عندما تقسو الحياة على فئة ليست بالقليلة، تندسر كافة معانى الإنسانية، وتقتصر حياتهم على العيش بجوار أحد صناديق القمامة أو أحد أرصفة الشوارع الجانبية لأشهر الميادين، وربما يستظل بعضهم بكوبرى من قسوة البرد، فيقتصر طعامهم على كسرة خبز ألقاها أحدهم بعد أن انتهى من وجبته الدسمة، أو بقايا طعام وجدها بالصندوق الذى يرقد إلى جواره، فئة طُحنت بين رُحى الحياة، لا يعلم بعضنا الكثير عن حياتها أو طريقة معيشتها أو مصدر رزقها، ليس لهم مأوى سوى رحمة ربهم.
ففى الوقت الذى يتقاضى فيه البعض مبالغ خرافية تخطت الآلاف، يعيش البعض حياة مأساوية صعبة، ووفقاً لتقسيم الطبقات الذى عهدنا عليه منذ ولادتنا المُتمثل فى طبقة فقيرة وأخرى متوسطة وغنية، أُضيفت إليهم طبقة جديدة وهى طبقة "شديدة الفقر" أو "المُنعدمة"، ولأن الصحافة مرآة المجتمع فقد سلّط "اليوم السابع" الضوء على تلك الطبقة لمعرفة تفاصيل حياتهم اليومية.
تحدثنا إلى أم أمينة وهى إمرأة مُسنة أهلكها الكبر تبلغ من العمر ستين عاماً، تبيع الذرة أعلى أحد الكبارى لتحصل على مصدر رزق لها ولأبنائها، لا يتعدى ربحها اليومى عشرة جنيهات، ما يعادل 250 إلى 300 جنيه شهريا، ولكنها ارتضت بما قسمه الله لها، تعيش إلى جوار زوجها العاجز الذى تجاوز السبعين عاما، تعول خمسة من الأبناء أربع إناث وذكر، جميعم يمكثون ببيت واحد مكون من غرفة وصالة ودورة مياه، وتتحمل نفقات علاج زوجها الذى لا يقوى على العمل، أما الإبن فلا تعلم إن كان حياً أو ميتاً، فقد هجرهم منذ سنوات.
وتقول أم أمينة بنبرات تحمل المرار والحزن، إنها تنتظر الصدقات والإعانات من أصحاب العمل الخيرى، وإنها تحصل على بضع جنيهات من أحد المساجد بعد أن قاموا ودرسوا حالتها وحالة أسرتها، وأضافت"اتمنى من الله أن يمدنى بالقوة حتى أتمكن من تربية بناتى ومساعدتهم حتى يتزوجوا".
أما أم جهاد والتى تبلغ من العمر خمسة وخمسين عاماً، فتعيش فى حجرة من الخشب "عشة" على الرصيف، أصابها المرض بقدمها اليمنى فلا تقوى على العمل، وقالت إنها تعول 5 أبناء "ذكرين و3 إناث" يعيشون جميعاً فى هذه الحجرة، بجوار إحدى بالوعات الصرف، وأن ابناءها الذكور يعملان بالأجر اليومى ولا يقدران على تحمل نفقات الأسرة وأما بناتها فيبيعون المناديل بالإشارات، منتظرين تعاطف أحدهم بالصدقات لسد عجز ما ينفقونه من طعام وشراب طوال اليوم، وأختتمت أم جهاد حديثها قائلة "أتمنى من الله أن يمنحنى القدرة حتى أطمئن على بناتى فى بيوتهن".
عم عبد التواب صالح حالة خاصة، رجل مسن يبلغ من العمر ستين عاماً، كان يعمل فراشاً بأحد المدارس، اتخذ من أرصفة شوارع القاهرة مأوى له، فهو ليس لديه منزل أو غرفة أو حتى "عشة"، ترك عائلته بعد أن فقد القدرة تماماً على سد احتياجاتهم اليومية، بكى عم عبد التواب وتمنى من الله أمنية واحدة وتمنى تحقيقها حيث بكى ورفع يديه إلى السماء وقال "أتمنى من الله أن أُدفن إلى جوار أبنائى".
عبد التواب صالح نائم على الرصيف
أم جهاد وهى تبيع المناديل
أحد غير القادرين على المسكن ينام على الرصيف
أم أمينة على الرصيف تبع الذرة
الأطفال المتضررون من حالة الأسرة فى الشارع
موضوعات متعلقة..
بالصور.. مياه المجارى تتساقط على أصحاب المعاشات ورواد بنك ناصر الاجتماعى بالجيزة.. الصرف بـ"البدروم" والحمام "مُغلق للتحسينات".. مُسنون يفترشون الأرصفة انتظارا لدورهم ويشكون زيادة الفوائد
"اليوم السابع" يرصد معاناة ساكنى الأرصفة.. "أم جهاد" تعيش بجوار بالوعة الصرف الصحى.. و"عم عبد التواب" اتخذ من الأرصفة مأوى له.. و"أم أمينة" تبيع الذرة على الكبارى لتعول زوجها و5 أبناء
الأحد، 14 سبتمبر 2014 11:25 م
عبد التواب صالح نائم على الرصيف
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هند
ام امينة