تركز نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الأسبوع الماضى على متابعة جهود جذب الاستثمارات لتنفيذ المشروعات التنموية، ومتابعة تطوير الموانئ ومنظومة النقل والمواصلات، وتوفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة، وتفعيل التعاون العربى فى مجال النفط والغاز، كما بحث تطورات الأوضاع فى اليمن وجنوب السودان ولبنان.
واستهل الرئيس السيسى نشاطه الأسبوعى بعقد اجتماع حضره الدكتور أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، واللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية، والمهندس هشام أبو سنه رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر.
وتم خلال الاجتماع استعراض المخطط العام لتطوير وتوسعة ميناءى السخنة والأدبية، وذلك فى إطار خطة تطوير عدة موانئ، لتتكامل مع المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس والخطة العامة للدولة لتطوير ورفع كفاءة الموانئ، بالتنسيق مع هيئة قناة السويس، وبما يستوعب الزيادة المتوقعة فى حجم الأعمال بتلك الموانئ عقب إتمام مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، والذى سيشتمل على إقامة عدة مناطق صناعية تساهم فى النهوض بصناعات المنتجات البترولية والزيوت المعدنية والمنتجات الكيميائية، بالإضافة إلى مراكز لتقديم الخدمات اللوجستية للسفن، وتأهيل الموانئ لاستقبال ناقلات الغاز الطبيعى المُسال العملاقة، وإعادة ضخها فى الشبكة القومية للغازات لتوفير احتياجات مصر من الغاز.
وعقد الرئيس السيسى اجتماعا مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة سحر نصر وزيرة التعاون الدولي، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، تناول الجهود والاتصالات التى تقوم بها الحكومة مع الصناديق العربية سعياً لتمويل المشروعات الاستثمارية والتنموية مع التركيز على سيناء والمناطق الحدودية بما يسهم فى تحقيق طفرة ملموسة بتلك المناطق.
وأشاد الرئيس فى هذا الصدد بمواقف الدول العربية الشقيقة، وخاصة السعودية، والإمارات، والكويت لوقوفها بجانب مصر ودعمها لمسيرة التنمية بها، ووجه بأهمية مواصلة الحكومة لإجراءات الإصلاح الاقتصادى بما يساهم فى تخفيض عجز الموازنة، وزيادة إيرادات الدولة، ومعالجة الخلل بميزان المدفوعات، وأشار إلى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم لتنمية محافظات الصعيد وإقامة مشروعات قومية بها لتلبية احتياجات تلك المحافظات وتوفير فرص عمل جديدة.
وفى اجتماع آخر بحضور المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، والدكتور سعد الجيوشى وزير النقل، وجه الرئيس السيسى بالإسراع من وتيرة العمل بمشروعات تطوير منظومة النقل والمواصلات وتفعيل إجراءات الأمن والسلامة، مؤكداً حرصه على الارتقاء بخدمات النقل العامة ومواصلة العمل على تقديم أفضل خدمات للمواطنين فى هذا المجال.
ولمواصلة جهود تشجيع الاستثمارات، أكد الرئيس السيسى على ترحيب مصر بمشاركة الشركات العربية فى مجال البحث والتنقيب عن النفط والغاز فى مصر، أخذاً فى الاعتبار الإمكانات الواعدة فى هذا القطاع، والتى حدت بالعديد من الشركات الأجنبية العاملة فى مصر إلى زيادة استثماراتها.
جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسى بوزراء وممثلى منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، وأشار الرئيس إلى ترحيب مصر بتوثيق التعاون مع أشقائها العرب فى مجالات الطاقة والنفط، منوهاً بأهمية تعظيم الاستفادة من الإمكانات الكبيرة للبنية التحتية التى تتمتع بها مصر فى هذا المجال، سواء من حيث إمكانية التخزين بالموانئ على البحرين الأحمر والمتوسط وتوافر محطات الإسالة ومعامل التكرير.
وفى اجتماع آخر لبحث جذب الاستثمارات، أكد الرئيس السيسى أن الحكومة تبذل جهودا دؤوبة لتيسير إجراءات الاستثمار، كما أكد استمرار عمل اللجنة المشَكلة برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وعضوية هيئة الرقابة الإدارية، بهدف تذليل العقبات وتيسير إجراءات الاستثمار مما ييسر من عمل المستثمرين ويشجعهم على التوسع فى نشاطهم بالسوق المحلية.
وأشاد الرئيس السيسي، خلال لقائه بعدد من المستثمرين ورجال الأعمال المصريين المعنيين بالعمل والاستثمار فى قطاع الزراعة بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، ومحمد عرفان جمال الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، بالدور الحيوى للقطاع الخاص فى الاقتصاد المصري، منوهاً بأهمية تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، ولاسيما فى المرحلة الراهنة التى تتطلب تضافر كافة الجهود لتحقيق عملية التنمية الشاملة التى تشهدها مصر.
كما استعرض الرئيس السيسي، خلال الاجتماع، التطورات الخاصة بمشروع استصلاح وتنمية المليون ونصف المليون فدان، مؤكداً أن رؤية الدولة إزاء هذا المشروع تقوم على أساس تحقيق التنمية الشاملة فى الأراضى التى سيتم استصلاحها، بحيث لا تقتصر فقط على النشاط الزراعى وإنما تستهدف إنشاء مجتمعات تنموية متكاملة، تضم أيضا الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل المنتجات الغذائية والتعبئة والتغليف وإنتاج الزيوت وغيرها، بالإضافة إلى توفير الوحدات السكنية وكافة المرافق اللازمة لإقامة مجتمع سكنى متكامل يساهم فى توسيع الحيز العمرانى وفى استيعاب النمو الطبيعى للسكان فى مصر.
وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالدور الهام الذى يقوم به المجلس القومى لحقوق الإنسان وأعضاؤه فى إطار الدفاع عن الحريات الفردية وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان فى مصر، مؤكداً على التزام الدولة بإعلاء قيم العدالة والمحاسبة وحقوق الإنسان، والتصدى لأية محاولات للخروج عنها.
وشدد الرئيس السيسى، خلال استقباله محمد فائق رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، على أن الحكومة تسعى بدأب لترسيخ سيادة القانون الذى يمثل الإطار الحاكم للعلاقة بين الدولة والمواطنين، منوهاً بأن من أخطأ أو تجاوز فى أية مؤسسة من مؤسسات الدولة فسوف يتم محاسبته، وأكد الرئيس على أهمية مواصلة مجلس حقوق الإنسان لأداء مهمته ومتابعة شكاوى المواطنين والاستمرار فى زياراته الميدانية المختلفة، كما أكد على أهمية تقديم كل الدعم للمجلس وتيسير مهمته.
وتابع الرئيس السيسي، فى اجتماع وزاري، تنفيذ عدد من المشروعات القومية فى مجالى الكهرباء والنقل، وسبل تمويلها، وعرض وزير الكهرباء والطاقة المتجددة نتائج زيارته لروسيا مؤخراً للتباحث مع الجانب الروسى بشأن إنشاء محطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء فى منطقة الضبعة، حيث تفقد محطة "ليننجراد" الروسية النووية التى ما زالت تحت الإنشاء، والتى يمكن أن يتم اتخاذها كمحطة مرجعية يتم إنشاء محطة الضبعة النووية على غرارها، لاسيما فى ضوء معدلات السلامة والأمان النووى المرتفعة التى لمسها الوزير أثناء زيارته للمحطة الروسية.
وأشار وزير الكهرباء إلى الجهود التى تقوم بها الوزارة لاستكمال المشروعات التى تم التعاقد عليها مع عدد من الشركات الأجنبية، ومن بينها محطات الكهرباء التى يتم إنشاؤها بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية، فضلاً عن توقيع عقود تطوير وإنشاء عدد من المحولات الكهربائية بالمحطات.
وبحث الرئيس السيسى مع وزيرى الخارجية والرى التحضير للاجتماع السداسى المقبل بشأن سد النهضة، وتم التأكيد خلال الاجتماع على أهمية التوصل إلى تفاهم مشترك بين الدول الثلاث بما يحفظ حقوق الدول الثلاث وشعوبها فى التنمية والحياة، أخذاً فى الاعتبار التطلعات المشروعة للشعب الإثيوبى فى التنمية، وكذا حق الشعب المصرى فى الحياة باعتبار نهر النيل المصدر الوحيد للمياه فى مصر، كما تم خلال الاجتماع التأكيد على حرص مصر على مصالح كافة الأطراف وأخذ حقوق شعوب الدول الثلاث الشقيقة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الاعتبار.
وتناول الرئيس السيسي، فى كلمته أمام احتفال الدولة بذكرى المولد النبوى الشريف، عددا من القضايا المهمة، من بينها أسس التعايش السلمى التى أرساها الإسلام والتى تحتاج إليها الأمة الإسلامية فى المرحلة الراهنة أكثر من أى وقت مضى، وأهمية إتقان العمل فى الإسلام الذى حث على التفانى والاجتهاد لتتبوأ الأمة الإسلامية مكانها اللائق بين الأمم، ودعا الرئيس إلى استمرار جهود تصويب الخطاب الدينى وتجديده لنشر قيم التسامح وقبول الآخر والتراحم بين عموم البشر، ونوَّه بأهمية التعاون بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بعد أن اكتمل البناء المؤسسى للدولة المصرية بانتخاب مجلس النواب الجديد.
وأكد الرئيس على أهمية وحدة الصف فى مواجهة جميع التحديات للحفاظ على الشعب المصرى من تداعيات الفرقة والعنف اللذين يعانى منهما العديد من دول وشعوب المنطقة، كما أكد على احترامه لإرادة الشعب المصرى الذى اختاره لتولى المسئولية، مشدداً على أنه لن يستمر فى منصبه إذا كان ذلك ضد إرادة الشعب الذى يحرص على التواصل معه لتفسير جميع القضايا والموضوعات فى إطار من الوضوح والشفافية.
ولفت إلى أن مبادرة توفير السلع الغذائية وترشيد الأسعار تعد واجباً وأمانة يتعين على الحكومة وكافة أجهزة الدولة الوفاء بها من أجل المواطنين محدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية، ودعا الحكومة والسلاسل التجارية إلى مزيد من تخفيض الأسعار خلال المرحلة المقبلة، كما طالب جميع أجهزة الدولة بأداء خدماتها للمواطنين فى إطار من الاحترام والتقدير المتبادل وتحويل ذلك إلى ممارسات عملية يلمسها المواطنون، منوهاً بأن تلك القيم تعد جزءاً أساسياً من تعاليم ديننا الحنيف.
وأعرب الرئيس السيسى عن خالص التهانى وأطيب الأمنيات إلى المسيحيين المصريين وكافة مسيحيى العالم الذين يحتفلون بعيد الميلاد المجيد ليلة الخامس والعشرين من ديسمبر، معبراً عن خالص تمنياته لهم ولذويهم وأحبائهم بكل الخير والتوفيق.
وفى خطوة إنسانية استقبل الرئيس السيسى والدى الشهيد مجند الشحات فتحى شتا، شهيد الكتيبة 101 الذى قدم روحه فداء للوطن فى التاسع والعشرين من يناير 2015، حيث استطاع أن يزود عن مخزن الذخيرة الخاص بالكتيبة، ونجح فى إبعاد أحد العناصر الإرهابية عن الموقع قبل أن يفجر نفسه ويجود الشهيد بروحه دفاعاً عن وطنه وصوناً لموقعه ولحياة زملائه.
كما استقبل الرئيس السيسى والدى الشهيد مجند محمد أيمن السيد، شهيد الصاعقة الذى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها فى الخامس عشر من ديسمبر 2015 حينما افتدى ثمانية من زملائه باحتضانه أحد العناصر التكفيرية أثناء محاولته تفجير أحد المواقع العسكرية التابعة لمدينة العريش.
وأكد الرئيس السيسى حرصه على الالتقاء بأسرتى الشهيدين والاطمئنان على أحوالهم، مشيراً إلى أنه من الشرف أن يتم الالتقاء بأهالى الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما لديهم من أجل الوطن.
ووجه الرئيس السيسى باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل الشكوى التى تلقاها مكتب رئيس الجمهورية عبر البريد الإليكترونى والخاصة برسالة من أهالى منطقة الهرم بمحافظة الجيزة تتضمن شكوى من انقطاع المياه لفترات طويلة على مدار اليوم.
وبالنسبة للعلاقات العربية، أكد الرئيس السيسى خلال لقائه عبد الملك المخلافى نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية الجمهورية اليمنية الالتزام بالحل السياسى للأزمة اليمنية، كما أكد حرص مصر على إرساء دعائم الأمن والاستقرار فى اليمن الشقيق، مشدداً على ثوابت الموقف المصرى الداعم للدولة اليمنية ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
وشهد اللقاء تباحثا حول تطورات الأوضاع فى اليمن ونتائج المباحثات الأخيرة فى جنيف، حيث أكد الرئيس السيسى دعم مصر لكافة الجهود الرامية لتجاوز اليمن أزمته الحالية والتوصل إلى التوافق المنشود بين الأطراف السياسية المختلفة من أجل وقف الصراع، وتفويت الفرصة أمام الأطراف المناوئة التى تعبث بمقدرات الشعب اليمنى الشقيق ومستقبله.
وأكد الرئيس السيسى دعم مصر لاتفاق السلام فى جنوب السودان، مشيرًا إلى أهمية تعزيز جهود تحقيق وبناء السلام وإرساء دعائم الأمن والاستقرار فى جنوب السودان من أجل تهيئة المناخ الملائم لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة وتلبية تطلعات شعب جنوب السودان فى مستقبل أفضل، جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، ألفا عمر كونارى رئيس مالى الأسبق ومبعوث الاتحاد الأفريقى لجنوب السودان.
وشدد الرئيس على دعم مصر لجهود المبعوث الأفريقى كونارى وحرصها على التشاور والتنسيق المستمر مع كافة الأطراف المعنية، كما أكد الرئيس أن مصر لن تدخر وسعاً فى سبيل مساندة الجهود الأفريقية والدولية الرامية لتنفيذ اتفاق السلام لاسيما من خلال عضويتها المقبلة فى مجلس الأمن، وبما يحقق مصلحة شعب جنوب السودان ويصون وحدته.
واستعرض الرئيس السيسي، فى اتصال هاتفى مع رئيس الوزراء اللبنانى تمام سلام، مجمل الأوضاع الداخلية فى لبنان، فضلاً عن تطورات الأوضاع الإقليمية، وأعرب عن خالص تمنياته للبنان وشعبه الشقيق بكل الخير، وأن يحفظ الله أمن لبنان واستقراره ويجنبه ويلات العنف والفوضى التى تسود عدداً من دول المنطقة.
وأجرى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لتقديم التعازى فى ضحايا حادث حريق مستشفى جازان، وأعرب الرئيس عن صادق مواساة مصر وشعبها لأسر الضحايا، كما أعرب الرئيس السيسى عن خالص تمنياته بالشفاء العاجل للمُصابين.
كما أجرى الرئيس اتصالا هاتفيا بالرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، أعرب خلاله عن خالص التعازى للرئيس الموريتانى فى وفاة نجله الذى وافته المنية إثر حادث سير أليم وقع شرقى موريتانيا، كما تم خلال الاتصال التأكيد على عمق العلاقات الأخوية التى تجمع بين مصر وموريتانيا على الصعيدين الرسمى والشعبى.
وبالنسبة إلى القرارات الجمهورية، أصدر الرئيس السيسى قرارا جمهوريا بتعيين نواب لوزراء التعليم العالى والصحة والإسكان والتعليم، وأصدر قرارا جمهوريا بقانون بتعديل بعض أحكام قانون التقاعد والتأمين والمعاشات للقوات المسلحة.
متابعة جهود جذب الاستثمارات أهم أنشطة الرئيس السيسى فى أسبوع
الجمعة، 25 ديسمبر 2015 03:29 م
السيسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة