قال المهندس إسماعيل الغيطانى، شقيق الروائى جمال الغيطانى، كان لـ"جمال" فى حياته نصيبه من اسمه، منذ نعومة أظافره كان يشعر بمسئولية تجاه أسرته، فكان بمثابة أب ثان، وبدأ حبه ونهمه للقراءة مبكرًا، حتى استطاع أن يكون مكتبة كبيرة متنوعة من الكتب المهمة، وكان يستعير لنا عددا من الكتب المناسبة لمرحلتنا العمرية، ومن شعوره بالمسئولية تجاه أسرته وظروف والده أنه لم يستمر فى التعليم، ودخل سوق العمل مبكرًا جدًا، حتى يساعد أبيه، وكان عصاميًا جدًا، ويحفر فى الصخر، يعمل ويقرأ، ويثقف نفسه، وكان يتحمس لكل شىء فيه صالح للوطن.
وأضاف إسماعيل الغيطانى، خلال احتفالية دار الكتب بالذكرى الأربعين لوفاة الغيطانى، أن جمال كانت لديه ثقة كبيرة فى نفسه، وكان يقف أمام المشاكل ويقاتلها، ولم يهزمه سوى المرض، وكان مخلص جدًا لأصدقائه، وحريص على لقاء أصدقائه بشكل مستمر ومتواصل، ولم يتقاعس يومًا عن مساعدة أو خدمة من يقصده.
وأضاف، كانت أفضل فترة مرت على جمال الغيطانى، هى فترة حرب الاستنزاف، مشيرًا إلى أن هذه الفترة أثرت تجربته الأدبية بشكل كبير، وكان يقول دائمًا أن ما كُتب عن حرب أكتوبر قطرة فى بحر.
من جانبها أوضحت المخرجة إنعام محمد على، مخرجة فيلم حكايات الغريب، عن قصة الروائى جمال الغيطانى، أن سبب إخراجها للفيلم، هو إحساسها بالمسئولية تجاه حرب أكتوبر، قائلة، أنه بعد مرور حوالى 18 عام على حرب أكتوبر حينذاك، أحسست أنه آن الأوان لتقديم فيلم عن حرب أكتوبر، وبالفعل توجهت إلى الروائى الكبير جمال الغيطانى، وأخبرته فى رغبتى بالتعاون معه.
وأضافت المخرجة إنعام محمد علىّ، أن الغيطانى أهداها مجلدين من كتاباته عن حرب أكتوبر، فقرأت حكايات الغريب، وأحست أنها ضالتها المنشودة، وأنه الموضوع الإنسانى الذى تستطيع من خلاله مخاطبة الجيل الجديد الذى لم يعش فترة الحرب، مشيرة إلى أن قصة "حكايات الغريب" كانت تجسيد لمزج الواقع بالأسطورة بشكل متداخل.
وأكدت المخرجة إنعام محمد علىّ، أنها كانت تشعر بمسئولية كبيرة جدًا، لأن نجاحه سيفتح الباب لإنتاج أفلام أخرى عن حرب أكتوبر، قائلة لم أشعر بالطمأنينة وأنى حققت المصداقية التى وضع جمال خطوطها فى القصة، إلا على بعد عرض الفيلم، وحينها نظرت لجمال الغيطانى ونحن نشاهد الفيلم فى السينما لأول مرة، فوجدت عينه تدمع، حتى نهاية الفيلم وجدته انفجر بكاءً.
بينما أكد الأديب يوسف القعيد، أنه حتى هذه اللحظة أنه لا يصدق رحيل الكاتب والروائى جمال الغيطانى، قائلا: حتى الآن لا أتصور أن الغيطانى رحل، وعندما تدق الساعة الخامسة عصرًا، وهو ميعاد التليفون اليومى بيينا، أتصور أنى سأسمع صوته، ولكن للأسف هذا لا يحدث.
وأضاف الكاتب يوسف القعيد، أنه اتصل به قبل عزاء الفنان نور الشريف، ليذهبا سويًا، إلا أن القعيد منعه وأخبره أن العزاء سيكون شديد الزحام، وأنه سيبلغ عزاءه للفنانة بوسى نيابة عنه، وأوضح القعيد أنه ذهب وحده بدون الغيطانى، وعندما عاد علم أن الغيطانى دخل فى غيبوبة، استمرت معه لمدة 75 يوما، حتى وفاته.
وقال يوسف القعيد، إن الكلمات لن تعبر عن حزنى، وأرجو من أسرته أن تنظر فى أوراقه الأخيرة بعناية واهتمام، لأنه كان يشعر بالموت، وفى تلك الفترة كان يشعر وكأنه ولد من جديد، ويبدأ الكتابة من جديد، فكتب مذكرات، وقصص، وعن شخصيات عاصرها، ولذلك على أسرته أن ترجع لما كتبه قبل وفاته لتعيد نشره.
فى الذكرى الأربعين لجمال الغيطانى.. إسماعيل الغيطانى: كان عصاميا ومحبا لأصدقائه.. إنعام محمد على: بكى متأثرًا حين شاهد فيلم "حكايات الغريب".. ويوسف القعيد: لم أشعر بأنه رحل
الأحد، 29 نوفمبر 2015 05:23 م
الذكرى الأربعين لوفاة الغيطانى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf Hassan
الله يرحمه