أكرم القصاص - علا الشافعي

اللواء مجدى الزغبى يكتب: عيوبنا سبب مشاكلنا

الخميس، 01 يناير 2015 02:05 م
اللواء مجدى الزغبى يكتب: عيوبنا سبب مشاكلنا ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أعرف مصريا واحدا يتكلم فى مشكلة عامة، كل مصرى لا يهمه سوى مشكلته الخاصة ولا يرى مشكلة غيرها "ولا حتى يفرق معاه" أن تُحل مشاكل العالم كله طالما مشكلته باقية بدون حلول على الرغم من أن مشكلته من الممكن حلها من خلال حل المشاكل العامة ولكنه لايعبأ بذلك.

طيب تعالوا معًا نستعرض بعض هذه المشاكل لنتأكد ونعرف ونستعرض من المخطئ ومن المُصيب فلو نظرنا مثلاً لمشكلة العشوائيات فنجد أن كل من له دخل بهذه المشكلة لا يهمه سوى أن يتم حل مشكلته فمهما اقنعناه بحلول عامة مثل أن نبنى عمارة مكان كل منزلين مثلاً فيرفض بمنتهى القوة وتبدأ الأعذار ويطالب فقط بسقف لغرفته ومجرد أعمال محارة وياريت بطاطين علشان البرد وكلما حاولت إقناعه بأن المشكلة أكبر واشمل فتجده لا يكترث ولا يهمه ولاينظر للمصلحة العامة بل ينظر إلى مشكلته فقط وهكذا يخسر هو شىء ويخسر الشعب الكثير. ولا ننسى المريض فى المستشفى فعندما لا يجد من يعالجه يبدأ فى البحث عن طبيب يعرفه ليقدم له الخدمات المتاحة وينجح المريض فى الفوز بالخدمة المتميزة ويخسر باقى المرضى فلو وضعت ضوابط لأداء هذه الخدمة التى من المفترض أن تكون خدمة متميزة للجميع وليس للشخص وحده الذى يخرج مختالاً فخوراً بما حاز من خدمة عالية الجودة.

ونعود للمدارس فلم يهتم أحد بمستوى المدرسة ولا مستوى المعلم وبحث كل والد ووالده عن المدرس الأفضل لابنه ودفع له كل ما يطلبه حتى يرتفع بمستوى ابنه فى الوقت الذى يتهرب من حتى دفع مصاريف المدرسة فهو لم يهتم بمنظومة ولكنه قرر أن يهتم بنفسه وبطريقته مهما تكلف من مصاريف إضافية ولم يهتم بما سيحدث لابنه الثانى والمؤكد أنه سيحل نفس المشكله بنفس الطريقة وهكذا نخسر مجالا آخر من المجالات لأننا لا ننظر لحل المشكلة سوى من وجهة نظرنا فقط وكما قال المثل الشعبى (كل برغوت على قد دمه) بمعنى على قد فلوسك روح لمدرسك.

ثم تأتى المشكله الأهم والأشمل فطالما لم يقترب منى أحد فالدنيا ربيع والجو بديع ومصر بخير وعندما تحدث مشكلة لجار أو صديق فلا نهتم به بل نبحث له عن سوابق لمشاكله معنا ولكن عندما تحدث لنا نفس المشكلة نبدأ فى هدم المعبد وفى سب كل من حولنا ونبدأ فى لملمة أوراقنا وتبرير الموقف ولا نفكر لحظة فى ما فعلناه فى السابق من تجريح للجار أو الصديق وهكذا عذرنا لأنفسنا وليس لغيرنا المواضيع كثيرة والهروب من واقعنا عادات سيئة سنورثها لأبنائنا رغم أننا لم نورثها من آبائنا الذين واجهوا بنا الحياة رغم قسوتها وصعوبتها.

مشاكلنا لن يحلها إلا المواجهة لن يحلها إلا القوانين المُلزمة للجميع لن يحلها إلا الضوابط لو تركنا كل شخص يحل مشكلته بنفسه سنتحول لمجموعات وقبائل وستفقد الدولة سيطرتها على كل شىء على المستشفى وعلى المدرسة وعلى كل مفاصل الدولة وهنا تتحكم فئات فى فئات وتدفع الدولة الفاتورة من هيبتها ويدفع الناس الفاتورة من جيوبهم ونفعل بأنفسنا مالم تفعله مليارات الأعداء والمتربصين بنا نخسر كل يوم شىء حتى يأتى اليوم الذى نخسر فيه كل شىء لابد من عودة الدولة فى مدارسها وفى مستشفياتها وفى حل مشاكل مواطنيها وفى حل مشكلة العشوائيات نحن نبنى دوله جديدة ولو بنيناها على الأساس القديم ستنهار بسرعة ولو بنيت على أساس متين سنعلو بها ونرتفع إلى عنان السماء.












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة