أكرم القصاص - علا الشافعي

فاروق جويدة يكتب:الفضائيات بين إفلاس الفكر وإفلاس المال..كيانات هلامية نشأت لرغبة رجال أعمال فى امتلاكها لتحقيق المصالح..الإعلان سلطان عليها..وشاشاتها امتلأت بالرقص والبذاءات..وعليها إعادة حساباتها

الجمعة، 10 أبريل 2015 12:04 م
فاروق جويدة يكتب:الفضائيات بين إفلاس الفكر وإفلاس المال..كيانات هلامية نشأت لرغبة رجال أعمال فى امتلاكها لتحقيق المصالح..الإعلان سلطان عليها..وشاشاتها امتلأت بالرقص والبذاءات..وعليها إعادة حساباتها الشاعر الكبير فاروق جويدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


- فضائيات تجسدت فيها ظاهرة الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال وهو الزواج الذى أطاح بالعهد البائد فى ثورة يناير

- الفضائيات تلجأ لأساليب رخيصة لجذب المشاهد دون مراعاة للمهنية أو الأخلاق

- الإعلان نصب نفسه سلطانا على الفضائيات وسيطرته على الفضائيات المصرية أكبر خطيئة فى
تاريخها وكان سببا رئيسيا فى تخليها عن دورها ومسئوليتها تجاه الوطن

- سطحية الفضائيات المصرية كانت سببا فى التجريف الثقافى

- الفضائيات الخاصة ضيعت على المشاهد دورا مؤثرا كانت تقوم به الشاشات الحكومية بجدارة

- تراجع الإعلانات جعل الفضائيات تبحث عن مصادر تمويل خارجية تضر بالأمن القومى المصرى

- الحل أمام هذه محنة الفضائيات وضع أسس مالية واقتصادية وحرص على المسئولية تجاه الشعب والوطن والالتزام بالثوابت المهنية والأخلاقية التى تحكم النشاط الإعلامى

- عليها أن تراجع نفسها وتعيد حساباتها قبل أن تدخل متاحف التاريخ فى مسلسل الفرص الضائعة




انتقد الشاعر الكبير فاروق جويدة ، الفضائيات المصرية ، واكد انها ظهرت بطريقة عشوائية ونشات لرغبة بعض رجال الأعمال فى امتلاكها من أجل امتلاك القوة لتسيير مصالحهم ، موضحا ان شاشاتها اصبحت ملاذا للاسفاف والرقص والالفاظ البذيئة ، ومحذرا من ان الاعلان اصبح هو المسيطر والمتحكم فى الفضائيات ، وان انحسار الاعلان قد يؤدى الى لجوء هذه الفضائيات الى مصادر تمويل خارجية قد تضر الامن القومى

وإلى نص مقال الشاعر الكبير..



تراجع الفضائيات المصرية


بدأت الفضائيات المصرية رحلة التراجع امام شواهد كثيرة تؤكد ان الأحوال المالية لهذه المؤسسات لم تعد كما كانت وان حالة الفوضى المالية التى شهدتها طوال السنوات الماضية امام خسائر مالية ضخمة لم تعد هذه الفضائيات قادرة على تحملها .. هناك فضائيات اعلنت ذلك صراحة للعاملين فيها وبدأت سلسلة من الاستغناء عن اعداد كبيرة من المذيعين ومقدمى البرامج وفرق الإعداد هذا بخلاف عجز فضائيات كثيرة عن سداد مستحقات العاملين فيها والمتعاملين معها.

كيانات إعلامية هلامية ظهرت بصورة عشوائية


ولاشك ان ما يحدث الآن كان شيئا متوقعا امام كيانات إعلامية هلامية ظهرت بصورة عشوائية اقرب للارتجال منها للدراسة والبحث وتحديد الأهداف .. ان عددا كبيرا من هذه الفضائيات ظهر فى فترة انتشرت فيها ظاهرة الزواج الباطل بين السلطة ورأس المال وهو الزواج الذى كان احد الأسباب التى اطاحت بالعهد البائد فى ثورة يناير

رجال أعمال لجأوا لامتلاك الفضائيات والصحف لتسيير الأعمال وكمصدر قوة لتحقيق مصالح معينة
لقد تداخلت انشطة رجال الأعمال ما بين مجالات كثيرة كان الإعلام من بينها كوسيلة ضغط على السلطة خاصة انها كانت تعيش حالة من الشيخوخة والترهل ولجأ بعض من رجال الأعمال الى امتلاك الوسائل الإعلامية ومنها الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية، وكان الهدف من ذلك كله تسيير الأعمال والتلويح بالإعلام كمصدر من مصادر القوة لتحقيق مصالح معينة فى شراء المشروعات او تخصيص الأراضى او الحصول على قروض من البنوك بلا ضمانات .. والأكثر من ذلك ان رجال الأعمال لجأوا الى هذه الوسائل بدافع المنافسة فيما بينهم ومن الأقوى فى ساحات رأس المال، وامام هذا التدافع الشديد والمنافسة بين اصحاب هذه الفضائيات انتقلت المنافسة الى اساليب اخرى لجذب المشاهد دون مراعاة لعوامل مهنية او اخلاقية او فنية ينبغى ان تحكم النشاط الإعلامى وهنا وقعت هذه الفضائيات فى ثلاثة اخطاء مهمة :

عدم مراعاة القواعد السليمة والتصرف بأساليب عشوائية


اولا : انها لم تراع فى نشأتها وكوادرها الإدارية القواعد الإدارية السليمة من حيث الأنشطة ونوعية الإنتاج والنفقات المالية، ولهذا تصرفت بأساليب عشوائية مندفعة وراء تأكيد الوجود والتأثير ونسب المشاهدة .

افتقاد المسئولية والرسالة والبعد الاجتماعى


ثانيا : افتقدت هذه الفضائيات عاملا مهما وهو المسئولية والرسالة خاصة البعد الاجتماعى والأخلاقى والمهنى ولهذا تسابقت بقوة فى منافسات اتسمت بالسطحية وفى اغلب الأحيان اقتربت من منطقة الإسفاف .

الفضائيات كانت سببا فى حالة الارتباك التى شهدها الإعلام المصرى


ثالثا : ان هذه الفضائيات كانت سببا فى حالة الارتباك التى شهدها الإعلام المصرى فقد اختلط العمل الصحفى بالإعلام الفضائى ومعهما كانت مواقع التواصل الاجتماعى وسادت لغة من الغوغائية ولغة الشارع التى انتقلت بسرعة من الصحف الى الشاشات الى النت دون مراعاة لأى ثوابت اجتماعية او اخلاقية او حتى دينية، لقد كان من السهل ان تنتقل امراض الصحافة المصرية الى الشاشات وان تغزو لغة الشارع الهابطة مواقع التواصل الاجتماعى ووجدنا انفسنا امام صور مكررة كل ليلة على الوسائل الثلاث ما بين الشاشة والصحيفة والنت .. وهنا تسربت قضايا كثيرة شائكة الى كل وسائل الإعلام المصرى ..

المسلسلات الهابطة والرقص والبذاءات والشتائم تعرض على الشاشات


ان المسلسلات الهابطة يمكن ان تشاهدها على الشاشات ومواقع النت .. والجرائم التى كانت الصحف تنشر احداثها على استحياء تراها على الشاشات ومواقع التواصل الإجتماعى، وهنا اصبحت الصورة هى سيدة الإعلام ابتداء بمشاهد الدم التى اعتاد عليها المشاهد وانتهاء بظواهر العنف التى اصبحت جزءا من سلوكيات الشارع ومع الإرهاب اصبح كل شىء مباحا دون مراعاة للأسرة او الطفولة او ثوابت ومكونات المجتمع بكل جوانبها .. وبعد ان كان للرقص اماكن معروفة للراغبين فى شارع الهرم اصبحت له برامج على الشاشات وفى المسلسلات بل اصبح للراقصات برامج تتنافس عليها هذه الفضائيات .. وبعد ان كانت الشتائم والبذاءات قاصرة على عدد قليل من البشر يتشاجرون فى الشوارع او البيوت اصبحت حديث الملايين الذين يجلسون امام الشاشات والنت واصبحت دروسا يومية فى الإسفاف تتناقلها الأجيال ولا ترى فيها عيبا او تجاوزا..

وبعد ان كانت صفحة الحوادث فى اى جريدة يقرؤها عدة آلاف وجدناها على الشاشات ومواقع النت بكل احداثها ولم تعد مقصورة على الجرائم العادية ولكنها دخلت فى زنا المحارم وبرامج الجنس وترويج الأدوية المغشوشة والمنشطات الجنسية والسلوكيات الوحشية التى تجاوزت كل الحدود ..

معركة الإعلانات .. والأساليب المنحطة والإسفاف


وسط هذه الغابة من التجاوزات السلبية فى أداء الفضائيات المصرية دارت معركة اخرى بينها حول الإعلانات وقد وصلت هذه المعركة الى احط الأساليب فى نوعية الإعلانات بما فيها من الإسفاف وما فيها ايضا من وضع فوارق اجتماعية قسمت المجتمع المصرى كله الى فئات وطبقات ومن يملكون كل شىء ومن لا يملكون اى شىء .. كان فقراء مصر يجلسون امام هذه الإعلانات المستفزة عن القصور والسيارات والأطعمة واطفالهم يبحثون فى صناديق القمامة عن بقايا الطعام .. ودخلت هذه الإعلانات بالشعب المصرى الى مناطق بعيدة فيها الكثير من الخيال والمال والإثارة وامام شباب لا يعمل وبطالة مزمنة واجيال تعانى الفراغ والفقر كان من الخطأ ان تجد مئات المسلسلات والبرامج التى تتحدث عن العصابات والنهب والسرقة ومشاهد الجنس الصارخة التى تتمسح فى الحريات وحقوق الإنسان فى مجتمع لا يوفر ابسط الحقوق لأبنائه كان من الخطأ ان يجلس ملايين العاطلين امام الشاشات بينما تحكى المسلسلات عن اللصوص من كبار المسئولين الذين نهبوا اموال الشعب والطبقات الجديدة بكل انواع التحايل والسفه فى حياتها .

برامج التوك شو قسمت المصريين لفصائل متناحرة


وسط هذا الركام كان من الصعب ان تجد شاشة جادة تقدم فكرا او توقظ وعيا او تحرك خيالا .. ومن هنا اقتحمت برامج التوك شو الليلية حياة المصريين، ولا احد ينكر انها واكبت ثورتين وشاركت فى خلع رئيسين وأسهمت فى زيادة وعى المواطن المصرى ولكنها على جانب آخر قسمت المصريين الى فصائل متناحرة بين احزاب وهمية وتجمعات شكلية ونخب لا تدرك مسئوليتها، وهنا كان دور الفضائيات الدينية التى قسمت المصريين الى مؤمنين وكفار ودفعت بالملايين الى ساحات من الجهل والتخلف.

المصريين انقسموا بين مبالغة القنوات الدينية وعرى وإسفاف القنوات الأخرى


ووجد المصريون انفسهم بين نارين كانت القنوات الدينية تبالغ فى احاديث الإيمان والجنة والنار وعذاب القبر والقنوات الأخرى تبالغ فى منظومة العرى والإسفاف والجنس ومنشطاته، وما بين التدين الكاذب والإسفاف العارى سقط الإنسان المصرى ضحية هذا الصراع خاصة انه تحول بعد فترة وجيزة الى صراع سياسى ودينى .. وسط هذا التراشق بين الفضائيات التى غاب عنها الهدف والغاية والمسئولية تسربت برامج كثيرة الى الشاشات كانت سببا فى حساسيات كثيرة فقد تجرأ الكثيرون على ثوابت دينية واخلاقية كان من الصعب التطاول عليها فى ازمنة مضت او التشكيك فيها من اشخاص لا علم لهم بها وكانت ايضا سببا فى اشتعال الخلافات على مستوى الدول والعلاقات الخارجية مع العالم بكل ما يحكمها من المصالح والحسابات .

الفضائيات الخاصة ضيعت على المشاهد دورا مؤثرا كانت تقوم به الشاشات الحكومية بجدارة
وبقدر ما نجحت الفضائيات الخاصة فى سحب الكثير من رصيد الإعلام الحكومى إلا انها اساءت استخدام هذا الرصيد وضيعت على المشاهد دورا مؤثرا كانت تقوم به الشاشات الحكومية بجدارة ونجاح
هنا لا يمكن لنا ان نتجاهل غياب الدور الثقافى والفكرى فى كل ما تقدمه الفضائيات الخاصة، لقد اختفت تماما البرامج الثقافية الجادة وغابت عن هذه الفضائيات قضايا الفكر والتعليم ابتداء ببرامج محو الأمية والبرامج التعليمية وانتهاء باللقاءات الفكرية الجادة
سطحية الفضائيات المصرية كانت سببا فى التجريف الثقافى
لقد كانت الفضائيات المصرية امام السطحية وعدم الجدية سببا رئيسيا فى حالة التجريف الثقافى التى تعانى منها مصر الآن .. امام ساعات طويلة من التفاهات والبرامج الساذجة ما بين الغناء الهابط والرقص والإسفاف عاش المصريون سنوات طويلة وسط هذا الطوفان المتردى من الأعمال والبرامج الهابطة.. وللأسف الشديد انه امام الإغراءات المالية الضخمة زادت حدة المنافسة حول الفن الهابط والحوارات الساذجة والإسفاف بكل الوانه.

الإعلان نصب نفسه سلطانا على الفضائيات


وسط هذا كله كانت لعنة الإعلانات توجه سياسات وانشطة هذه الفضائيات خاصة ان الإعلان نصب نفسه سلطانا على كل ما عداه من الأعمال فقد سيطر على بورصة البرامج بما فيها اسعار المذيعين حتى وصل الأمر الى فتح هذه الشاشات امام الراقصات والبهلوانات والحوارات الهابطة وكانت سيطرة سوق الإعلانات على الفضائيات المصرية اكبر خطيئة فى تاريخها وكانت سببا رئيسيا فى تخليها عن دورها ومسئوليتها تجاه الوطن والمواطن واختلط الإعلام بالإعلان فى هذه القنوات حتى اصبح الإعلان صاحب الكلمة فى كل ما تقدمه هذه الفضائيات.

تراجع الإعلانات جعل الفضائيات تبحث عن مصادر تمويل خارجية تضر بالأمن القومى المصرى



لقد اصبحت الإعلانات هى الأساس الذى تنطلق منه هذه الفضائيات وكانت سببا فى هذا الكم الهائل من البرامج الهابطة .. لقد زادت الأزمة تعقيدا امام الظروف المالية التى تعانى منها هذه الفضائيات وانصراف المشاهدين عنها وتراجع حجم الإعلانات مما جعل البعض من هذه الفضائيات يبحث عن مصادر تمويل خارجية قد تضر بالأمن القومى المصرى .. هناك فضائيات فتحت ابوابها للأموال الخارجية ولا احد يعلم مصادر تمويلها وان كانت اجهزة الدولة على علم بكل ما يجرى فى هذا القطاع الخطير وهى فى حالة نوم عميق كان التمويل الخارجى اكبر جريمة فى حق الإعلام المصرى فى السنوات الأخيرة .

كانت الفضائيات المصرية فرصة كبيرة لزيادة الوعى وتقديم ثقافة جادة وفكر مستنير .. وكانت فرصة لخلق اجيال اكثر انتماء لهذا الوطن واكثر حرصا عليه .. وكانت فرصة لتقديم فن هادف وابداع راق وحوار خلاق .. وكانت فرصة لتقوم بدور سياسى خطير فى إعداد اجيال جديدة قادرة على قيادة سفينة الوطن ولكنها امام حسابات خاصة ومصالح ضيقة وايد خفية ضلت الطريق وتحولت فى احيان كثيرة الى ادوات هدم وليس ادوات بناء .

انها خسارة كبيرة ان تنسحب هذه الفضائيات من الساحة وتغلق ابوابها وسوف تترك فراغا كبيرا .. ولكن السؤال هل ضاعت الفرصة فى ان تدرس هذه الفضائيات اسباب تراجعها وإفلاسها فى الفكر قبل المال و هل هناك فرصة لأن تعيد دراسة اوضاعها المالية لإصلاح ما فسد وهل هناك وسيلة لأن تبحث خرائط برامجها لتعيد حساباتها وتتحول الى ادوات بناء لهذا الوطن .

هناك قنوات جديرة بالبقاء ولكن طوفان الفشل والإفلاس أطاح بالجميع لأن عدوى الإسفاف والسطحية لم تترك احدا
لا احد ينكر ان هناك قنوات جديرة بالبقاء فى اهدافها وبرامجها ولكن طوفان الفشل وغياب الرؤى والإفلاس اطاح بالجميع خاصة ان عدوى الإسفاف والسطحية لم تترك احدا ..كنت اتمنى لو اتسعت ساحة المنافسة بين الفضائيات المصرية حول الفن الراقى والفكر الواعى المستنير وان تكون منابر حقيقية للخلاف فى الرأى دون تشدد والحوار دون تجاوز وان تكون عنصرا اساسيا فى منظومة الحلم والأمل لبناء مستقبل افضل .

على الفضائيات المصرية مراجعة نفسها


يبقى سؤال اخير ينبغى ان يخضع للتقييم والحساب والمساءلة هل يخسر المصريون كثيرا لو اغلقت الفضائيات ابوابها..

والحل عندى امام هذه المحنة يتجسد فى ضرورة وضع اسس مالية واقتصادية سليمة وتحديد اهداف ومسئولية واضحة وحرص على شىء يسمى المسئولية تجاه الشعب وتجاه الوطن وقبل هذا كله الالتزام بالثوابت المهنية والأخلاقية التى تحكم النشاط الإعلامى بكل وسائله.

هل يمكن ان تراجع الفضائيات المصرية نفسها وتعيد حساباتها قبل ان تدخل متاحف التاريخ في مسلسل الفرص الضائعة؟.

..ويبقى الشعر
أَريحيني على صدركْ
‎لأني مُتعبٌ مثلكْ
‎دعي اسمي وعنواني وماذا كنتْ
‎سنين العمر تخنقها دروبُ الصمتْ
‎وجئتُ إليكِ لا أدري لماذا جئتْ
‎فخلفَ البابِ أمطارٌ تطاردني
‎شتاءٌ قاتمُ الأنفاسِ يخنقُني
‎وأقدامٌ بلونِ الليل تسحقني
‎وليس لديَّ أحبابٌ
‎ولا بيت ليؤويني من الطوفانْ
‎وجئتُ إليكِ تحملُني
‎رياحُ الشكِ.. للإيمانْ
‎فهل أرتاحُ بعضَ الوقتِ في عينيكِ
‎أم أمضي مع الأحزانْ؟
‎وهل في الناس مَن يُعطي
‎بلا ثمنٍ.. بلا دَيْنٍ.. بلا ميزانْ؟
* * *
‎أريحيني على صدركْ
‎لأني متعبٌ مثلكْ
‎غداً نمضي كما جئنا
‎وقد ننسى بريقَ الضوء والألوانْ
‎وقد ننسى امتهانَ السجنِ والسجَّانْ
‎وقد نهفو إلى زمن بلا عنوانْ
‎وقد ننسى وقد ننسى
‎فلا يبقى لنا شيء لنذكره مع النسيانْ
‎ويكفي أننا يوماً.. تلاقيْنا بلا اسْتئذانْ
‎زمانُ القهرِ علمنا
‎بأن الحبَّ سلطانٌ بلا أوطانْ
‎وأن ممالكَ العشاقِ أطلالٌ
‎وأضرحةٌ من الحِرمانْ
‎وأن بحارنا صارت بلا شطآنْ
‎وليس الآن يَعنينا
‎إذا ما طالت الأيامُ
‎أم جنحت مع الطوفانْ
‎فيكفي أننَا يوماً تمردنْا على الأحزانْ
‎وعشنا العمرَ ساعاتٍ
‎فلم نقبضْ لها ثمنًا
‎ولم ندفْع لها دَينًا
‎ولم نحسِبْ مشاعَرنا
‎ككلَّ الناسِ.. في الميزانْ
قصيدة شئ سيبقى بيننا سنة 1983


موضوعات متعلقة :


فاروق جويدة: لا أنتمى لأى كيان سياسى والتشكيك فى دماء شباب يناير "مستحيل"


فاروق جويدة لطلاب جامعة القاهرة:جيلى شهد النكسة ولم ينكسر فتشبثوا بالحلم


نقلا عن الزميلة الاهرام













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى...حزبن

الله يبارك فى امثالك

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل موافى

شعب مصر يستغيث بالله فهو حسبنا نعم المولى ونعم النصير

..

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل البحطيطى

أين مصر الآن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

..

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى شاكر محمد

كيف تعيد حساباتها ونظام الحكم يريد ويشجع ذلك .....؟؟؟؟!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة