نقلا عن اليومى..
دعاه الجشع والفقر المدقع الذى يعيش فيه فى أقصى جنوب الصعيد بمحافظة قنا، إلى أن يرسل طفلته «فوزية.ح» التى لم يتعد عمرها السبعة أعوام إلى إحدى الأسر فى القاهرة لتعمل خادمة، وهى لم تع الدنيا بعد، حتى أنها أثناء تنقلها بين شوارع القاهرة لتحضر مستلزمات المطبخ للأسرة التى كانت تعمل لديها تاهت عن المنزل وعن الحى بأكمله، فوجدها أحد المارة وتبناها وقام بتربيتها فى منزله، إلى أن بلغت سنة المراهقة وتزوجت عرفيًا من نجل صاحب المنزل الذى آواها.
فوزية تتحدث لـ"اليوم السابع"
«فوزية» التى تبلغ من العمر الآن 41 عامًا، تقول إنها أنجبت طفلا من نجل صاحب المنزل الذى آواها منذ أن عثر عليها فى الشارع، لكن والدته طردتها من المنزل بعد سفر زوجها العرفى، وظلت تدور فى الشوارع برضيعها وأصابتها حالة نفسية بسبب ما حدث لها، إلى أن ألقت قوات الأمن القبض عليها وأودعت طلفها أحد الملاجئ وأودعتها هى مستشفى العباسية للصحة النفسية.
فوزية
تقول فوزية إنها لا تعلم شيئا الآن عن طفلها فهى فى المستشفى منذ 15 عامًا، كما أنها لا تعلم طريق منزلها وأهلها فى قنا ولا تذكر حتى ملامحهم، إلا أنها تريد الخروج من المستشفى وتعثر على طفلها مرة أخرى وتعيش معه وتكون أسرة صغيرة تعيش فى سعادة وأمن.
حمدية: زوج أختى هيطلقها لو أنا خرجت من المستشفى
«حمدية. م»، 70 سنة، من سوهاج وحاصلة على دبلوم تجارة، أودعها أهلها مستشفى العباسية للصحة النفسية منذ 40 عاما، وكان عمرها وقتها 30 سنة، بعد إصابتها بالاكتئاب حيث كانت تحب العزلة وعدم التحدث إلى الآخرين، قائلة: «إن شقيقها كان يعمل فى الأوقاف، وشقيقها الآخر كهربائى سيارات وتوفيا هما الاثنان، ولم يزرها أحد بعد وفاتهما»، لافتة إلى أن لها شقيقة أخرى متزوجة تعمل كاتبة فى مصلحة حكومية بسوهاج ولا تزورها. وأوضحت «حمدية» أنه رغم شفائها منذ سنوات كثيرة فإنه ليس لها أحد فأعمامها وأخوالها توفوا جميعا، كما أن شقيقتها ترفض استلامها من المستشفى إلا أنها تعذرها فى ذلك قائلة: «أعذر أختى لأن زوجها قال لها لو أختك جت البيت إنتى طالق، وأنا ما أرضاش الخراب لأختى».
حمدية تتحدث لـ"اليوم السابع"
وأضافت «حمدية»، أنها سعيدة بوجودها فى المستشفى وتقضى يومها فى سعادة وفرح وسط أقرانها من المرضى، والكل يحبها سواء الأطباء أو الممرضات أو حتى المرضى، لافتة إلى أنها رغم عدم زواجها فإنها لديها بنت بالتبنى اسمها سيدة وهى مريضة فى المستشفى، مضيفة «لكنى أعتبرها ابنتى وأحضر لها عصائر ومأكولات وأجلس معها يوميا فى عنبرها، وأحبها جدا وهى أيضا تحبنى وتنادينى يا أمى».
حمدية
عفاف: أخويا دخلنى المستشفى لأنه بيحقد على
فيما تقول «عفاف. م» 56 سنة، آنسة، إنها لم تتزوج لانشغالها بالدراسة وإكمال تعليمها حيث إنها تخرجت فى كلية الحقوق وكانت تعمل محامية، وتروى حكايتها مع مستشفى العباسية للصحة النفسية منذ أن أودعها شقيقها بها منذ 5 سنوات، قائلة إنها كان لديها مكتب محاماة فى إمبابة، وأخوها لم يكمل تعليمه ويعمل سائقًا، وكان يحقد عليها أنها أكملت تعليمها وأودعها المستشفى، إلا أنه يأتى لزيارتها من وقت لآخر. وتضيف عفاف، إن كل شىء متوفر لها فى المستشفى لكنها تريد الخروج، وتعيش حياتها من جديد قائلة: «إنها لديها مبلغا من المال ستشترى به شقة سكنية وتعود لمكتبها وتمارس عملها من جديد»، لافتة إلى أن إدارة المستشفى تقف أمام رغبتها فى الخروج ويشترطون أن يتسلمها شقيقها لكى تخرج من المستشفى.
رباب: أختى بتضرب بنتى وتقولها «إنتى مجنونة زى أمك»
«يئست من الحياة بعد طلاقى من زوجى وإنجابى طفلين «ولد وبنت» وأصبت بحالة نفسية شديدة».. بهذه الكلمات بدأت رباب أبوزيد، تروى حكاية دخولها مستشفى العباسية للصحة النفسية، مضيفة أنها كانت تعيش مع شقيقتها الكبرى، غير أن شقيقتها هذه كانت تعاملها معاملة سيئة تسببت فى تدهور حالتها الصحية والنفسية، فطلبت منها أكثر من مرة أن تودعها مستشفى الصحة النفسية، خاصة بعد كثرة مشاكلها معها وادعائها بأنها مريضة نفسية وتنعتها قائلة: «إنتى مجنونة»، إلى أن أحضرتها إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية بزعم علاجها، ومنذ قدومها المستشفى لم تزرها أبدًا وترفض استلامها من المستشفى رغم شفائها.
رباب
وأضافت «رباب» إن زوجها هو السبب الرئيسى فى أزمتها الصحية، حيث كان يعاملها معاملة سيئة ودائما ما كان يعتدى عليها بالضرب المبرح، كما أنه كان كثيرا ما يحضر سيدات إلى المنزل فى غير وجودها وعندما كانت تسأله عن أسباب ذلك كان يضربها ويضرب أبناءها إلى أن تم الطلاق وذهبت لتقيم مع شقيقتها، لأن والديها توفيا بينما كانت ترفض الذهاب لأشقائها لأن كلا منهم متزوج وله حياته الخاصة ولا تريد أن تثقل عليهم.
رباب تتحدث لـ"اليوم السابع"
وأوضحت رباب، أنها تتمنى الخروج من المستشفى والعيش مع أبنائها فى أى مكان لأن شقيقتها تعاملهم معاملة قاسية وتضربهم ضربا مبرحا، حيث إن ابنتها قالت لها إن خالتها تضربها بحزام البنطلون على ظهرها وتقول لها: «إنتى مجنونة زى أمك».
إيمان.. أحضرها بائع كشرى من الشوارع ولم يزرها ثانية
مأساة أخرى تجسدها «إيمان. ك» 21 سنة، التى أحضرها أحد الأشخاص منذ عام 2002 إلى المستشفى، وكان يعمل بائع كشرى فى منطقة بولاق، وزعم أنه عثر عليها فى أحد الشوارع بحسب رواية إحدى ممرضات القسم.
وتقول إيمان: «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم محدش بيزورنى خالص»، مؤكدة أنها لا تريد الخروج من المستشفى فهى تعودت على الممرضات والمرضى فى قسم السيدات، وتعيش حياتها بكل سعادة وحرية داخل المستشفى، قائلة: «أمنيتى الوحيدة أن أتبنى طفلا وأربيه وأرعاه لأنى أحب الأطفال».
مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية يتحدث لـ"اليوم السابع"
أمل.. تدهورت حالتها بعد تحسنها لعدم خروجها
فيما تقول «أمل. ب» 70 سنة، إنها أتت المستشفى منذ 29 عاما، وأصيبت بحالة نفسية بعد مشاجرة اندلعت بينها وبين مجهولين لا تعلمهم تعدوا عليها داخل حديقة بالمعادى، وذهبوا إلى قسم الشرطة، ومن هناك أتوا بى إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية ومن وقتها وهى تعالج فى المستشفى.
وتقول إحدى الممرضات داخل قسم 14 سيدات بالمستشفى، إن أمل لا يسأل عليها أحد من أهلها ولا نعلم لها أقارب منذ قدومها المستشفى، ورغم تعافيها نوعا ما إلا أنها بدأت تصاب بشىء من عدم التوازن وفقدان القدرة على التفكير.
عزة: بقالى 10 سنين فى المستشفى محدش زارنى خالص
وتقول «عزة. ى»، 31 سنة، إنها متزوجة ولديها طفلان، وأتت إلى مستشفى العباسية للصحة النفسية منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يزرها أحد من أهلها ولا زوجها ولا أبنائها، مضيفة أنها تتمنى الخروج من المستشفى وتعيش مع أبنائها، لافتة إلى أنه رغم شفائها فإن المستشفى يرفض خروجها لرفض أهلها استلامها قائلة: «لا أريد من أهلى شيئا طالما هم لم يسألوا عنى أنا لن أسأل عنهم».
أكثر من 500 مريض تحسنت حالتهم ولم يخرجوا من المستشفى
«من جانبه أكد الدكتور رضا الغمراوى مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، أن عدد المرضى النفسيين داخل المستشفى 1200 مريض بينهم أكثر من 500 مريض تحسنت حالاتهم إلا أن المشكلة تتمثل فى عدم توافر مأوى لهم بالخارج فظروفهم الاجتماعية تحول دون خروجهم، وبعضهم لا يريد أهلهم استلامهم.
وأضاف: «قديما كان الأهل يحضرون أبناءهم ويتركونهم سنوات دون سؤال ويكتبون عناوين مغالطة للواقع، إلا أننا الآن وضعنا ضوابط صارمة لدخول المريض تحول دون محاولات الأهل فى إعطائنا معلومات مغالطة، مما يتسبب فى مكوث المريض فى المستشفى إلى أن يتوفاه الله ويتم دفنه فى مدافن الصدقة بعد إذن النيابة».
وصمة عار تلاحق المرضى النفسيين
وأوضح «الغمراوى»، أن من أهم أسباب عزوف الأهل عن استلام ذويهم المرضى ممن تحسنت حالتهم الصحية هو وصمة العار التى تلاحق المريض النفسى فى أى مكان، فالمجتمع بأكلمه حتى الآن لم يستوعب بعد أن المريض النفسى هو مريض عضوى مثله مثل أى مريض يمكن أن تتحسن حالته ويتماثل للشفاء، داعيا المجتمع إلى تقبل المرضى النفسيين وتحسين الصورة الذهينة التى كونتها السينما والإعلام عنهم.
وأشار مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، إلى أن المادة رقم 10 من قانون الصحة النفسية 71 لسنة 2009، تعطى الحق للمريض فى الخروج من المستشفى، حتى لو لم يأتى أحد لاستلامه، مضيفا «لا نطبق ذلك فى حالة علمنا عن طريق «لجنة الخروج» برفض أهل المريض استلامه».
موضوعات متعلقة..
- مدير مستشفى العباسية: 42%من المرضى النفسيين تعافوا وأهلهم يرفضون استلامهم
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد شهاب
لكم الله
عدد الردود 0
بواسطة:
afaf ali
اين دور الدولة واين دور الجمعيات الاهلية
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله يوسف
وممكن علشان الميراث
عدد الردود 0
بواسطة:
توتر عصبى
مع رقم2 دور المسنين افضل بعد شفاؤهم وخاصة ان المرض النفسى فى اذدياد
عدد الردود 0
بواسطة:
د. عصام خطاب
فندق العباسية
عدد الردود 0
بواسطة:
فوزى بدر
حفرالباطن
عدد الردود 0
بواسطة:
عوض الدالي
من المستشفى الى دار رعاية او مسنين
عدد الردود 0
بواسطة:
امين
افعل ماشئت
كما تدين تدان...جحوووود
عدد الردود 0
بواسطة:
التحية لصاحب التحقيق الصحفى الهايل
التحية لصاحب التحقيق الصحفى الهايل