وقد تدرجت خطورة تلك الانهيارات التى تعرضت لها المنازل القديمة، ما بين انهيار كامل، مما أدى لوقوع وفيات، مثل واقعة انهيار عقار أبو قير الذى أدى إلى وفاة 3 أشخاص وكذلك عقار اللبان، وما بين انهيارات جزئية بسلم العقار أو الشرفات والبعض منها كان خاليا من السكان، بالإضافة إلى حدوث تصدعات وشروخات تشكل خطورة داهمة على السكان وتنذر بانهيار عقاراتهم، بما مع أول قطرة مطر تنهمر عليه.
ويعد ملف العقارات الآيلة للسقوط من أهم العقبات التى تواجه الإسكندرية، خاصة فى ظل عدم تنفيذ قرارات الإزالة الصادرة من الأحياء لعدم وجود بديل تطرحه الدولة لسكان العقارات القديمة، وعدم قدرة الدولة على توفير شقق سكنية جديدة لنقل السكان إليها فيضطر السكان إلى البقاء داخل تلك العقارات الآيلة للسقوط فى انتظار تنفيذ حكم الموت بانهيار العقار على رؤوسهم، وأكثر ما يثير فزع هؤلاء السكان هو هطول الأمطار فى فصل الشتاء والذى يعجل بحكم القضاء والقدر فى انهيار العقار على رؤوس السكان.
ووفق تصريحات الدكتورة سعاد الخولى، القائم بأعمال محافظ الإسكندرية، فإن عدد العقارات الآيلة للسقوط تقدر بحوالى 5 آلاف عقار آيل للسقوط، مما يشكل خطورة داهمة على سكانها.
وتواجه الإسكندرية هذا الخطر الداهم فى حوالى 10 مناطق تنتشر بأحياء الإسكندرية القديمة والتى تحتوى على منازل يعود عمر البعض منها إلى أكثر من 100 عاما، خاصة أحياء غرب والجمرك ووسط، وتمثل بعض المناطق بؤر ساخنة لاحتوائها على عدد كبير من المنازل القديمة مثل منطقة اللبان، بحرى، المنشية، طابية صالح، القبارى، كرموز، العطارين، محطة مصر، كوم الدكة، أبو قير.
ويأتى حى الجمرك غرب الإسكندرية فى مقدمة أحياء المحافظة، من حيث احتوائه على أكثر المناطق التى تضم عقارات قديمة آيلة للسقوط، تهدد أرواح 187 ألف نسمة هم عدد سكان الحى، ثم يأتى حى غرب فى المرتبة الثانية بين أحياء الإسكندرية من حيث انتشار العقارات الآيلة للسقوط، ويحتوى حى غرب على 475 ألف نسمة تقريبا، وتنتشر به بعض المناطق التى تمثل قنابل موقوتة وفى مقدمتها منطقة طابية صالح التى تقع بين منطقة القبارى ومينا البصل ومنطقة كرموز ويأتى حى وسط فى المرتبة الثالثة بالإسكندرية، وبه 670 ألف نسمة، ويضم مناطق العطارين وكوم الدكة ومحطة مصر.
وأخيرا يلحق حى المنتزه باقى الأحياء التى تمثل مناطق خطرة تهدد أرواح السكان، حيث تأتى منطقة أبو قير، التابعة لحى المنتزه ثان والتى شهدت مؤخرا انهيار عقار قديم متأثرا بسقوط الأمطار الغزيرة على الإسكندرية وراح ضحيته 3 أشخاص وأصيب 8 آخرين.
ويقول جمال عوض أحمد، من سكان منطقة كوم الدكة، لـ"اليوم السابع"، إنه يقطن فى منزل قديم عمره أكثر من خمسين عاماً، ولا يستطيع تركة فى ظل ارتفاع أسعار الشقق السكنية، وعدم مقدرته على شراء مسكن جديد، وتابع: "لا أملك شراء شقة سكنية جديدة، كما لا أملك الانتقال إلى شقة بنظام الإيجار الجديد، أقل شقة بـ400 جنيه أنا دخلى 1000 جنيه، أعمل إيه أنا على باب الله.. ولدى 3 أولاد".
وأضاف أن العقار صادر له قرار إزالة إلا أنه اضطر تحت وطأة تلك الظروف توقيع إقرار بالبقاء فى المنزل على مسؤليته الشخصية من الحى.. وتابع: قائلاً: "وقعت وفى انتظار حكم الموت وانهيار العقار فى أى لحظة أنا وزوجتى أبنائى".
وتقول محسنة السيد على، سيدة مسنة من منطقة اللبان، إن المنطقة فى معظمها مساكن قديمة يعود البعض منها إلى أكثر من 60 عاما، وقد تهالكت بالكامل ولا تستطيع تحمل الأمطار الغزيرة.
وتابعت: "أى شوية ماية يسقطوا البيت على اللى فية.. ولا نملك المال الذى نستطيع به ترك المنزل وحاولنا الوصول إلى صاحب المنزل للمشاركة فى ترميمه دون جدوى، فهو فى انتظار انهيار المنزل لبناء برج سكنى جديد".
وعلى الرغم من مساعى محافظة الإسكندرية طوال السنوات الماضية فى مواجهه المشكلة، إلا أن عدم تنفيذ قرارات الإزالة يحول دون المواجهة الحقيقية لهذا الملف، ومن المتوقع أن تشهد الإسكندرية استمرارا لمسلسل انهيار العقارات القديمة طوال فصل الشتاء الجارى.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. انهيار 23 عقارا بالإسكندرية وإخلاء 12 آخرين بسبب الأمطار
إزالة عقار آيل للسقوط غربى الإسكندرية حفاظا على أرواح المواطنين
10 ملفات شائكة أمام محافظ الإسكندرية المقبل.. 17 ألف عقار مخالف و5 آلاف آيلة للسقوط.. تهالك شبكة الصرف والتصدى لمياه الأمطار الملف الأخطر.. و80 مليون جنيه مديونية المحافظة لشركات القمامة صداع مزمن
عدد الردود 0
بواسطة:
العنتبلى
نداء لمحافظة الاسكندرية
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسونة
طب والمبانى المخالفة ال 20 و21 دور