فورين بوليسى: إيران تتفوق على السعودية فى الصراع على الشرق الأوسط

نشرت الصحيفة الأمريكية "فورين بوليسى" تحليلا يرصد التطورات الحادثة فى ساحة الشرق الأوسط المضطربة، مثل الحرب التى تقودها المملكة السعودية على المتمردين الحوثيين باليمن، أو استرجاع القوات العراقية لمدينة تكريت من براثن التنظيم المسلح "داعش"، أو الهجمات الإرهابية فى كل من تونس وصنعاء عاصمة اليمن.

يرى التحليل أن الأحداث التى ذكرت بالأعلى يجب ألا تشوش على السبب الرئيسى لما يجرى بالشرق الأوسط، وهو الصراع للسيطرة على الشرق الأوسط من قبل التحالفات التى تدور فى فلك المملكة العربية السعودية من جهة، والأخرى التى تدور فى فلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

ورفض التقرير الأطروحات التى تعيد الصراع لمحض أسباب طائفية، غير نافى فى نفس الوقت الصبغة الطائفية التى تلون بها الصراع، نتيجة اتباع الأطراف المتضادة للمذهبين الشيعى والسنى، لكنه يرى وضع الطائفية كسبب رئيسى للصراع يجسد نظرة قاصرة للأمر برمته.

يشبه التقرير الصراع الدائر حاليا بمثيله الذى هز ربوع المنطقة فى ستينيات القرن الماضى، بين التحالفات المنضوية أسفل المملكة السعودية التى تسعى للحفاظ على نظامها الملكى والأطراف الأخرى المنضوية أسفل جمهورية مصر العربية تحت زعامة جمال عبد الناصر.

يقول التقرير إنه بنظرة إلى السياسات فى كل من السعودية وإيران، سنجد انتهاكات ضد حقوق الإنسان، وأنظمة ذات مزاج دينى جلى، مما يجعل الاختلاف بين الدولتين ليس بالضخم، لهذا فإن الصراع يدور للبحث عن المصالح وليس مرتبطا بشكل مسبق بأى أيديولوجية ما.

يرى التقرير أن إيران تجيد اللعب بأوراقها فى المنطقة، فهى لديها أذرع فى كل من البحرين واليمن وسوريا والعراق ولبنان، تحركهم دون أن تعلن عن نفسها كخصم مباشر، أو تورط نفسها فى حرب تظهر فيها بمظهر الند، الأمر الذى تجاهلته السعودية عندما أعلنت الحرب على جماعة المتمردين الحوثيين فى اليمن.

يعود التقرير إلى التدخلات العسكرية التى شهدتها المنطقة، والمآل الذى انتهت به، بداية من التدخل الناصرى فى اليمن فى ستينيات القرن الماضى، مرورا بالاجتياح العراقى للكويت، وانتهاء بالغزو الأمريكى فى العراق، ليخلص إلى نتيجة مفادها أن التدخلات العسكرية دائما ما تجر وراءها الفوضى والخسائر.

ويرى التقرير أن أمريكا حاليا قد تميل لتحقيق مصالحها فى المنطقة إلى جانب الجمهورية الإسلامية التى تجيد تطبيق استراتجيتها فى الشرق الأوسط، فهى متواجد أفغانستان والبحرين واليمن والعراق ولبنان، دون أن تورط نفسها فى مواجهة مباشرة، كما فعلت المملكة مؤخرا فى اليمن، وهى نقطة تحسب للجانب الإيرانى فى سعيه للسيطرة على المنطقة.