ويطرح المخرج "ويس بال" فى الجزء الأول لفيلم "MazeRunner" هذه الرؤية بتصور جديد، فيخلق أبعاداً مختلفة يتشكل بها شكل الصراع فى هذا العالم، حيث يضرب الأرض فيروساً مدمراً، يفتك بالناس بلا هوادة وغايته وهدفه هو العقل البشرى، حيث يمحو الذاكرة من جهة، ويتحول الإنسان إلى كائن عدوانى من فئة آكلى لحوم البشر، وتتواجد أثناء هذه الحياة المريرة منظمة علمية تسعى لإيجاد حلول لعودة الحياة إلى سابق عهدها على الأرض، لكن نهم تلك المنظمة فى الوصول لهذا الهدف، جعلها ترتكب أفظع الجرائم وأفتك الوسائل دموية لتحقيق غايتها، لتصبح بذلك هى الشر الأعظم، والخطر الأول الذى يهدد ما تبقى من البشرية.
ويبدأ المشهد الافتتاحى من الجزء الأول للفيلم، حينما يستيقظ توماس "ديلان أوبراين" ليجد نفسه داخل مصعد غريب ومصاب بفقدان الذاكرة، حيث أنه لا يستطيع تذكر اسمه أو عائلته أو منزله، وعندما يتم فتح باب المصعد يجد توماس نفسه محاطًا بمجموعة من الصبية يرحبون به فى مكانه الجديد الذى يدعى "جلايد"، يوجد توماس أن جلايد محاطة بجدران ضخمة من الحجارة، والصبية الذين معه لا يعلمون أيضًا كيف أتوا إلى جلايد، ولكنهم يعلمون أن وراء تلك الحجارة متاهة غريبة لا يعلم حلها أى صبى، رغم ذلك يعلم الصبية أنهم إذا حلوا تلك المتاهة سيرون العالم الحقيقى.
يحاول توماس وأصدقائه الخروج من غيابات المتاهة طوال أحداث الفيلم، حتى يتمكنوا فى النهاية من الهروب، ويكتشف توماس فى ما بعد أن من يقف وراء تلك المتاهة، علماء فى البيولوجيا والجينات ووظائف الأعضاء، يرتكبون جرائم مروعة، وينتزعون الحياة من أعداد غفيرة من المراهقين والشباب لغرض إجراء تجارب عليهم، للتعرف على مدى استجابتهم للعلاج ومراحل تطور المرض لديهم، حيث يتواجد العديد من البشر والوحوش المعلقة وبعضها مازال يتنفس، ولكنه يعيش انابيب زجاجية بداخل محلول سائل، فى مشهد رائع يغوص بالمشاهد فى بحر المجهول.
بعد الهروب من جحيم المتاهة يعتقد توماس وزملائه انهم وصلوا إلى بر الأمان، غير عابئين بالمؤامرة الجديدة التى تنتظرهم وأنهم خرجوا من متاهة ليدخلوا فى متاهة أخرى، وهذا ما يستفتح به المخرج "ويس بال" أحداث الجزء الثانى من الفيلم بعنوان " Maze Runner: The Scorch Trials" الذى حقق 28 مليون دولار أمريكى بالسينما الأمريكية الشهر الماضى وهو من بطولة ديلان أوبراين وكايا سكوديلاريو وتوماس برودى سانجستر وديكستر داردين وجاكوب لوفلاند وروزا سالازار، تبدأ أحداث الجزء الجديد من الفيلم، بخروج توماس وأصدقائه من المتاهة ليجدون فى انتظارهم جماعة من الملثمين يمدون لهم أذرع النجاة فينطلق معهم الشباب ليجدوا انفسهم داخل سجن آخر وأنهم لازالوا تحت يد تلك المنظمة، لكن خبرة "توماس" المفعم بالأمل والذكاء وامتلاكه للحلول دائما كما صورة مخرج الفيلم، ينجح فى التسلل إلى خارج هذا السجن، وتحرير أصدقائه من دورها فى الخضوع للتجارب المميتة، محاولين الوصول للجبال الذى سمعوا عنها بالصدفة، وأنها تحوى بداخلها آخرين منتفضين ضد ما يجرى.
الخروج من هناك يعنى المزيد من المغامرة والاقتراب من نهاية مأساوية، فى عالم تحول فيها البشر إلى وحوش ضارية أشبه بالموتى وهو الأمر الذى نجح صناع الفيلم فى عرضه بشكل صارخ ومفزع، وهو ما يواجهه توماس وزملائه فى عالم مدمر بالكامل يشعر فيه المشاهد بالتشاؤم الشديد من الحال الذى أصبح عليه العالم، والجبل هو الأمل الوحيد للخروج من هذه المأساة، فعندما يصل الشباب إليه يتغير ميزان القوى ويشعر المشاهد أن الشباب أصبحت لهم اليد العليا، وتسير الخطوط الدرامية للفيلم حقيقة وفكرة واحدة، وهى فكرة الصراع بين البشر واختلاف رؤيتهم للحقيقة ومعالجتها، وفيها جميعا يبرز توماس وهو يقود زملاءه فى تلك الرحلة الشاقة وذلك المجهول الرهيب، وأن الأمل وتغيير الواقع، يأتى دائما مع الشباب حتى لو تمت عرقلتهم من الأكبر سنـا، وقد نجح المخرج "ويس بال" فى عرض الفكرة، التى أعدها الكاتب جيمس داشنر فى رواية "MazeRunner"، ليبرز دور الشباب الذين هم مفتاح الأمل فى هذه الحياة.
موضوعات متعلقة..
- بالفيديو والصور.. "Maze Runner" يتصدر إيرادات الـweekend بالسينما الأمريكية بـ28 مليون دولار.. "Black Mass" يحقق 26 مليونا.. أوليفيا ديجونج بالمركز الثالث.. و"The Perfect Guy" الرابع بـ10 ملايين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة