أكد الدكتور عبد الخالق فاروق، الخبير الاقتصادى، الحاصل على جائزة الدولة التشجيعية فى الاقتصاد والقانون، أن أسباب انتشار تنظيم الإخوان بعد 1971 هو تغير النظام السياسى المصرى واستخدام التيار الدينى فى السياسة، والسبب الثانى القانون المصرى فى مادته "26" لسنة 1975 فى التجنيس والتى وأصبحت مسألة عادية أن يحمل المصرى جنسية أخرى، والسبب الثالث زيادة أعباء المبعوثين للخارج الذى يتلاءم مع طبيعة ونشاط سياسة الإخوان المسلمين.
جاء ذلك خلال ندوة لمناقشة كتاب "اقتصاديات جماعة الإخوان فى مصر والعالم" للكاتب الدكتور عبد الخالق ثروت، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورتة الـ46.
وأضاف الدكتور عبد الخالق فاروق، أن هناك عددا من المؤشرات تم الاعتماد عليها داخل الكتاب وأولها خروج مجموعة من الجماعة مثل مختار نوح وعبد المنعم أبو الفتوح، وأيضا لتحديد الكتلة الطبيعية للإخوان المسلمين، أثناء الانتخابات الرئاسية والشورى.
وأشار الدكتور عبد الخالق فاروق إلى أن 300 مليون مسلم فى الدول العربية لم ينضم منهم سوى 3 ملايين شخص من كل منطقة عربية لجماعة الإخوان، والدول الأوروبية المسلمون بها ينضمون إلى تيارات أخرى غير التنظيم السياسى ويصعب معرفة عدد من ينضم للجماعة، مضيفا أن عناصر ارتكاز للتنظيمات الاسلامية وهو المسجد الذى يمثل لهم مصدر حيوى فداخلة تتم التبرعات والاجتماعات، وهى مراكز للحراكة أما الدينينة أو الدعوية وعدد المسلمين المترددين على المساجد 2 مليون مسلم فى الخارج، وبالتالى نجد أن النتيجة العامة ان هذه التنظيمات تتحرك وسط الكتلة الاجتماعية، وأن المتعاطفين معهم من بين 10 وحتى 20% بأشكال مختلفة مثل تجمع اموال الزكاة أو مساندهم فى أنشطة مختلفة سياسية أو اجتماعية.
وأضاف الدكتور عبد الخالق فاروق أن مصادر جماعة الإخوان المسلمين تأتى من "اشتراكات الأعضاء، التبرعات من المؤسسات أو الأشخاص، وأموال الزكاة، وأرباح المشروعات داخل وخارج مصر وغالبها فى التجارة، وأضيف لهم بعد الثمانينيات أموال حركة الإغاثة الموجودة فى لندن وأموال الجهاد الافغانى الذى يضم تبرعات ضخمة للغاية".
وأكد عبد الخالق فاروق أن متوسط الدخل لجماعة الإخوان من الاشتراكات سنويا فى إطار الحد الأدنى والأقصى والأعلى متوسط الدخل يصل إلى 141 مليون جنيه سنويا والتبرعات سنويا تصل إلى 280 مليون جنيه، وأموال الزكاة 188 مليون جنيه سنويا داخل مصر و125 مليون جنيه بالدول الأوروبية 375 مليون دولار من الولايات المتحدة الأمريكية، أرباح المشروعات فى الداخل تصل إلى 6 مليارات وحتى 7 مليارات سنوايا، ونجد أن مصادر الإنفاق فى التنظيم تشمل عدد 252 مقرا للإخوان ونشاطا خاصا بالرعاية الاجتماعية التى تبلغ تكلفتها 1700 مليون جنيه للفئات الفقيرة، تكليف البنية الإدارية يصل إلى 113 ونصف مليون جنيه، مصاريف الدعاية والتنظيم حوالى 400 مليون جنيه، والفائض من العائد والإنفاق يتم تدويره واستثماره من جديد.
ومن جانبه، قال الدكتور أسامة غيث، الخبير الاقتصادى، إن الكتاب جاء ليناقش موضوعا خطيرا وفى وقت خطير ولولا معرفتى بالكاتب وأنه يتميز بشجاعته عبر التاريخ، كنت ظننت أنه يسير مع التيار.
وأشار الدكتور أسامة غيث، أنه يختلف مع الكاتب الدكتور عبد الخالق فاروق فى عدة نقاط قائلاً "حتى نفهم وبعيدا عن أى نوع من التشابك كانت مصر منذ الثمانينيات تحتوى على جماعات تمولها تمويلا مجتمعيا متعدد المظاهر، وأنا لا أتحدث عن الإخوان فقط ولكن هذه المرحلة شهدت الماسونية والشيوعية على يد بعض اليهود، بالإضافة إلى إثارة أموال جماعة الإخوان يفتح بابا كبيرا وهو أنه بقدر ما يملك الإخوان المسلمين مالا يملك أيضا المسيحيون مالا وأيضا يملكون مشاريع كبيرة مثل الإخوان وإذا كان التنظيم السياسى يعمل بأموال الغير يقال ذلك أيضا على الجماعات الأخرى مثل المسحيين أو الشيوعيين ولكن أمر تلقى التبرع والمال يتشارك فيه فصائل مختلفة فى المجتمع.
وأضاف الدكتور أسامة غيث، أن المسجد والكنيسة والمعبد هو هدف رئيسى للتجمع البشرى فى المجتمع، والعمل الخيرى والتطوعى تلقى رواجا فى العالم المتقدم وتجمع مليارات الدولارات، وأن مفهوم الإرهاب فى أى جماعة مفهوما على المستوى العالمى محل تدقيق ومفهومة محل حصر شديد وأن الدول لا تستطيع أن تقدم تعريفا مفصلا عن هذه الجماعات، وعندما تحدث جورج بوش الابن عن الجماعات الإسلامية والنازية والشيوعية وضعنا فى إطار الإرهاب جميعا.
وقال الدكتور عمار على حسن، أختلف مع الكتاب فى نقطة أنه لا يوجد تنظيم سرى أن يكون لديه مئات الآلاف فلابد أن نعود إلى الطريقة التقليدية التى كان وضعها الإخوان أنفسهم فربما نجد أن المئات هم المتعطفون ولكن العاملين أكثر بكثير.
وأوضح الدكتور عمار على حسن، أن الذين يعرفون المهمة الأساسية لتنظيم الإخوان هو قلة داخل تنظيم مكتب الإرشاد وأن هناك منهم لا يعرفون عن مصادر الأموال شيئا، وأن هناك ارتباطات جديدة نسقت بغير علمهم، وموضوع المال لدى الإخوان موضوع غامض وكثيرا ما كنت أسأل عنها وأن أى محاولة من توضيح هذا الموضوع فعلينا أن ندعمه بالاهتمام، وقد استفدت من كتاب الدكتور عبد الخالق فاروق وبه معلومات وأرقام جديدة، وضرورة عودة الدولة لدورها فى علاج وكساء والتعليم للمواطن حتى لا يكون لهذه التنظيمات مجال لدخول فى المجتمع.
وأكد الدكتور عمار على حسن، أن الحملة الإعلانية الخاصة بجماعة الإخوان المسلمين فى الانتخابات الرئاسية لمحمد مرسى قد بلغت ملايين الجنيهات، وأن حسن البنا وصفها بأنها حقيقة صوفية وسلفية وشركة اقتصادية وبدأت تتساقط الحقيقة الصوفية وبعد فترة تحول التسلف إلى تسلف جهادى عن طريق سيد قطب، الشىء الوحيد الذى ما زال كما هو تحولها إلى شركة اقتصادية.
وردا على كلام الدكتور أسامة غيث قال الدكتور عمار على حسن، إن أموال الكنيسة تقارن مع الأوقاف وليس مع تنظيم الإخوان وعلى الاثنين معا تقديم المساعدة للأشخاص بعيد عن السياسة ولكن الإخوان كانت تنظم ذلك لاستقطاب والحشد للتصويت لهم فى الانتخاب، وفى الخارج إن كل الأموال خاضعة لرقابة الدولة وتنفق داخل حدود الدولة الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة