وانتقل "اليوم السابع" إلى ميناء صيد جرف حسين، على بعد 140 كيلو متر جنوب شرق مدينة أسوان، ليرصد معاناة الصيادين والأهالى من انقطاع الكهرباء التى تسببت فى توقف الصيد بنسبة 90% من الإنتاج اليومى، الذى يزيد على 22 طنا من الأسماك.
وتقع جرف حسين، على ضفاف بحيرة ناصر، ومحرومة من الخدمات ويعتمد أهلها والمغتربون على صيد الأسماك، ففى الوقت الذى ينادى فيه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بتنمية البحيرة يتسبب الإهمال فى ضياع الثروة السمكية الناتجة عنها.
"فتحى القاضى محمد" صاحب مصنع الثلج بجرف حسين، قال إنهم فوجئوا بانقطاع المياه الواردة إلى المصنع، وعلمنا أن السبب فى ذلك هو سرقة الكابل الكهربائى المغذى لطمبات محطة رفع المياه إلى "المفرخات السمكية" التابعة لهيئة تنمية بحيرة ناصر".
وأضاف "القاضى": اقترحنا على مسئولى المفرخات السمكية بالتنسيق مع الجهات المسئولة فى جرف حسين، توفير كابل للمحطة بشكل مؤقت، لحين وصول الكابل الجديد، إلا أن المسئولين بالمفرخات رفضوا وظل الحال على ما هو عليه.
وأشار صاحب مصنع الثلج إلى أن توقف المصنع عن العمل، يتسبب فى تعطل أعمال الصيادين، موضحاً أن المصنع ينتج 900 بلاطة من الثلج يومياً ما يقدر بـ22.5 طن ثلج، يساعد الصيادين فى تخزين الأسماك التى يصطادونها من البحيرة، والسفر بها شمالاً إلى جميع أنحاء الجمهورية.
وأوضح القاضى، أن سرقة الكابل فى السادس من أكتوبر الجارى، ليست الأولى، فقد سبقها مرات عديدة، وفى كل مرة يتوقف الصيد، نظراً لضرورة احتياج الصياد للثلج، والذى يصعب عليه جلب ألواح الثلج من أسوان، بسبب بُعد المسافة وتكاليف السفر.
وتساءل "صاحب مصنع الثلج": "لصالح من هذا الإهمال الذى يؤثر على الاقتصاد القومى لمصر من الثروة السمكية، وعلى أموال الضرائب التى يدفعها المصنع للدولة والتى تتوقف بمجرد توقفه؟"، مؤكداً أن خسارتهم المعنوية أكبر من المادية، مضيفاً: حررنا عدد محاضر بسرقة الكابل وعدم توفر مياه على مدار سنوات سابقة حملت أرقام 694 و1006، و680 و7469 و9171 إدارى وجنح قسم أول أسوان.
قال عبد الحى حسن، صياد بميناء صيد جرف حسين، "أعمل منذ سنوات على لنش "الرضوانى"، التابع لشيخ مشايخ الصيادين الحاج عابدين قرقار، وتوقف العمل بسبب عدم توافر الثلج، وعندى التزامات هعمل إيه وهروح فين، لازم حل فورى لإنقاذ الصيادين".
وأضاف "عادل محمد" صياد بميناء صيد جرف حسين، أن غالبية الصيادين توقفوا عن العمل بسبب عدم توافر الثلج، الذى يحفظ الأسماك عند التخزين للسفر وتصديرها للمحافظات الأخرى، قائلاً "إحنا هنا روحنا فى الميه والسولار، لأنهما أساس مقومات الصياد فى عمله".
وتابع المهندس محمد فتحى، أحد العاملين بمنطقة جرف حسين، أن الأهالى والصيادين والعاملين تكاتفوا من أجل حل الأزمة، وتوفير مياه للمصنع، الذى يعتمد على خط مياه المفرخات السمكية، وتوجهوا إلى مدير المفرخات المهندس خالد حسنين، لقبول كابل مؤقت لحين وصول الجديد، إلا أنه رفض وقال "طب لو اتسرق التانى؟".
ولفت فتحى، إلى إهمال المنطقة، وسبب السرقة – حسب تصريحاته - لعدم توافر حراسات على محطات رفع المياه من بحيرة ناصر إلى المفرخات السمكية، قائلاً "اللى سرق كابل النهارده، هيسرق ماكينة بكرة".
وتابع فتحى "عشرات الأطنان من أسماك بحيرة ناصر تفقد يومياً بسبب كابل، لا يتخطى الـ60 متراً، وتتوقف الضرائب عن خزينة الدولة، بسبب تعنت مسئول لا يفرق معه الأيام التى تمر بدون أرزاق الآخرين".
لم تتوقف المعاناة بسبب سرقة الكابل الكهربائى عند هذا الحد، ولكنها امتدت إلى المخبز الوحيد بمنطقة جرف حسين والذى قال صاحبه "أحمد مرعى": "تسبب انقطاع المياه فى معاناة نعيشها منذ أيام، وأضطر أنا ومساعدى إلى ملء جراكن من داخل بحيرة ناصر، واستئجار لانش للدخول إلى الأعماق بعيداً عن الشاطئ، نظراً لأن المياه الموجودة على شواطئ البحيرة مليئة بروائح الأسماك وبواقى الصيد، ثم أعيد تحميلها على تروسيكل لتوفير احتياجات المخبز اليومى اللازمة للعجين وغيره".
وأكد صاحب المخبز، أن انقطاع المياه يؤثر بالسلب على ما يقرب من 5 آلاف مواطن يحتاجون رغيف الخبز بشكل يومى.
وطالب أهالى المنطقة بإيجاد حل عاجل، وتوفير كابل بديل لمحطة رفع المياه، وحماية الكابلات الموجودة بالمحطات من السرقات المتكررة.
موضوعات متعلقة
- بالصور.. توقف الصيد فى بحيرة ناصر بعد تعطل مصنع الثلج إثر سرقة كابل كهرباء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة