسان إلا فى سياق تبعيته للآلهة التى ترمز للقوى الكونية، فضلاً عن أنها تمثل نظرة المجتمعات القديمة إلى فكرة تشكل الكون. وقالت: "الحكاية الشعبية تتناول حقلاً محدوداً من اهتمامات الانسان الاجتماعية التى تمثل طموحاته والتى تكون فى الاساس نتاجاً لاحتياجاته".

أما الكاتبة هولى ويب فتناولت الموضوع من واقع تجربتها الشخصية فى التأليف والكتابة، وقالت: "أنا لم اؤلف كتباً مستلهمة من الأساطير بشكل مباشر، وانما حاولت فى كتاباتى أن اقدم وصفاً خيالياً وفنتازياً لا يخرج عن الاجواء المعاصرة التى نعيشها، وبتقديرى أنه من السهل جداً أن نجد مثل هذه الامور حولنا". وتابعت: "أعتقد أن معظم كتب الأطفال حالياً تعتمد على هذه الاساطير، وعبر البحث نجد أن معظم المواضيع التى قدمت كانت تختلف كلياً عن الاشياء والاحداث التى عشناها". وأضافت هولى ويب: "نحن أبناء التراث سواء اردنا ذلك أم لا، سواء تلك التى ورثناها عن اجدادنا أو الاساطير الاغريقية التى وصلتنا عبر التاريخ، وسنظل طوال الوقت أوفياء لها، ولكن ذلك لا يمنع أن نكتب عن عالمنا المعاصر، والاستعانة بالتاريخ الذى يجب توظيفه ضمن حياتنا اليومية"، وأشارت إلى أنها كتبت ضمن قصصها عن حوريات الماء فى فينيسيا، والتى تصورت انهن يخرجن من الماء لينثرن الجمال على ارصفة هذه المدينة الجميلة.

وعلى النسق ذاته، جاء حديث جوليا جونسون التى قالت: "أنا لست كاتبة أكاديمية وإنما كافة مؤلفاتى تأتى من القلب"، وأضافت: "فى الحقيقة لدينا الكثير من الاساطير والقصص والخرافات والحكايات الشعبية، وبتقديرى إنها تظل متجانسه على الرغم من اختلافها، لا سيما وأنه يوجد بينها قاسم مشترك يتمثل فى أن كافة ابطالها دائماً ما يواجهون التحديات والمعوقات". وتابعت: "نحن نعيش حالياً فى قرية صغيرة، ونتقاسم الكثير من القصص التى تسهل علينا التعرف على ثقافات الآخر ودياناته وكذلك شكله وطرق تفكيره، وعالمنا حالياً مليء بالقصص التى لم تكتب بعد، ولا تزال تعيش فى نفوسنا وعقولنا، وأعتقد أنه حان الوقت لأن نوظف قدراتنا جميعاً فى سبيل توثيق هذه الحكايات".

فى المقابل، أشارت د. سعاد مسكين المتخصصة فى النقد الادبى فى مداخلتها إلى أن الحكاية الشعبية لعبت دوراً فى تشكيل وعى الطفل وبناء شخصيته، معتبرة أن الحكاية الشعبية التى دأبت الجدات على سردها، تساهم فى تشكيل جوهر وكينونة الطفولة البكر. وقالت: "لا يمكن فصل ما أسست إليه الحكاية الشعبية عن الذاكرة الجمعية التى خزنها الراوى الشعبى فى ذاكرتنا عبر التاريخ، الأمر الذى يدعونا إلى اعتبار السرد الشعبى ممارسة واعية بالكتابة الموجهة للطفل، والتى بدأت ارهاصاتها فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، نتيجة عوامل انتشار التعليم واقتباس بعض الأعمال العالمية وترجمتها وانتشار الاعلام". ومن خلال ورقتها بينت د. سعاد مسكين أنها حاولت رصد مجموعة من الاعمال بدءاً من رفاعه الطهطاوى وحتى الان، لتصنفها ضمن ثلاث مراحل مختلفة، وقالت: "من خلال هذا التصنيف وجدت بأن مجموعة الاعمال هذه اسهمت معاً فى انتاج نصوص حديثه تقوم على الاقتباس أو ترجمة نصوص عالمية أو تلخيص متون الحكايات الشعبية بشكل مبسط، بهدف محاكاة العمل الانسانى العربى لكى يتعرف الطفل على تراثه وتاريخه".


موضوعات متعلقة..


رئيس هيئة الشارقة للكتاب لـ"اليوم السابع": وفاة الأبنودى خسارة لكل العرب








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة