أثارت موضة تقديم المطربين المصريين والعرب أغانى مع مطربين أجانب جدلا فى الوسط الفنى ما بين مؤيد لها، ومعارض لوجودها، بعدما انتشرت هذه الظاهرة مؤخرا بشكل كبير، حيث قدم المطرب تامر حسنى فى ألبومه الأخير 180 درجة أغنية «welcome to life»
مع المطرب العالمى أيكون وقبلها قدم أغنية «Smile» مع المطرب العالمى شاجى، ومن قبله قدمت المطربة غادة رجب أغنية «دايما معاك» مع المطرب التركى سلامى شاهين من ألبومها صورتى.
ولم يقتصر الأمر على الأغنيات فقط، بل تم تقديم برامج خصيصا لخلط الأغانى العربية بالأجنبية، ومنها برنامج coke zero، ويصف الموسيقار جمال سلامة هذه التجارب بـ«الفاشلة»، وأرجع الأسباب إلى أن المطرب الذى يخاطب جمهورا عربيا إذا قدم أغنية بها مقاطع باللغة التركية فإن المستمع يصاب بالتشتت، وخاصة الذى لا يعرف معنى هذه اللغة وسينصرف عنها.
ويضيف سلامة فى تصريحات لـ«اليوم السابع»، قائلا: «إذا كان المستمع من محبى ومعجبى الفنان، من الممكن أن يحفظ المقطع العربى، ولكن عدم فهمه للمقاطع الأجنبية سيشعره بعدم ارتياح عند سماع الأغنية».
وأضاف الموسيقار أن التجديد لا يكون أبدا عن طريق طمس الهوية العربية للأغنية، ولكن فى حالة إذا ما أراد الفنان التوجه للجمهور الأجنبى فعليه أن يخاطبهم بلغتهم، موضحا أنه سبق أن قدم لحن أغنية فرنسية للنجمة ماجدة الرومى وقامت بغنائها فى باريس ولم تذع فى الوطن العربى لأنها أرادت بهذه الأغنية أن تخاطب الجمهور الفرنسى.
وتساءل قائلا: «ماذا يريد هؤلاء؟ هل يريدون أن يثبتوا لنا أنهم يتحدثون أكثر من لغة؟ أم لديهم اعتقادا أنهم يحدثون تطورا وثورة فى الأغانى العربية؟»، واستكمل: «من الأفضل لهم بدلا من أن يقدموا أغانى «السلطة» يحاولون انتقاء كلمات عربية جيدة لغنائها، لأن الأشعار التى تقدم فى الأغانى الموجودة على الساحة ضعيفة وإذا أرادوا التطوير فعليهم أن يبحثوا فى عمق الثقافة العربية الزاخرة واللغة العربية العامرة»، وتابع: «معظم الأغانى التى تقدم من هذه النوعية لا تعيش فى وجدان الجمهور، لأنها تعد تجارب فاشلة، وإن تجاوب معها الجمهور لفترة قصيرة فهذا لا يعد نجاحا».
بينما يرى الموسيقار هانى مهنى أن هذا النوع من الأغانى يقدم منذ زمن بعيد، ولا بأس به طالما يعجب الجمهور، ويقبل عليها، خاصة الشباب الذين يجيدون اللغتين العربية والإنجليزية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الأغانى أثبت قدرته ونجاحه، والدليل على ذلك إقبال الجمهور عليه وقيام المطربين بتكرار تجربة تقديم هذه الأغانى.
وأضاف مهنى لا أعتقد أن الفنانين أخطأوا فى هذا تقديم هذا النوع من الأغنيات لأنهم يعلمون جيدا جمهورهم المستهدف، وضرب الموسيقار مثلا بالمطرب تامر حسنى قائلا: «جمهور تامر أصبح من المألوف لديهم سماع أغان باللغتين العربية والإنجليزية، خاصة أن «الفرانكو» لديهم أصبح أسلوب حياة، والشباب يستخدمون «الفرانكو» فى طريقة الكتابة على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى التواصل فيما بينهم»، وتابع: «أظن أن الغرض من تقديم مثل هذه الأغانى هو الوصول للجمهور العالمى، ولكن ليس معنى ذلك تجاهل الجمل الموسيقية العربية لأنها أقوى وأفضل من الغربية بكثير».
وقال مهنى: إن بعض التجارب الجديدة تتعرض لهجوم غير مبرر، ودون مناسبة، وأنا شخصيًا لست مع أو ضد هذه الأغنيات، وأجد أنه لا بأس بها، طالما كانت غير مسلوقة، فالمعيار فى تقييم عمل فنى، يتمثل فى مدى جدية هذا العمل، ومدى التزام واضعيه بتقديم عمل محكم «متعوب عليه»، والمؤكد أنه كلما احترم الفنان جمهوره حقق النجاح.
وأضاف أن كل المجددين تعرضوا للهجوم، إلى درجة أن العندليب الأسمر اتهم فى بداياته بأنه «يغنى زى الخواجات»، مؤكدًا أنه فى كل الحالات فإن رفض العمل أو قبوله هو قرار تتخذه الجماهير بإرادتها الحرة، كذلك إن العمل الذى «يفرقع» دون تجربة حقيقة سرعان ما ينساه الناس، ولدينا أمثلة كثيرة لأعمال حققت جماهيرية طاغية لأيام أو أسابيع ثم انتهت إلى لا شىء.
وقال هانى مهنى: «على الرغم من هذا، فإنه من المفترض أن نحافظ على هويتنا العربية مثلما يحافظ الفرنسيون أو الألمان مثلا على لغتهم لأن اللغة هى الهوية، ونتمنى أن تصل أغنية مصرية بلهجتنا إلى العالمية».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة