السبع سنوات الأولى هى الفترة التى تتكون فيها شخصية الإنسان وخاصة الصورة التى يكونها عن نفسه، ويؤكد أطباء علم النفس أن الرسائل التى يمنحها الآباء لأطفالهم عن صفاتهم الشخصية فى تلك السنوات هى التى يشكل الطفل على أساسها طباعه وسلوكه وسماته الشخصية، فإذا نعت طفلك بالفاشل سينشأ فاشلا وإذا وصفته بالصدق سيحرص أن ينتهجه سلوكا له.
مشكلة الشذوذ الجنسى أيضا تمتد جذورها لمرحلة الطفولة، فأغلب تلك الحالات تبدأ أعراضها فى الظهور منذ السنوات الأولى لعمر الإنسان، وهذا تبعًا لما يؤكده الدكتور طلعت حسن سالم أستاذ طب وسلوك الأطفال قائلاً:
تعد مرحلة الطفولة الأساس الذى تبنى عليه شخصية وسلوكيات الإنسان، وبالتالى فأى حدث نتعرض له فى تلك المرحلة يؤثر بشكل مباشر على السنوات التالية من حياتنا.
الشذوذ الجنسى هو أحد أهم السلوكيات البشرية التى تتأثر بتلك المرحلة بالعديد من العوامل الرئيسية وهى:
المثل الأعلى والألعاب والأشخاص المحيطون بالطفل هى من أهم العوامل الاجتماعية التى تؤثر على طبيعة الطفل الجنسية فيما بعد. ويؤكد طلعت أن البيئة المحيطة بالأطفال تلعب دورًا مهمًا فى تشكيل طبائعهم الجنسية، فالطفل الذكر الذى يتربى وسط جماعة من الإناث أو من تلعب والدته دور البطولة فى حياته، ومع اختفاء القدوة من الرجال، وتهميش دور الأب أو اتسامه بالعنف فى التعامل مع الطفل، أو عدم مخالطة الطفل للرجال.
كلها عوامل تؤثر عليه بشكل مباشر وتصبح ميوله المفضلة متجهة إلى الأنوثة، حيث يرى فيها عالمه وقدوته الحسنة التى يرغب دائمًا فى التشبه بها، وهو ما يعد البذرة الأولى فى تشكيل طبيعته الجنسية، التى تميل فيما بعد إلى الرغبة فى أن يصبح أنثى، كالنماذج المحيطة به ويبدأ فى رفض طبيعته الذكورية، التى لا تمثل له دورًا فعالاً وظاهرًا.
كما أن انتقاء الألعاب التى نقدمها للطفل، تؤثر على ميوله الجنسية وغالبًا ما تحدث تلك المشكلة عندما نفرض على الطفل الولد اللعب بألعاب شقيقاته الأكبر سنًا، لذا يجب التنبه لتلك النقطة وتقديم الألعاب التى تتناسب وميول الذكور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة