ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية فإن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد يحاول تبرير أعماله وغلق مضيق البوسفور على النحو التالى: "إن البلاد تحت تهديد عسكرى من روسيا، والقرار الرئيسى هو إغلاق مضيق البوسفور والدردنيل على جميع السفن الروسية التى تقع في البحر الأسود، والتى تنقل أغراضا عسكرية لسوريا.
وواصلت الصحيفة الروسية: لكن ما لا تعلمه وسائل الإعلام الأمريكية أن روسيا أيضاً تمتلك مفاتيح مضيق البوسفور والدرنديل، ولديها إمكانية كبيرة لتحرم أنقرة من هذين المضيقين للأبد.
فوفقاً لصحيفة "نيزافيسمايا جازيتا" الروسية، فإن روسيا بنفسها تستطيع إغلاق المضيق دون نشوب أعمال عدائية من جانبها، فأردوغان والمقربين له لا يعرفون أن روسيا تمتلك ألغام بحرية تمكنها من غلق المضيقين نهائياً.
لمحة بسيطة عن الألغام وقوتها!!
فى أكتوبر عام 1950، انتقلت سفن الأسطول الأمريكى والتى تضمنت البوارج وحاملات الطائرات، إلى ميناء كوريا الشمالية لتطويق الجيش الكورى الشمالى، فى ذلك الوقت كانت كوريا الشمالية لا تمتلك سفنا حربية أو طائرات، ولم يتدخل الاتحاد السوفييتى والصين فى الصراع.
نجحت العملية البرمائية الأمريكية دون وجود عوائق، كأن الجيش الأمريكي يقوم بتدريبات عسكرية، ولكن حدث مفاجأة لم يتوقعها الأمريكان حيث فقدت البحرية الامريكية التفوق فى البحر فى المياه الكورية، فقد قامت الألغام الكورية باصطياد كاسحات الألغام الأمريكية والمدمرات الأمريكية.
وتعطلت سفن الإنزال فى البحر، وكان مشاة البحرية الأمريكية على متن السفن يركبون فوق بعضهم حرفيا مثل أطباق "السردين"، وتمكن الجيش الكورى خلال 10 أيام من التحرك نسبيا بصورة هادئة.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن هذا المثال هو ناجح للغاية للتطبيق الناجح للألغام البحرية، والتى يمكنها أن تكون مؤثرة، حيث أنه منذ عام 1939 لم تخسر الألغام البحرية حرباً واحدة.
تستطيع روسيا أن تملأ مياه مضيق البوسفور والدردنيل، وكذلك المياه المتاخمة بالألغام التى لا يمكن الوصول إليها عن طريق الغواصين، وهناك أيضاً ألغام الطوربيدات التي يمكن وضعها على عمق كبير وعلى مسافة عدة كيلومترات من بعضها البعض، التى تتمكن من إطلاق الطوربيدات لحظة اقتراب السفن وغواصات العدو.
لذلك فإن روسيا أيضاً لديها إمكانية كبيرة لحرمان تركيا من المياه فى مضيق البوسفور إذا فكرت فى غلقه، ومثل هذا التحول فى الأحداث سيكون أكثر تعقيدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة