أكرم القصاص - علا الشافعي

"حى الأمريكان".. رواية مكان تؤكد الفطرة الإنسانية ترفض الإرهاب

الإثنين، 12 يناير 2015 04:04 م
"حى الأمريكان".. رواية مكان تؤكد الفطرة الإنسانية ترفض الإرهاب غلاف الرواية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"حى الأمريكان" يختصر نبض المدينة عبر الزمن، ومن رحمه خرج إسماعيل محسن ليجد نفسه مجنّداً للقتال فى العراق، ومن ثمّ مطلوباً بصفته إرهابيّاً يتبع تنظيم القاعدة.

ومثلما كان آل العزّام ملاذاً لأهله الذين خدموهم لسنين طويلة، سيجد إسماعيل ملاذه لدى عبدالكريم وريث آل العزّام العائد من باريس مفعماً بالعشق ووحيداً، يقتات ذكرى حبّه عبر أسطوانات الموسيقى والأغانى الأوبيرالية والعناية بأشجار الليمون القزمة التى أودعتها حبيبته لديه، دون أن ينسى يوماً طعم التفاح المغطّس بالسكر الذى أطعمته إياه انتصار، والدة إسماعيل، حين كان طفلاً وزار حى الأمريكان.

رواية مدينة استعاضت عبر الزمن عن صغرها بأن تكون جزءاً من أحداث كبرى تجرى فى العالم، حيث تركز رواية "حى الأمريكان" على تصوير واقع مدينة طرابلس اللبنانية من خلال بؤرة مركزية تتمثل فى الحى الذى تحمل الرواية اسمه، ومن خلال شخصيات تنتمى إلى هذا الحى الشعبى وإلى أحياء أخرى فى المدينة.

وتتخذ الرواية من الوقائع السياسية والاجتماعية المعاصرة منطلقا لتشكيل عوالمها السردية وبناء حكايتها، وبلورة رؤيتها لما يجرى فى الحياة.

تبدأ الرواية برصد لحظة طريفة لا تخلو من مفارقة وسخرية، ومن تصوير سردى دال لأفعال عبد الرحمن بكرى الملقب بـ"المشنوق".. ثم تترى حكايات الحى، والبيت الذى يسكنه "المشنوق" وأسرته، وحكايات الجيران الذين يقطنون البيت معه: انتصار وبلال محسن وأولادهما.

انشغلت الرواية بتحولات الطبقة الفقيرة المهمشة فى المجتمع اللبنانى نحو الممارسة السياسية التى فرضتها الجماعات الإسلامية على الشباب، واتخذت وسائل شتى من أجل استقطاب بعض المنحرفين واليائسين وإغرائهم بطرق مختلفة قصد تحقيق غاياتها "الجهادية" أو ما تعتبره جهادا واجبا وفرض عين لا فرض كفاية. ولعل هذا التحول بدأ مع تجربة أب إسماعيل "بلال محسن" - فى السبعينات - وامتد إلى تجربة إسماعيل -خلال الألفية الثالثة - التى كانت أكثر حدة ودموية، وأعمق دلالة ومغزى. وهى التجربة التى تلخص سذاجة الشباب وغياب الوعى السياسى والدينى والاجتماعى، لكنها تكشف - من خلال مغامرة إسماعيل فى المحمودية العراقية ومحاولة تفجيره حافلة الركاب وتراجعه عن ذلك فى اللحظة الأخيرة - عن العمق الإنسانى الفطرى وحس الأخوة والمحبة اللذين يتغلبان على كل فكر تدميرى وكل إيديولوجيا إرهابية.

جبور الدويهى كاتب وروائى لبنانى. صدرت له عن دار الساقى "مطر حزيران" التى اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2008، و"شريد المنازل" التى اختيرت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2012، ونالت جائزة "الأدب العربى الشاب"، باريس 2013، التى تمنح للمرّة الأولى.


موضوعات متعلقة..


جائزة البوكر للرواية العالمية تعلن أسماء القائمة الطويلة لعام 2015


جنى فواز الحسن: وصول رواية "طابق 99" للبوكر انتصار لقضية فلسطين ولبنان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة