بالصور.. بنى سويف تشيع جنازات 3 شهداء ضحايا الإرهاب بسيناء..نجل أحمد: بابا كلمنى بالليل وقالى خلى بالك من أخواتك وأنا هسمع كلامه..وزوجة على: وصانى على أولادى وقالى عرفيهم إنى لو مت هكون بدافع عن البلد

لم تكن أسرته تعلم أن وداعه لهم يوم الجمعة الماضى سيكون الوداع الأخير، ولم يكن يعلم أبناؤه الثلاثة أن حضن أبيهم سيكون آخر حضن، كما لم يعلم الأب المريض أن قٌبلة نجله على يديه ستكون الأخيرة، مشاهد حزن وحسرة وبكاء تراها وأنت بعزبة خلوصيا بقرية دموشيا التابعة لمركز بنى سويف، حزنًا على فقدان الشهيد أحمد فتحى.


غرفة واحدة يقطنها وأولاده عم فتحى "73 عامًا"، والد الشهيد شرطة أحمد فتحى 34 عامًا والذى استشهد جراء التفجير الإرهابى الذى وقع أمام مبنى نادى الشرطة بمدينة العريش بشمال سيناء صباح الأربعاء.


يجلس والد الشهيد على حافة السرير وهو حاضن حفيده الذى تبقى له من رائحة نجله الشهيد أحمد فتحى محمد الذى استشهد فجر الأربعاء فى تفجيرات نادى الشرطة بمدينة العريش.

الأب المكلوم لم تفارقه كلمة حسبى الله ونعم الوكيل "أحمد عدى عليه يوم الجمعة وقلتله عايزين نسقى الأرض بس هو كان لابس ومسافر على الجيش، وصى أخواته إنهم يسقوا الأرض مكانه، ويعتنوا بيها وبيا أنا كمان"، متابعًا: "ودعتك عند الله يا أحمد كنت نعم الابن ونعم الاب فى تربيتك لأولادك الثلاثة، بس ملحقتش يا ابنى تشوف الطفل الرابع اللى لسه فى بطن أمه، حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عملوا فيك كده" وظل يبكى مطالبًا بحق نجله الذى استشهد فداء للوطن.

"حسبى الله ونعم الوكيل، بابا وصانى على أخواتى، وقالى أنت راجل يا عمار كلمنى إمبارح بالليل وقالى خلى بالك من أمك وأخوتك، بابا مامتش، مات صاحى عند ربنا".. بتماسك الكبار وببراءة الأطفال تحدث الينا عمار 9 سنوات الابن الأكبر للشهيد أحمد فتحى محمد.
تابع عمار: "أنا الابن الأكبر للشهيد وأنا مبسوط باسم شهيد، بابا بطل، بابا سابنى راجل هكون مكانة وأراعى إخواتى ملك وجنة وماما وكمان أخوى اللى لسه فى بطن ماما".

عمار أو كما يسمونه فتحى لم يتمالك نفسه، وبكى بكاء شديدًا على أبيه قائلاً حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى قتل بابا، وخلانى أعيش من غير أب، ومن غير حضن بابا، بابا كان بيحبنى أوى وكان بيجبلى معاه كل حاجة وهو جاى من السفر.

واتشحت قرية البرانقة التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف بالسواد حدادًا على الشهيد، وأجمع أهالى القرية وأقارب الشهيد على حسن خلقة وبره لوالديه وحبة الشديد لأولاده، والتزامه فى صلاته، حيث أكد محمد محمود أحد جيران الشهيد أن أحمد سافر الجمعة الماضى بعد قضاء إجازة وسط أهله وجيرانه، مشيرًا إلى أن الشهيد كان يتسم بالرجولة وحب الوطن وكان يتمنى الشهادة فى أقرب وقت.

من جانبه قال العمدة عادل عيد عمدة قرية دموشيا وأحد أقارب الشهيد إن الشهيد متزوج ولديه أربعة أطفال هم نور 10 سنوات وبسنت سنتان ومروان ثلاث سنوات وجنى عمرها عاما، مشيرًا إلى أنه لديه 9 أشقاء.

ولم تتمالك عزة محمد سيد "27 سنة "زوجة الشهيد أعصابها عندما وصل الجثمان إلى مسجد القرية وظلت فى حالة بكاء هستيريا هى أخوات الشهيد، قائلة: "حلمى كان فى إجازة من أسبوع وسافر آخر الأسبوع الماضى، وكان قلبه حاسس أن فى حاجة هتحصل فضل يقولى خلى بالك من الولاد ودخليهم مدارس كويسة، وعرفيهم إنى لو حاجة حصلتلى هكون بدافع عن البلد".

أما نورهان شقيقة الشهيد "حلمى كان الحاجة الحلوة اللى فى حياتنا، كان حنين علينا وكان هو مكان والدى الله يرحمه، اتصل بيا قبل ليلة الحادث وفضل يهزر معايا، وفى نهاية المكالمة وصانى على أولادة الأربعة.

يذكر أن الآلاف من أهالى عزبة خلوصيا بقرية دموشيا التابعة لمركز بنى سويف، شيعوا مساء الأربعاء، جثمان الشرطى "على خليل حلمى خليل" والذى استشهد فى نفس الحادث الإرهابى.

وخرج الجثمان ملفوفًا بعلم مصر فى جنازة عسكرية من مسجد القرية بمسقط رأس الشهيد بمقابر العائلة يتقدم الجنازة اللواء أحمد على السكرتير العام للمحافظة، والعميد أحمد عيطة رئيس مدينة بنى سويف والقيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة بعد أداء صلاة الجنازة، وسط صراخ وعويل من النساء حزنًا على الشهيد.

وطالب المشاركون فى الجنازة بالقصاص العادل للشهداء وضرورة استمرار الحرب على الإرهاب، والنيل من الفاعلين، مطالبين بتطهير سيناء بالكامل من الإرهاب ومرددين هتافات منها "حسبى الله ونعم الوكيل، لا إله إلا الله والإرهاب عدو الله، والشهيد حبيب الله، يا شهيد نام وارتاح وإحنا هنكمل الكفاح".


كما شيع أهالى قرية بنى قاسم التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف جثمان الشهيد احمد محمد عبد الرحيم، والذى استشهد فى نفس الحادث الإرهابى، وأدى المئات من أهالى القرية والقرى المجاورة صلاة الجنازة على الشهيد بالمسجد القبلى للقرية، ثم نقل بالسيارة حتى دفن فى مقابر القرية بمنطقة غياطة الشرقية، ورددت المشيعون هتافات حسبى الله ونعم الوكيل، لا إله إلا الله والإرهاب عدو الله، والشهيد حبيب الله.