أكرم القصاص - علا الشافعي

لو عرفت معاناتهم عمرك ما هتسخر منهم.. ما لا تعرفه عن الأقزام.. يعانون من نقص القدرة الجنسية وعيوب القلب والكلى والأطراف.. عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب والتسرب من التعليم والبطالة بسبب نظرة المجتمع

الأحد، 19 أبريل 2015 09:13 ص
لو عرفت معاناتهم عمرك ما هتسخر منهم.. ما لا تعرفه عن الأقزام.. يعانون من نقص القدرة الجنسية وعيوب القلب والكلى والأطراف.. عرضة للأمراض النفسية والاكتئاب والتسرب من التعليم والبطالة بسبب نظرة المجتمع أقزام - أرشيفية
كتبت آلاء الفقى ــ فاطمة ياسر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرا ما ترى الأقزام فى المشاهد السينمائية والدرامية كمادة للسخرية والتهكم من أحجامهم الضئيلة وأجسادهم الضعيفة وقصر قامتهم، وقد تصادف فى الحياة بعضهم، ولكن لا تعرف عنهم وعن ظروفهم وحالتهم الكثير.

و"الأقزام" أشخاص ولدوا يعانون من قصر شديد فى القامة نتيجة لبعض الجينات الوراثية، كما يعانون من نظرات الناس لهم التى تتراوح بين نظرات الشفقة ونظرات السخرية والمعاملة السيئة، وهو ما يضاعف شعورهم بالألم، إضافة إلى أمراضهم العضوية والنفسية، ولأننا نجهل الكثير عن حياة الأقزام ومعاناتهم نقدم خلال التقرير مزيد من المعلومات و التفاصيل الخاصة بهم:

الأسباب التى تؤدى للإصابة بالتقزم:


تقول الدكتورة زينب بكر أستاذ طب الأطفال، أن إصابة الأطفال بالتقزم يرجع للعديد من المشاكل العضوية، كوجود خلل فى الغدد والهرمونات والمنظومات الجينية فى الجسم، مما ينتج عنه الإصابة بقصر القامة فقط أو قصر القامة مع الإصابة بتخلف عقلى أو وجود عيوب خلقية، وذلك نتيجة لزواج الأقارب أو الحمل فى سن مبكر أو الإصابة بأمراض وراثية فى العائلة.

طرق معرفة الإصابة بالتقزم:


تشير د.زينب بكر أنه يتم معرفة الطفل القزم، من خلال قياس مقاسات الأجنة التى يتم إجراؤها عن طريق الأشعة التشخيصية أثناء الحمل والأشعة ثلاثية ورباعية الأبعاد، والتى توضح الطفل فى صورة طبيعية، ويتم قياس عرض وطول الجمجمة وطول الطفل، وبذلك يحدد أن الطفل سيولد قزما أم لا.

الأقزام أكثر عرضة للإصابة بالعيوب الخلقية فى القلب والكلى:


ومن جانبه يذكر الدكتور محمد النشار أستاذ أمراض النساء والتوليد، أن الأطفال المصابين بالتقزم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بعيوب خلقية فى القلب والكلى والعظام وأغلبهم يحتاج للعلاج، ويتم معرفة إذا كان الطفل قزما أم لا، من خلال الفحص بالسونار وقياس أطوال الجسم.

ويوضح الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ أمراض المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، أن الأسباب التى تؤدى إلى الإصابة بالتقزم، خلل فى الجينات الوراثية أو الإصابة ببعض الأمراض التى تسبب توقف فى نمو الطفل، وعلى حسب السبب يكون الطفل مصابا بالتقزم فقط أو يصاحبه أمراض أخرى.

الأقزام يعانون من نقص فى القدرة الجنسية:


ويضيف د.عبد الهادى مصباح، أن بعض الأشخاص الأقزام يعانون من نقص فى القدرة الجنسية، وذلك لوجود مشكلة لديهم فى الخصية وبالتالى يعانون من نقص إفراز هرمون الذكورة، فيحدث فقد أو ضعف فى القدرة الجنسية والإنجاب.

ويقول الدكتور أحمد التاجى أستاذ أمراض النساء والتوليد جامعة الأزهر، أن هناك أنواعا من الأقزام، منهم نتيجة لسبب وراثى، حيث تكون جميع العائلة من الأقزام، وهؤلاء لديهم قدرة طبيعية على الإنجاب، أما بالنسبة للنوع الثانى من الأقزام الذى يكون نتيجة لنقص الهرمونات التى أدت إلى عدم اكتمال نمو أعضاء الجسم ومنها الأعضاء التناسلية كالرحم والمبيضين، فهؤلاء الأشخاص ليس لديهم قدرة على الإنجاب.

ويضيف أنه إذا تزوجت امرأة من الأقزام بشخص عادى ليس قزما، يكون هناك فرصة كبيرة فى ولادة أطفال طبيعيين ليسوا أقزاما، على العكس من الزواج بقزم مثلها حيث يكون الأبناء أقزاما أيضا.

الوضع النفسى والاجتماعى للأشخاص الأٌقزام:


ويوضح الدكتور صهيب سعد استشارى الطب النفسى أن أغلب الأشخاص لديهم أوهام وتصورات خاطئة عن الأقزام، فقد يعتقد البعض أن الأقزام لديهم قدرات عقلية محدودة أو اضطرابات نفسية أو شخصية، والبعض يعتبر الحكم على النمو بالطول بدلاً من السن، وهذا غير صحيح بل أن بعض الناس يعاملون الأقزام على أنهم أطفال وهذه مشكلة كبيرة خاصة مع وجود تاريخ طويل للأقزام الذين تمت معاملتهم كمصدر للتسلية والضحك فقط.

يؤكد د. صهيب سعد أن القزم يعانى من مشاكل اجتماعية ونفسية وصحية عديدة، ومن المشاكل الصحية، أمراض المفاصل والآلام فى الأطراف السفلية والركبة، والعظام بسبب تأخر نموها العادى، زيادة على الاضطرابات التى يشعر بها بعضهم فى الجهاز الهضمى.

أما بالنسبة للمشاكل الاجتماعية التى يعانى منها الأقزام:


يذكر استشارى الطب النفسى أن من أهم المشاكل الاجتماعية التى يواجهها القزم، الأمية والبطالة والفقر، فالقزم عادة ما يضطر لمغادرة مقاعد المدرسة مبكراً بسبب نظرات الاستهزاء والسخرية من زملائه، موضحا أن هذه الأمية تصل بالقزم إلى الوقوع فى جحيم البطالة بشتى أصنافها بسبب عدم العثور على فرص عمل تتيح له العيش الكريم، ما تنتج عنه معاناته من ويلات الحاجة والفقر.

ويتابع أن من المشاكل أيضا وجود صعوبة فى الحصول على أماكن خاصة بهم للجلوس فى المقاهى والمطاعم مثل باقى الناس، الأمر الذى يعرضهم لكثير من الألم النفسى والعزلة الاجتماعية، بالإضافة إلى مشكلة العثور على ملابس خاصة تلائم طول أجسادهم القصيرة جداً.

يقول الطبيب النفسى أنهم عرضة للعقد النفسية، ومن أصعبها سوء تقدير الذات والشعور بالدونية إزاء نظرة المجتمع "الناقصة" لهم، كما أن هذه العقد النفسية قد تمتد سنوات طويلة ومبكرة لكون المشكلة تبدأ لدى القزم منذ فترة الطفولة، حيث يسخر الصغار عادة من بعضهم ببراءتهم المعهودة، لكن تلك السخرية تظل راسخة فى ذهن القزم مدة أطول، ويمكن للقزم أن يتجاوز هذه العقد النفسية فى حالة إذا ما ساعده المحيط الذى يعيش فيه على ذلك، فيكتسب مناعة ذاتية بمرور الزمن ضد سخرية الآخرين منه وهو الدور الذى يجب أن تقوم به الأسرة والمدرسة بشكل رئيسى.

ويوصى الدولة بضرورة إعطاء اهتمام أكبر بفئة الأقزام داخل المجتمع وتسهيل الحياة اليومية عليهم، لكونهم ذوى احتياجات ومتطلبات خاصة لا يمكن توفيرها لهم دون تضافر جهود الدولة والمجتمع المدنى من أجل خدمة هذه الفئة المنسية.


موضوعات متعلقة:


- للأم: انتبهى حالة طفلك النفسية تعرضه لتوقف النمو وقصر القامة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

SALEM

فرصتهم في دخول الجنه اكثر مني 100 مره !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة