فى محاولة للوقوف على تأثر انقطاع التيار الكهربائى على مؤسسات الدولة، والحياة المعيشية للناس بشكل عام، رصد "اليوم السابع" تأثيره على "مستشفيات قصر العينى، وحميات إمبابة، والمركزى"، والمخابز، ومحطات تمويل السيارات، والمشاريع الصغيرة، وثلاجات الفواكه الكبرى، والمنازل ..إلخ
أيضاً المستشفيات الحكومية، ومحطات البنزين " مصر للبترول متوقفة ولا بديل لتشغيلها حال انقطاع التيار الكهربى، وعلى الرغم من تواجدها بمناطق حيوية كميدان الجيزة ورمسيس، إلا أن انقطاع التيار لا يستثنيها، لتقف تماما عن العمل ويصاب معها المرور بشلل تام.
فى أحد المحطات التى رفض مديرها ذكر اسمه واشترط لكلامه، عدم ذكر فرع محطته، قال: "نتوقف عن العمل تماما أثناء انقطاع التيار الكهربائى، ولا مولدات تغيثنا وتغيث الناس معنا، لنتعرض لخسارة كبيرة، لا يمكننى تحديدها ولكنها يومية وليست هينة".
المحطات الخاصة ك "موبيل، والتعاون"، لم تكن فى مبعدة عن الأمر ففى محطة "موبيل" مينا هاوس منطقة حسن محمد بشارع الهرم قال مديرها "ينقطع التيار الكهربائى لدينا كثيرا، ومعه تتوقف المحطة كاملا عن العمل، ويصل انقطاع الكهرباء أحيانا إلى عشر ساعات متقطعة أو كاملة، ليعرضنا لخسارة فادحة.
وعن عدم استخدامهم للمولدات قال "الطلمبات تحتاج إلى ضغط عال "380" فولت ثلاثة أوجه، وهذا لا يوفره المولد.
وأضاف: "يتم إيقاف" الطلمبات، ومعدات الصيانة الميكانيكية، وطلمبات ضخ الزيت، أيضا الكوريك والأنوار والكهرباء، والـ "مينى ماركت" والكاشير، وتكون المبيعات صفر .
وعن الخسائر المادية التى تلحق بهم يقول حسن معوض من محطة التعاون "بالنسبة للعمال فإنهم يسترزقون من "البقشيش" إلا أنه يتوقف بتوقف المحطة، كما أن صاحب المحطة يتعرض للخسارة يوميا بسبب ذلك، وكل هذا يؤثر على الاقتصاد بشكل أساسى.
فساد الأجهزة الكهربائية
للمشكلة وجوه كثيرة، أحدها ما تتعرض له ربات المنازل من فساد أجهزتهن المنزلية، كالتكييف والثلاجة، والخلاط، والمروحة، وربما فساد الأطعمة أيضا.
تقول بثينة محمود، من العبور ربة منزل "استيقظنا صباحا لنجد الحياة متوقفة تماما، بداية من الثلاجة التى فسد محتواها، بإذابة الثلج وتساقطه على باقى الغذاء، مرورا بتوقف التكييف عن العمل، وانتهاء بالغسالة، متابعة فى سخرية": "حتى بتاع الطعمية وقف شغل ومعرفناش نفطر".
الأمر برمته تكرر مع نجوى محمود، من الهرم تقول: بنعمل جمعيات علشان نحوش تمن الأجهزة اللى بتبوظ، ومضطرين نشتريها تانى، وهتفسد للمرة التانية، من أين نأتى بتلك الأموال، فى ظل البطالة وارتفاع الأسعار الذى نعانيه، ارحموا الرحمة حلوة.
خسائر فادحة
كانت البداية مع أحد محلات الحلويات بمنطقة المهندسين وقال "إن انقطاع الكهرباء سبب له خسائر كبيرة، قد تضطره إلى تغيير نشاطه التجارى، خاصة فى ظل انقطاع التيار الكهربائى أكثر من مرة فى اليوم الواحد ولمدة تتجاوز الساعتين.
وأوضح: " بحكم أن الحلويات لا تصمد فى الحرارة المرتفعة وتحتاج إلى تبريد مستمر فإن انقطاع الكهرباء ولمدد طويلة يعنى فسادها وتحولها إلى عجين، مما يضطره للعدول عن بيعها.
وقال إن فصل الصيف كان يمثل فى الماضى رواجا اقتصاديا له بحكم أن الأفراح عادة والحفلات تتم فى ذلك الوقت من العام ولكنه لم يجن سوى الخسائر المتتالية والتى وصلت إلى أكثر من 10 آلاف جنيه.
خسائر انقطاع التيار لم تقتصر على محلات الحلويات وحدها، بل امتد لتشمل أنشطة تجارية أخرى فمن داخل أحد المطاعم الشهيرة بمنطقة الدقى، و قال "ع.م" المدير الإدارى للمطعم، إن انقطاع التيار الكهربائى تسبب فى خسائر هائلة خاصة أان فترات الانقطاع تصل إلى 3 فترات يوميا.
وآوضح أن المطعم يحتوى على عدد كبير من الثلاجات المجهزة والتكييفات والذى تسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء فى تلف عدد كبير منها إلى جانب الأطعمة الموجودة بها.
مؤكدا أن قيمة الخسائر فى أحد فترات الانقطاع، والتى تعدت الـ5 ساعات تجاوزت مبلغ 40 ألف جنيه ما بين تلف معدات وأطعمة.
وأوضح مالك المطعم، أن الخسائر لا ترجع إلى تلف المعدات أو الطعام فقط وإنما إلى جانب ذلك هناك ضعف الإقبال على المطعم فى ظل انقطاع التيار بسبب الحرارة الكبيرة مع وجود عمالة ضخمة.
وتابع: " قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية للمطعم تتجاوز مبلغ 12 ألف جنيه فلماذا لا أحصل على حقى طالما أقوم بسداد ما على للدولة؟
تلف ثلاجات مجمدات سعرها " 20 ألف جنيه"
"ده خراب بيوت " .. تعبير أطلقة أحد ملاك الثلاجات المجمدة بمنطقة الوايلى التى تقوم بالتوريد إلى تاجر التجزئة على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائى
وقال إن الكهرباء تمثل العمود الفقرى لتجارته التى يبلغ حجمها 60 ألف جنيه أسبوعياً تتنوع ما بين لحوم حمراء وبيضاء فضلا عن الأسماك والمسلى.
ويؤدى انقطاع الكهرباء إلى تلف وفساد بعض الأطعمة خاصة إذا ما امتدت فترات الانفطاع إلى ساعات متواصلة إلى جانب تلف الثلاجات التى يتعدى ثمنها أكثر من 20 ألف جنيه وهو ما حدث بالفعل وأدى إلى تلف ثلاجتيين.
وطالب الحكومة بوجود جهه تقوم بتعويض التجار عن الخسائر التى تلحق بهم، نتيجة سبب لا يد لهم به وهو انقطاع التيار الكهربائى.
وفى نفس السياق أكد مدير أحد فروع أسواق بمنطقة شبرا، أنه حال انقطاع التيار، فإنهم يقومون باتخاذ بعض التدابير التى تقلل من نسبة الخسائر ولا تمنعها، ومنها غلق البواب نهائيا أمام المستهلكين، وذلك حتى يتم الحفاظ على درجة البرودة الموجودة قدر الإمكان، إلى جانب وضع بعض الأطعمة فى "ثلاجات عالية البرودة "الفريزر"، والتى غالبا ما تكون محتفظة بدرجة برودة، تكفى لحفظ تلك الأطعمة لحين عودة التيار مرة أخرى.
حتى الجزارين ..!
قال حسن خليل، تاجر اللحوم "جزار" بمنطقة شبرا، إن انقطاع التيار الكهربائى،خاصة فى ظل ارتفاع درجة الحرارة العالية تسببت فى خسائر كبرى له، وأوضح أن اللحوم لا تصمد طويلا أمام درجة الحرارة المرتفعة، وأنها تحتاج إلى التبريد المستمر.
خاصة بعض الأنواع مثل لحوم "الضانى أو الكبدة والبفتيك"،. ومع صعوبة اللجوء إلى شراء مولدات ليس لارتفاع سعرها، ولكن لوجود أزمة فى توافر البنزين والسولار فإنه يضطر إلى رفع الأسعار على المستهلكين، مبررا تصرفه بقول: "هعمل إيه ما هو الخسارة مش هاتحملها لوحدى".
انقطاع التيار الكهربائى يتسبب فى خسائر تقدر بآلاف وهو ما يوضحه عطية حماد رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية الذى وصف الانقطاع الكهربائى بشكل متتالى ولمدد كبيرة بالكارثة.
وقال حماد، إن محافظة القاهرة يزيد عدد المخابز بها عن 3 آلاف مخبز ويؤدى انقطاع التيار الكهرباء لمدد كبيرة الى توقف عدد كبير منها عن العمل فضلا عن الخسائر المادية التى تلحق بها سواء من تلف" العجين " أو تلف الماكينات.
وأضاف حماد أن كل فرن يستهلك يوميا فى المتوسط حوالى 4 أجولة من الدقيق وينتج الجوال الواحد منها والذى يزن 70 كيلو 1200 "رغيف" وهو ما يعنى أن الخسارة التى تلحق بصاحب المخبز فى حالة انقطاع التيار لممد كبيرة قد تصل إلى 2000 جنيه.
من جانبه قال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية أن خسائر الثروة الداجنة قد تصل إلى 20% من إجمالى حجم التجارة بها، خاصة فى المزارع المغلقة، متوقعاً ارتفاع أسعار الدواجن خلال الأيام المقبلة.
موضوعات متعلقة
التوك شو: "الكهرباء": الوزير لم يُغادر غرفة التحكم حتى إعادة كل الأحمال.. هانى سرى الدين: أولويات الإصلاح ملتبسة ويجب تطوير المؤسسات.. "التوثيق الأثرى": هرم زوسر مُهدد بالخروج من اليونسكو لتشويهه
الطاقة الشمسية من وسيلة بدائية لتسخين المياه إلى خطة لدعم الاقتصاد.. الرهبان أشعلوا منها ميزان المذبح.. و"أرشميدس" حرق بها سفن الرومان.. والحرب العالمية الأولى أجهضت حلم مصر لاستخدامها فى توليد كهرباء
المشروعات الصغيرة تدفع فاتورة انقطاع الكهرباء..خسائر المشروع تصل لـ 10 آلاف جنيه شهرياً.. والدواجن تصل إلى 20 % من إجمالى حجم تجارتها.. والمخبز الواحد 2000 جنيه.. وتعطل ثلاجات المجمدات خسارة إضافية
الأحد، 07 سبتمبر 2014 02:13 م
انقطاع الكهرباء
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة