أكرم القصاص - علا الشافعي

مصطفى حجازى فى حواره عن المستقبل لـ"آخر النهار": إيران تقترب من حلمها الإمبراطورى.. وزعامة أوباما نتاج نضال "لوثر كينج".. ويحذر من "مرتزقة ووسطاء الوطنية".. ويؤكد: التعليم هو الحل

الخميس، 05 مارس 2015 01:35 ص
مصطفى حجازى فى حواره عن المستقبل لـ"آخر النهار": إيران تقترب من حلمها الإمبراطورى.. وزعامة أوباما نتاج نضال "لوثر كينج".. ويحذر من "مرتزقة ووسطاء الوطنية".. ويؤكد: التعليم هو الحل مصطفى حجازى
كتب محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المجتمع فى حالة من "اليتم".. وقمع الحريات باسم الحرب على الإرهاب خطر جسيم



الكفة بعد ثورة يناير "اتعدلت".. والمصريون أسقطوا السلطة الأبوية وعليهم الإجابة ماذا بعد؟



الاقتصاد يقاس بقدرته على إسعاد الشعوب والمساومات والرمادية ستصل إلى "نقطة".. والتعليم هو الحل


داعش" تلاعب خيال الأطفال.. والمصريون ساهموا فى صناعته.. والغرب يتعامل مع الظاهرة بإيجابية



قال الدكتور مصطفى حجازى، مستشار رئيس الجمهورية السابق، إن المجتمع يعيش حالياً فى جزر زمنية مختلفة، فهناك بشر يعيشون بعقل القرن الواحد والعشرين، وهناك من يحيا بعقل ووجدان القرن الماضى، وكذلك من يحيا بلا عقل وبلا وجدان.

وأضاف مستشار رئيس الجمهورية السابق، خلال حواره ببرنامج "آخر النهار"، على قناة "النهار" مع الإعلامى محمود سعد، فى حديثه الشهرى عن العلم والمستقبل، أن إصدار الأحكام المطلقة خطأ فادح، ويمكننا تصنيف نفسنا تصنيف سنى أو جغرافى أو جنسى، ولكن كلها تصنيفات سطحية، ولذا لا بد من مناقشة التصنيفات الحقيقية العميقة، التى تتضمن المغيب والمشاهد والمراقب والمشاركين والفاعل والقائد والمنقذ، مشيراً إلى أن البشر فى مصر يمكن تصنيفهم بالمغيب والمشاهد والمراقب.

استغلال الحرب على الإرهاب فى قمع الحريات خطر جسيم



وحذر الدكتور مستشار رئيس الجمهورية السابق، من استغلال حالة الحرب على الإرهاب فى قمع الحريات باسم الوطنية، مؤكدًا أن الصخب حول الأزمات فكر غير وطنى، وقمع الحقيقة فى وقت الأزمات باسم الوطنية يسمى "وطنية مرتزقة" تشكل خطرًا جسيمًا على المجتمع، وتأخذ به إلى غير رجعة.

واستشهد "حجازى" بتعريف أن أحد الكتاب الإنجليز لـ"الوطنية المرتزقة" التى وصف إياها بقمع الحقيقة باسم الوطنية فى وقت الحروب والأزمات، مشيرًا إلى أن هذه تعريفات لابد من الانتباه إليها حتى لا يسقط فيها الوطن، مؤكدًا: "علينا الوقوف عندما نجد إصرارًا على قمع الحقيقة باسم الوطنية".

ساهمنا بصناعة داعش عندما دعمنا المتطرفين بأفغانستان ضد الروس



كما نوه حجازى إلى ضرورة الانتباه إلى خطر داعش، قائلاً إن "الدواعش" الذين نشاهدهم اليوم، هم فى الحقيقة تربية وصناعة أيدينا كمصريين، وخصوصًا بعد الحرب ضد الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان، مذكرًا بانتشار "الشرائط" المتطرفة على الأرصفة فى أواسط السبعينيات فى مصر، فى ظل انسحاب الدولة عن دورها الأساسى فى الرعاية والتوعية، وانسحاب المجتمع من دوره فى المطالبه بحقوقه، حتى وصلنا لحالة من التردى والانتكاسة الإنسانية.

وأوضح المفكر السياسى، أن "داعش" تلاعب خيال الأطفال، بالحديث عن نفسها بأنها باقية وتتمدد، وأنها لن تزول بانتهاء الحرب، مشيداً بتعامل الغرب واستثمارهم لظاهرة داعش، لحماية أنفسهم منها مستقبلاً بينما نحن فى المدرجات.

المرحلة الحالية تتطلب حالة من الاستنفار لمواجهة التحديات



ووصف الدكتور مصطفى حجازى، المجتمع المصرى بأنه يتيماً، فى ظل غياب "السلطة العاقلة"، ووجود دولة يملئها الفساد والسفاهة، قبيل ثورة يناير، تقودها "سلطة أبوية"، وقال أن البشر فى المجتمع المصرى أصبحوا الآن مسئولين عن أنفسهم مسئولية كاملة، بعد سقوط السلطة الابوية، مؤكداً أنه لا يمكن إعادة تلك السلطة مرة أخرى، وان مجتمع ما زال يتيماً بغياب العاقل، ويبحث عن التحول من العائل للعاقل.

ونوه مستشار رئيس الجمهورية السابق، إلى أن المرحلة الحالية تتطلب حالة من الاستنفار لمواجهة التحديات، ومعرفة القادرين فعلا على المساعدة، والمنوط بهم تحديد الوجهة، وقواعد التعاون، ولذا يجب تحديد من يتحدثون فى شأن التعليم للحديث عن مصر فى شكل مستقبلى، مؤكداً أن المجتمع كله ما بين كونه ضحية أو جلاد، هو من يحتاج إلى أن ينتصر لنفسه، فلن ينتشله أحد مستقبلاً، وعليه الإجابة "ماذا بعد؟".

وتابع "الفرق بيننا وبين ألمانيا بعد الحرب العالمية التانية أيه ؟ أن الإنسان كان عندهم مبنى زى أينشتاين وغيره من العلماء".

وذكر المفكر السياسى، أن الكفة بعد ثورة يناير "اتعدلت"، وأصبح الشعب يريد ويقرر، فهناك حدث يكاد يكون نضج مجتمعى غير قابل للردة، وأصبح وعى الناس رافضا العودة لعصر مبارك، لأن من تخطى مرحلة النضج لا ينتكس أبداً، ونحن نتحرك للمستقبل مع مجموعة من البشر بمعادن مختلفة وأدمغة من أزمنة مختلفة.

وأكد أن فكرة المساومات والرمادية ستصل إلى "نقطة"، وأن جعبة الخطأ فى مصر ستصل إلى ثقافات الهواة، ولن تمضى بغير انكشاف، فالمخزون الاستراتيجى للخطأ قد نفذ. وطالب المصريين بأن يعولوا على أنفسهم، فقد ورثوا نظام جرف مصر من كفاءتها، وانحدر بالوطن إلى ما دون الإنسانية بطريقة "قتل روح الوطن"، فى إشارة منه إلى ارتكبه نظام مبارك وما انتهجته الإخوان من بعده.

التعليم هو الحل



وتابع، أن المجتمع فى حالة من "التيه"، وفى لحظة أقرب للخروج من التاريخ وليس الجغرافيا فقط، فهناك بعض "مرتزقة ووسطاء الوطنية" يستثمرون فى فكرة المؤامرات والأزمات، لاستثارة مشاعر الناس والوصول بهم إلى حالة من الشلل الفكرى، وهؤلاء يمكن حصرهم فى عقلية الماضى المباركية والإخوانية.

وشدد على أهمية التعليم، قائلاً: "احنا فينا كل المآسى.. لسنا فى لحظة تحتمل صراع أو فهلوة ولكن تحتاج إلى علم، ولكن التعليم المصرى غير موجود على الإطلاق، فليس لدينا يوم دراسى حقيقى أو وجدان يمكنه تشكيل علم أو إنتاج علماء، ومن هنا وجود المدارس شرط ضرورة، ولكن شرط الكفاية يستوجب وجود منتج تعليمى وخطاب دينى جيد".

وأوضح أن الاقتصاد فى القرن الحادى والعشرين تحول لـ"اقتصاد السعادة"، وأن قوته لا تقاس بمجرد إنتاجيته، وإنما بمدى قدرته على إسعاد شعوبه، وهذا هو التوجه الفلسفى الذى تبنى على أساسه المؤسسات الاقتصادية.

إيران تقترب من تحقيق حلمها الإمبراطورى



ونوه المفكر السياسى إلى ملامح التغيرات والتأثيرات العالمية الدائرة بين الماضى والحاضر، مشيراً إلى أن مارتن لوثر كينج دفع حياته ثمن القضاء على التمييز العنصرى، وكان نتاج نضاله أن يتولى رئاسة أمريكا رجل أسمر، مضيفاً أن بوتين عمل طفرة جيدة فى روسيا، ولكن لا يمكن إنكار أن هناك مؤامرة عليه من الغرب لإسقاطه، بينما على الجانب الآخر إيران تقترب من تحقيق حلمها الإمبراطورى بتمدد فارسى، للحكم من باب المندب حتى تركيا.

وتابع: "ايران من داخلها ليست دولة دينية أو علمانية، ولكن شعبها لا دينى فى الأساس، والحرب على العراق كانت ضد إيران فى الأساس ولكنها استطاعت التعامل مع تلك المؤامرات".

مصطفى حجازى يحذر من استغلال الحرب على الإرهاب فى قمع الحريات

مصطفى حجازى:ساهمنا بصناعة داعش عندما دعمنا المتطرفين بأفغانستان ضد الروس








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة