تغير المشهد الأمنى الإقليمى والدولى
وتقول الدراسة الصادرة عن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والتى أعدها الضابط الإسرائيلى السابق والزميل بالمعهد ألون باز، إن المشهد الأمنى الإقليمى والدولى شهد مؤخرا تغييرات سياسية وعسكرية هائلة، مما أثار شكوكًا حول فعالية النموذج الأمنى القائم فى إسرائيل. وهذا النموذج الذى ركز بشكل أساسى على الصراعات العسكرية التقليدية يجب أن يأخذ فى الاعتبار الآن التهديدات والفرص التى نشأت عن التطرف وانعدام الأمن الغذائى والمائى والارتباط العالمى وانتشار القوة.
وأضافت الدراسة أنه فى هذا المشهد المتغير، فإن الأطراف المسلحة من غير الدول، والتى تدعمها أحيانا دول معادية لإسرائيل، تحدت بشكل فعال نظرية الأمن القومى الإسرائيلى. وتلك الأطراف تستخدم الوسائل العسكرية وغير العسكرية المتطورة لتعزيز أهدافها السياسية وهدم إسرائيل.
عقبات رئيسية
إلا أن الدراسة أشارت إلى وجود فجوة بين التهديدات الناشئة والأدوات الموجودة لمواجهتها تتجاوز العقيدة العسكرية التقليدية للأمن القومى والمؤسسة المسئولة عن تطبيقه. ورصدت الدراسة العقبات الرئيسية التى ترى أنها مسئولة عن تلك الفجوة، وقالت إنه على مدار العقد الماضى كان هناك استثمار كبير فى مذهب الجيش الإسرائيلى وتسليحه لتحسين فعاليته على أعداء الدولة العبرية، إلا أن النتائج غير الحاسمة لأربعة اشتباكات عسكرية فى السنوات الثمانى الماضية أثبتت أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ككل أصبحت أقل فعالية فى تحقيق أهدافها المتعلقة بالأمن القومى. ويضاف إلى هذا الأهداف التى تزداد غموضا وأقل خضوعا للنقاش المستفيض.
أما العقبة الثانية فتتعلق بتراجع التفوق العسكرى، فعلى الرغم من الاستثمارات التكتيكية وفى بعض الأحيان العملية، إلا أن تفوق إسرائيل تراجع بسبب انتشار قدرات عسكرية متقدمة بين الدول والجماعات التى تواجه إسرائيل. كما أن أغلب خصوم تل أبيب تكيفوا بطريقة سمحت لهم بتجنب التنافس مع قوة الجيش الإسرائيلى. وتفاقم هذا التحدى بسبب القيود الداخلية والخارجية المتزايدة على استخدام الجيش الإسرائيلى للقوة، كما يقول معهد واشنطن.
وأكدت الدراسة أن الحرب مثل الحرباء تغير ألوانها، وينبغى على الجهاز الأمنى الإسرائيلى أن يتحول ليكسب الكفاءة الإستراتيجية فى كل الساحات. ويشمل هذا تطوير أكبر قدر ممكن من أدوات الأمن القومى وتحديد مشكلاته على أعلى مستوى، ووضع أهداف مناسبة وطرق ووسائل تبعا لذلك. كما دعت الدراسة إسرائيل إلى ضرورة أن تعيد التوازن بين مؤسستها الأمنية وتحسين فعاليتها إلى ست جهات: الجيش والدبلوماسية والمعلومات والاقتصاد والقانون والجبهة الداخلية.
موضوعات متعلقة..
- جون كيرى: إسرائيل لا تريد تغيير الوضع القائم فى القدس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة