ويشير المركز البحثى الأمريكى إلى أن العديد من صناع القرار الغربيين يعتقدون أن إيران طرف عقلانى لا تحرك سياسته العقيدة الإسلامية، ووفقا لهذا النهج، يفترضون أن اتفاق النووى سيشجع طهران على تقديم تنازلات صعبة تتعلق ببرنامجها النووى إلى حد أنهم يظنون أنه من الممكن أن تغير إيران سياستها الإقليمية القائمة على التحدى، وتعمل مع القوى العالمية لجلب السلام والأمن للشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أن نهج إيران فى السياسة الداخلية والدولية لا يحركه بالأساس العقيدة الإسلامية، فآية الله الخومينى، مؤسس النظام الحالى، قال صراحة إن مصلحة النظام تجبّ الشريعة والدستور، وبالتالى فإن العقيدة الإسلامية ليس الهدف النهائى ولكنها وسيلة لحماية الحكومة وتعزيزها، وفى الوقت الراهن، فإن العقيدة الإسلامية أقل جاذبية عما كانت عليه من قبل لاسيما للشباب الإيرانى، ولم تعد وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الدولة تمضى وقتا طويلا فى الدفاع عن الشرعية الإسلامية.
وفى حين أن الشيعة الاثنى عشرية هى الديانة الرسمية للبلاد، وتصدير الثورة هو المكون الرئيس للسياسة الخارجية لإيران، إلا أنها لا تسعى لتحويل السنة إلى التشيع أو خلق هلال شيعى، لكن المحرك الأساسى لسياسة إيران الخارجية هو الرغبة فى النفوذ، والانتفاع من معارضتها لأمريكا والغرب وإسرائيل، وليس التشيع أو العقيدة الإسلامية، لتوسيع نفوذها فى المنطقة، ولذلك يرجح التقرير أن تستمر سياسة إيران فى استعداء الغرب حتى بعد دخول الاتفاق النووى حيز التنفيذ ورفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عنها.
وخلص التقرير قائلا إن صناع القرار الذين يرغبون فى إرساء الأمن والسلام فى الشرق الأوسط ربما يرون نهجا مختلفا من إيران لو غادر المرشد الحالى آية الله على خامنئى المشهد السياسى، وحتى يحدث هذا، سيظلون فى حاجة إلى مواجهة أنشطتها لتقويض استقرار المنطقة لو كانوا يرغبون فى تحقيق مصالحهم القومية.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. أول اجتماع بين إيران و السداسية الدولية لتنفيذ الاتفاق النووى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة