وكان من الممكن ألا يكون الأمر ذات أهمية كبرى، إن كانت الدولة المعتذرة غير الصين، وذلك لأسباب عديدة، فالاعتذار جاء فى وقت يثير علامات الاستفهام وفى ظل تنسيق مصرى صينى فى القضايا الإقليمية، أولها أن دعوة مصر للصين للمشاركة كضيف شرف معرض القاهرة للكتاب كانت فى إطار الاحتفال بمرور ثلاثين عامًا على العلاقات المصرية الصينية، وحرصًا على توطيد العلاقات الثقافية بين البلدين، فهل أصاب هذا الاحتفال شيئًا يعكر حدوثه، وهل توطيد العلاقات بين البلدين أصبحت غير مهمة.
السبب الثانى وهو الأهم، أن الدكتور عبد الواحد النبوى، وزير الثقافة المصرى السابق، كان قد وقع اتفاقية تعاون ثقافى مع ولو شو قانج، وزير الثقافة الصينى، من أجل التعاون المكثف لدعم العلاقات بين البلدين على كافة الأصعدة، على أن تشكل لجنة برئاسة وزيرى ثقافة البلدين للعمل على إقامة "العام الثقافى المصرى الصينى"، وقد اتفق على أن تستمر هذه اللجنة فى عملها بعد ذلك لمتابعة المشاريع الثقافية الكبرى المقرر البدء فى تنفيذها خلال عام 2016م.
وهذا ما يطرح التساؤل، أين ذهب هذا البروتوكول، ولماذا لم يصبح 2016م، عام الثقافة المصرية الصينية، حسب اتفاق الوزيرين، وما الذى قد يدفع الصين رغم هذه الاتفاقية أن تعتذر عن مشاركتها بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.
سبب آخر يفرض نفسه، وهو سبب سياسى، متمثل فى محاولة الدولة المصرية، تدعيم صلاتها بـ"الصين"، وحرصها على التنسيق مع التنين الصينى فى القضايا الإقليمية، وهذه العلاقات السياسية يصحبها دائمًا، توطيد علاقات ثقافية، ولذلك فكيف تعتذر الصين فى ظل مساعى البلدين لتوطيد العلاقة بينهما سياسيًا، وما السبب وراء ذلك؟!
وبعد أن تناقلت مواقع الأخبار الهندية، أن الصين ستحل ضيف شرف معرضها الدولى للكتاب "نيو دلهى" يوم 9 يناير المقبل وحتى 17 يناير 2016م، يبدو أن الأمر سيكون أكثر حيرة، ويدفع لطرح المزيد من التساؤلات، التى تنتظر إجابة وافية.
وفى ومحاولة للإجابة عن كل هذه التساؤلات، أكدت مصادر مطلعة داخل وزارة الثقافة، أن الدكتور عبد الواحد النبوى، وزير الثقافة السابق، قد قرر استضافة الصين، دون التنسيق مع المسئولين الصينين أنفسهم، وبعد أن خاطبهم أكدوا أنهم لن يتمكنوا من الاستعداد للمعرض فى هذه الفترة القصيرة، خاصة بعد ارتباطهم بالمشاركة فى معرض "نيو دلهى" بالهند.
وأوضحت المصادر، أن استضافة الصين كضيف شرف مازالت مطروحة، ويمكن استضافتها فى معرض القاهرة للكتاب فى سنة 2017م، كما أوضحت المصادر، أن استضافة أذربيجان تعكس توجه مصر نحو الجناح الأسيوى.
موضوعات متعلقة..
- عقد قران آية عبد الرحمن الأبنودى على الفنان شادى خلف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة