قال الكاتب والمفكر السياسى السودانى الدكتور الباقر أحمد عبد الله، إن الزيارة التى من المتوقع أن يقوم بها الرئيس عمر البشير إلى مصر خلال الأسبوع المقبل، كرد للزيارة التى قام بها مؤخرا للخرطوم الرئيس عبد الفتاح السيسى، تأتى فى ظل الكثير من المعطيات الإيجابية التى باتت تحكم علاقات البلدين، مثل افتتاح المعابر والمواقف شبه المتجانسة بين السودان ومصر فيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبى، إضافة إلى زيارة الوفد الوزارى الاقتصادى المصرى مؤخرا للسودان فى محاولة للدفع بالعملية التجارية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين.
وأضاف الكاتب السودانى ـ الذى يشغل منصب المدير العام ورئيس التحرير المكلف لصحيفة (الخرطوم) بعددها الصادر اليوم الاثنين - "لا شك أن مصر أعطت الكثير من جانبها الذى يؤكد اهتمامها ورغبتها فى الالتفاف حول أى خلاف مع السودان".
وقال الباقر - فى مقاله بعنوان (الزيارة المرتقبة للبشير إلى أرض الكنانة) - "إن المطلوب من الدبلوماسية فى البلدين الشقيقين، رعاية هذه المنجزات بحيث تعود العلاقة أفضل مما كانت عليه من قبل، لنتجاوز من خلال ذلك كل المعضلات التى يحاول أن يلعب عليها البعض، وهو أمر يتطلب من عناصر المجتمع المدنى فى كل من السودان ومصر وأجهزة الإعلام على وجه الخصوص الحد من أى تناقض جانبى والعمل على دعم هذا التوجه الإيجابى الهادف، وبذلك وحده تعود المياه إلى مجاريها بالصورة التى تخدم طموحات أبناء وادى النيل، وتحقق ما ظل يتطلع إليه المواطن فى شمال وجنوب الوادى من وحدة حقيقية فى ظل عالم أصبح بمثابة القرية الكونية الصغيرة".
وأشار إلى أن عملية الوحدة الإقليمية كان السودان ومصر أول من بادر بها فى النصف الأول من القرن الماضى، قبل قيام ما عرف اليوم بالسوق الأوربية المشتركة ومجلس التعاون الخليجى، وقال "إذا كان الاستعمار البريطانى قد عمل بكل جهده للحيلولة دون الوصول إلى هذا الهدف القومى الاستراتيجى فإننا نعتقد أن الظروف المواتية هى اليوم أكثر استعدادا من أى وقت مضى".
وأضاف "إن الفتور الذى شاب العلاقات بين بلدينا فى السنوات الأخيرة قد أحدث ضررا بليغا بين الشعبين الشقيقين، وأهدر العديد من الطاقات والمصالح المشتركة التى كان من الممكن أن تتحقق".
وقال "إن الزيارة المرتقبة للرئيس البشير يفترض أن تلعب دورا رائدا ورائعا فى اتجاه تعويض الكثير من المشاريع التى كان من الممكن أن تحقق العديد من المصالح، ليس لبلدينا فقط وإنما لأمتنا العربية، لسد أية فجوة متصلة بالغذاء بين أبناء أمتنا بل والعالم كله على أساس أن السودان يملك الأراضى المستصلحة والمياه، وهو ما يؤهله لأن يصبح سلة الغذاء للعالم كله، كما تملك مصر تقنية عالية وأيدٍ ماهرة وهو أمر مطلوب فى المرحلة المقبلة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة