أكرم القصاص - علا الشافعي

حــســن زايــد يكتب: حرافيش نجيب محفوظ

الجمعة، 09 أكتوبر 2015 12:08 م
حــســن زايــد يكتب: حرافيش نجيب محفوظ نجيب محفوظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول نجيب محفوظ: "فى ظلمة الفجر العاشقة، فى الممر العابر بين الموت والحياة، على مرأى من النجوم الساهرة، على مسمع من الأناشيد البهيجة الغامضة، طرحت مناجاة متجسدة للمعاناة والمسرات الموعودة لحارتنا".

هذا هو المسرح الذى مهد به نجيب محفوظ لملحمته، فظلمة الفجر هى الظلمة الفاصلة بين رحيل الليل، وميلاد النهار، آخر الليل حين يخالط أول النهار، بداية غزو ضوء النهار لجحافل الليل المنسحبة، ضوء محدود باهت، هو ذاته ذلك الممر الضيق العابر بين الليل، الموت، والحياة، والنهار. هذا المشهد الكونى البديع فى تلك الفترة من اليوم يقع على مرأى من النجوم الساهرة، حيث يرتبط ظهور النجوم بالليل، ويرتبط اختفاؤها بضوء النهار اللامع. كأنها هى الأخرى وهى ساهرة، تشهد هذا المشهد الكونى البديع، تعيش لحظة الميلاد والموت، الشروق والغروب.

وكذا فإن هذا المشهد يقع على مسمع الأناشيد البهيجة الغامضة، وأظنه يقصد التواشيح التى تسبق أذان الفجر، فهى الأخرى تشهد هذا الحراك الكونى فى تلك الفترة البديعة، ولكنها مشاهدة سماعية، انقلب فيها المسموع سامعًا، والسامع مسموعًا، والشاهد مشهودًا، والمشهود شاهدًا، وكل ذلك يضفى جوًا متناغمًا من البهجة الغامضة على من يعيش تلك اللحظات.

فى تلك الأجواء المشحونة بالغموض والبهجة طرح نجيب محفوظ مناجاة حارته متجسدة فيما تعرضت له الحارة من معاناة، وما تمتعت به من مسرات، فكانت ملحمة الحرافيش. رحم الله نجيب محفوظ.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة