قبل عامين أدركت المخرجة السينمائية الإيرانية "رخشان بانى اعتماد" أنه لا فرصة أمامها كى تعرض فيلما روائيا فى إيران عن مشاق البطالة وتعاطى المخدرات وضرب الزوجات، لذا قامت بدلا من ذلك بإخراج سلسلة من الأفلام القصيرة.
وتقول اعتماد إن حقيقة أنها جمعت هذه الأفلام القصيرة فى فيلم واحد روائى طويل ستنافس به الآن على نيل الجائزة الكبرى فى مهرجان البندقية السينمائى الدولى تظهر أن قيادة إيران الجديدة قد اتسع أفقها.
وقالت خلال مقابلة مع رويترز فى البندقية، حيث نال فيلمها استحسان النقاد "صحيح أن المسائل التى نتطرق إليها هى مسائل إيرانية لكنها أيضا قضايا عالمية."
وفى الوقت الذى يعانى فيه الشرق الأوسط من بؤر الصراعات تأمل "بانى اعتماد" أن يؤدى توزيع فيلمها "قصة" على نطاق أوسع إلى مساعدة الناس فى الشرق الأوسط وخارجه على فهم بعضهم بعضا بشكل أفضل.
ولا تقدم "بانى اعتماد" صورة وردية للحياة فى طهران. وتعرض مشاهد من الحياة اليومية مثل ملجأ للزوجات اللواتى تعرضن للعنف حيث يتوسل زوج مدمن للمخدرات- شوه زوجته بسكب ماء مغلى على وجهها- كى تعود إليه.
ولم ينل تصوير "بانى اعتماد" للجوانب القاسية والفاسدة من الحياة فى طهران مباركة حكومة الرئيس السابق المتشدد محمود أحمدى نجاد، واضطرت المخرجة لتصوير سلسلة من الأفلام القصيرة لأنها لم تكن على استعداد لتقديم التنازلات التى كانت تحتاج إليها لنيل الموافقة على تصوير فيلم طويل.
وبعد انتخاب حسن روحانى رئيسا للدولة العام الماضى أصبح بإمكانها دمج هذه الأفلام لتصنع فيلمها الروائى الحالى، والذى ما زال يعرض كسلسلة من الأفلام القصيرة عن شخصيات تتقاطع جوانب حياتها.
وتقول "بانى اعتماد" إن الفيلم حصل على "ترخيص للعرض فى إيران ونأمل أن يعرض خلال الشهور القليلة المقبلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة