وذكر تقرير مقدم إلى عدد من المشرعين والمسئولين الأمنيين الغربيين رفيعى المستوى أن فتح الإمكانات الاقتصادية الهائلة للمنطقة قد يكون له تداعيات جيوسياسية هامة. ويسلط التقرير الضوء على مخاطر المنافسة وربما المواجهة فى تلك المنطقة. وأكد التقرير المعد للجمعية البرلمانية للناتو أن القطب الشمالى بيئة قاسية، ولا ينبغى أن تكون أشد قسوة بسبب التنافس المتزايد عسكريا وعلى الموارد.
وتوضح الصحيفة أن روسيا تعمل على تعزيز وجودها العسكرى فى منطقة القطب الشمالى مع تدهور علاقتها مع الغرب بسبب أوكرانيا، والآن مع شن روسيا ضربات داخل سوريا تستهدف الكثير منها جماعات تدعمها أمريكا، فإن تلك التوترات تزداد حدة.
10 قواعد جوية جديدة لروسيا
وتهدف موسكو إلى فتح 10 قواعد جوية جديدة فى منطقة القطب الشمالى بنهاية هذا العام إلى جانب أربع قواعد أخرى للعمليات. وفى ديسمبر الماضى، أسست روسيا مركزًا قياديًا استراتيجيًا جديدًا فى القطب الشمالى وبدأت فى إقامة مؤسسات دفاع جوى وبحرى عبر منطقتها الشمالية الشاسعة. وهناك كتيبة مشاة مرابطة قرب الحدود مع فنلندا، وأخرى على بعد ثمانية أميال فقط من الحدود الشمالية الشرقية للنرويج.
ويقول التقرير، إن روسيا تزيد وجود قواتها الخاصة فى المنطقة بأكثر من 30% وتصعد من تدريبات الحروب فى القطب الشمالى. وفى مارس الماضى، حشدت روسيا أسطولها الشمالى القوى لإجراء تدريبات لنشر 45 ألفًا من قواتها و42 سفينة و110 طائرات.
وأشارت جلوبال بوست إلى ما قاله وزير الدفاع الروسى سيرجى لافروف بأن هناك تحديات وتهديدات جديدة للأمن العسكرى التى تتطلب من القوات المسلحة أن تعزز قدراتها العسكرية، مع التركيز بشكل خاص على التشكيلات الاستراتيجية الحديثة فى الشمال.
قلق أوروبى
وتقول روسيا، إن إجراءاتها دفاعية لحماية موارد النفط والغاز والمعادن الهائلة على ساحلها الذى يمتد لمسافة 15 ألف ميل. لكن جيرانها يرون غير ذلك. فقالت رئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبيرج، إن القوات المسلحة الروسية تقوم بعملية تحديث كبيرة، ونشهد الآن قدرة أكبر بكثير على الحشد الاستراتيجى. وأضافت قائلة، إنها لا تعتبر روسيا تهديدًا مباشرًا لبلادها أو مصالحها، إلا أن التغييرات الاستراتيجية فى البيئة الأمنية فى هذا الجزء من العالم تجبرهم على التفكير بشكل مختلف.
ويحذر العديد من الخبراء من أن التنافس فى المنطقة القطبية يزداد، حيث جعل التغير المناخى الوصول إلى الموارد الطبيعية الهائلة أسهل بكثير. ويوجد حوالى 22% من احتياطى الغاز الطبيعى والنفط غير المكتشف فى العالم، وهناك معادن نادرة أيضا فى تلك المنطقة. ومع ذوبات الجليد بمعدلات متسارعة، فإنها تصبح متاحة بشكل أكبر.
موضوعات متعلقة..
غواصة نووية روسية تنجح فى الإبحار تحت جليد بحار القطب الشمالى
تطورات ثورية بالجيش الروسى تصيب أوروبا بالذعر..دراسة تحذر من إصلاحات عسكرية روسية تهدد "القارة العجوز"..موسكو تؤسس قوات مسلحة محترفة وقادرة ويمكن نشرها سريعا بالخارج..وأحداث أوكرانيا أثبتت خطأ الغرب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة