تلعب الأغنية السياسية ثلاثة أدوار أساسية، فهى تكشف عن الاتجاه السياسى لصانعيها، وتأريخ للحظات المهمة، فضلاً عن دورها فى إثارة حماسة المستمعين، ويمتلأ أرشيف الغناء المصرى، بعشرات من تلك الأغانى، التى تحمل كل واحدة منها، طابعًا مميزًا فى الكلمات والألحان، يتشابه مع الحقبة التاريخية التى صدرت خلالها.
أحدث تلك الأغانى، أغنية للفنان هانى شاكر باسم "يا مصر متخفيش"، أهداها الفنان إلى قائمة "فى حب مصر"، التى تخوض الانتخابات البرلمانية القادمة بـ120 اسمل، ممثلة في عدد من الشخصيات السياسية البارزة، إضافة إلى برلمانيين سابقين، وقد حملت اسم القائمة فى عدد من مقاطعها، وجاء فى مطلعها "فى حب مصر عايش وبين أهلها فتحت عينى على حضنها".
وحرص مخرج الأغنية على عرض لقطات من أهم الأحداث التى مرت بها البلاد، منذ الـ30 يونيو حتى الآن، وظهرت عبارات فى الخلفية تشير إلى أن الانتخابات البرلمانية الحالية، هى الخطوة الأخيرة لاستكمال خارطة الطريق.
خلال التصويت على البرلمان الحالى، ظهرت واحدة من أبرز الأغانى فى مجال الدعاية السياسية، وهى أغنية "بشرة خير"، للفنان الإماراتى حسين الجسمى، وتدعو كلمات الأغنية المصريين للتصويت على البرلمان بكثافة، للصالح الوطنى.
وتميزت الأغنية بإيقاع راقص، وحملت كم من التفائل، دفعت الناخبين إلى الرقص على أنغامها، خارج لجان الاقتراع، ولم تحمل الأغنية أى إشارة سياسية، ولا اسم لأى قيادة سياسية، وهو ما جعل الأغنية أكثر قبولاً، وبعيدة عن النفاق السياسى.
من الأغانى التى اشتهرت عقب قيام ثورة الـ25 من يناير، هى أغنية باسم "احموا مصر يا مصريين"، بصوت الفنان محمد ثروت، والتى أطلقها عقب بضعة أشهر من سقوط نظام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، وتهدف كلمات الأغنية إلى دعوة المصريين للاتحاد ونبذ العنف.
وتقول كلمات الأغنية "برب طه والمسيح، احموا مصر يا مصريين، وقفوا صحبة فى وش الريح"، وقد تميزت فترة الثورة أيضًا بعدد من الأغانى السياسية البارزة، التى كانت تبرز أهم شعارات الثورة، وتشيد بدور الجيش فى حمايتها، وكذلك أغان خاصة بشهداء الثورة.
للفنان محمد ثروت أيضًا عدد من الأغانى السياسية التى سبقت قيام الثورة المصرية، وحملت وجهة نظر مغايرة، كان أشهرها أوبريت اخترناك، ضمن مجموعة من الفنانين، والذى اذيع خلال إحدى احتفالات ذكرى حرب أكتوبر، حيث كانت تستغل الأحداث السياسية والتاريخية، للدعاية للنظام، والرئيس السابق مبارك.
الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كان له أيضًا نصيب فى الأغانى السياسية، فهو صاحب نصر أكتوبر، التى نجحت فى إزالة أحزان هزيمة 67، كان أبرز تلك الأغانى، أغنية نادرة للفنان سيد مكاوى، غناها عام 1977، بعد أربعة سنوات من عبور قناة السويس.
وحملت الأغنية اسم "تعيش يا سادات"، وشبهت الرئيس الراحل بالقائد العربى صلاح الدين، صاحب الفتوحات، وأشارت إلى ضرورة رفع رايات السلام، بعد الانتصار فى المعركة، فى إشارة إلى إرهاصات عقد النظام لاتفاقيات سلام مع العدو الإسرائيلى.
وكان عبد الحليم حافظ، من أشهر من غنوا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليس فقط لشخصه، ولكن لعدد من القرارات، والقوانين، التى أعقبت قيام ثورة الـ23 من يوليو، من أمثال أغنية "فدادين خمسة"، التى غنها الفنان الراحل، تأييدًا لقانون الإصلاح الزراعى، وأغنية "حكاية شعب"، التى ركزت على مراحل بناء السد العالى، واتفاق البنك الدولى مع الدول الاستعمارية، لمنع التمويل عن مصر، لوقف بنائه.
شعبان عبد الرحيم سجل موقف الشارع العربى، فى أغنية شعبية بسيطة، حملت اسم "أنا بكرة إسرائيل"، التى إشادت بدور عمرو موسى، فى إدارته للمباحثات مع الجانب الإسرائيلى، حيث كان أمين للمنظمة الدول العربية وقتها، وقد ساعدت الأغنية على تحقيق شهرة كبيرة لصاحبها.
من جمال عبد الناصر إلى الانتخابات البرلمانية.. فنانون سجلوا انتماءهم السياسى بالغناء.. هانى شاكر يغنى لقائمة في حب مصر.. والجسمى يدعو للتصويت للدستور.. وأغنية لسيد مكاوى تشبه السادات بصلاح الدين
الإثنين، 05 أكتوبر 2015 10:10 م
هانى شاكر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة