أكرم القصاص - علا الشافعي

إيمان الوراقى تكتب: الإمام الأكبر نموذجاً للإصلاح .. أصَرَّ الطيب على مباشرة قضية المناهج بنفسه ولم يستجب لإقتراح الاكتفاء بتكليف وكيله بمتابعة الأمر

الأربعاء، 14 يناير 2015 08:14 م
إيمان الوراقى تكتب:  الإمام الأكبر نموذجاً للإصلاح .. أصَرَّ الطيب على مباشرة قضية المناهج بنفسه ولم يستجب لإقتراح الاكتفاء بتكليف وكيله بمتابعة الأمر شيخ الأزهر مع محررة اليوم السابع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحفاوة لا يبديها إلا كريم، حرص الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال استقباله لى فى مكتبه بمقر المشيخة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة، كرد فعل قوى وسريع على الحملة التى نشرتها صحيفة «اليوم السابع» حول عشوائية مناهج جامعة الأزهر، بداية من العدد الصادر بتاريخ 26 نوفمبر الماضى، وانتهاء بتدخل شيخ الأزهر فى السابع من يناير الجارى، ليكون نموذجا يجب أن تضعه جميع مؤسسات الدولة نصب عينيها مقتدية به فى سرعة الاستجابة للانتقادات الموجهة إليها بهدف الإصلاح.

بدأ اللقاء كمشهد عاشه الخليفة «عمر بن الخطاب»، وهو يتفقد رعيته، فشاهد امرأة معها صغار يبكون، مشعلة النار تحت إناء لإيهامهم أنها تُعد لهم طعاما فيهدأ جوعهم ويتوقفون عن البكاء، لكن عمر لم يكتف ولم يستمع لنصيحة من حوله بحملهم زادا عنه ذهب وأحضره إليها، كما لم يتركهم يتصرفون فى أمرها فى حين يذهب هو لمباشرة ما هو أهم منها من أمور الرعية ليقول جملته الشهيرة: «أأنت تحمل وزرى يوم القيامة»؟

من هذا المنطلق أصَرَّ الطيب على مباشرة قضية المناهج بنفسه رغم مشاغله، ولم يستجب قطعا لتلك الأصوات المقترحة الاكتفاء بتكليف وكيله عباس شومان بمتابعة الأمر.

الاطلاع على الكتب الوهابية والإخوانية وما يحدث داخل الجامعة، كان ثانى شىء فعله الإمام بعد احتفائه، حيث استدعى فضيلته - فى اهتمام بالغ - القائمين بأعمال مكتبه، وسألهم عن طلاب الجامعة الذين جاؤوه يشكون من تدريسهم بعض كتب الوهابية والإخوان مثل نواقض الإسلام «لمحمد بن عبدالوهاب» و«فى ظلال القرآن» لسيد قطب، والذين تم طمأنتهم بمنع تدريس تلك الكتب، إلا أن ذلك لم يُنفذ على أرض الواقع، فأجابه سكرتير مكتبه عنهم، بأنه لا يذكر رؤيته لهم من الأساس، ليشدَّدَ الإمام الأكبر على الموظفين بضرورة عرض مثل هذه الأمور عليه مباشرة لمتابعتها بنفسه نظرا لأهميتها، وعدم الاكتفاء بصرف الناس دون اتخاذ إجراء رادع.

فى ترجمة عملية على اهتمامه أعطى شيخ الأزهر أوامره بتحديد موعد لى مع وكيل الأزهر، حضره عميد كلية الدراسات العليا الدكتور محمد أبوالعاصى، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية الشيخ محمد الأمير، ليسارع وكيل الأزهر فى اتصال هاتفى، برئيس الجامعة الدكتور عبدالحى عزب طالبا منه تشكيل لجنة من المتخصصين، للنظر فى الكتب المقررة على مستوى الـ80 كلية التى تضمها جامعة الأزهر على مستوى الجمهورية، والتعرف على أفكار وانتماءات القائمين على تدريسها، إلى جانب مصادرة الكتب، وإلغاء تدريسها، على أن يستثنى الطلاب الذين درسوا هذه الكتب خلال التيرم الأول، لقرب امتحانات الفصل الأول الدراسى، واستحالة تغييرها لضيق الوقت، مؤكدا أنه سيتم سحبها من يد الطلاب بعد الانتهاء من الامتحان.

لم يكتف وكيل الأزهر، وعميد الدراسات العليا، ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية بتلك الإجراءات بل اقترحوا القيام بجولة معهم لمعاينة اللجنة المختصة بتعديل مناهج المراحل الابتدائية والإعدادية، والاطلاع على آخر تطوراتهم. انتهى المشهد بنموذجية شديدة، لتكون المؤسسة الأزهرية الأولى من بين مؤسسات الدولة المسارعة إلى أخذ إجراءات جدية تجاه نقد الصحافة لها، وهو أمر وإن كان البعض يراه عاديا من الطبيعى حدوثه، إلا أن الواقع غير ذلك، خاصة أن هناك من هم على الساحة ممن أخذوا على أنفسهم عبء نقد الأزهر ومناهجه يتحينون الفرص، مطالبين بمناظرة إعلامية فى برامج «التوك شو» حول المناهج، وإلا فلن يكفوا عن نقدهم علنا للأزهر عبر وسائل الإعلام المختلفة، إلا أن الإمام الأكبر ومن معه فَضَّلوا الإصلاح من أنفسهم فى هدوء، ضاربين بتلك الدعوات عرض الحائط، هذا ما دار بين القيادات أمامنا بشكل عفوى.

شكر واجب وتقدير مستحق ومعزة منى، لا يحملها لفضيلة الإمام إلا أزهرى تربى على مقاعد جامعة الأزهر ومبادئه، لإصراره على استقبالى وعدم الاكتفاء باتخاذ اللازم بإخبارنا بما تم اتخاذه عبر الهاتف أو ما شابه، راجين مواصلة الإمام متابعة الملف عن كثب واتخاذ الإجراءات التى من شأنها الإبقاء على الأزهر ممثلاً للوسطية بالعالم الإسلامى أجمع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة