أكد ضابط الاستخبارات الأمريكى السابق جراهام فولر، أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان هو أكثر المتضررين من ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم محمد مرسى فى مصر، حيث لم تقض فقط على حلفائه فى جماعة الإخوان بل أعادته إلى كوابيس الدور السياسى للجيوش الوطنية، حين أعادت تلك الثورة الجيش المصرى مجددا إلى مسرح الأحداث وقضت على أحلام أردوغان فى استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية من خلال صعود حلفائه من الإخوان إلى سدة الحكم فى مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن.
ورأى فولر، الرئيس السابق للمجلس الوطنى للاستعلامات بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى.آى.إيه)، فى كتابه الصادر بالإنجليزية مؤخرا فى واشنطن تحت عنوان "تركيا والربيع العربى: القيادة فى الشرق الأوسط"، أن تركيا دولة عضو بمنظمة حلف شمال الأطلسى (ناتو) الذى يعارض أى دور سياسى لجيوش الدول الأعضاء بالمنظمة.
وذكرت وكالة أنباء "إخلاص" التركية اليوم الثلاثاء أن فولر أوضح أن "هناك أسبابا عديدة وراء فقدان أردوغان الكثير من شعبيته بالعالم العربى وتراجع الحديث عن الإعجاب بالنموذج التركى بين الجماهير العربية بسبب فضائح الفساد التى تورط فيها، والتوترات السياسية التى هيمنت على بلاده نتيجة قمع المتظاهرين غير أن السبب الرئيسى يتمثل فى ربط مصيره بمصير جماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف فولر أن أردوغان "سارع باعتبار ثورة 30 يونيو انقلابا عسكريا بالإضافة إلى مهاجمة شيخ الأزهر الذى يحظى بمكانة مركزية روحية فى العالم الإسلامى السنى وبالتالى أحرق جسور التواصل مع القاعدة العريضة من الجماهير العربية".
وأشار فولر إلى أن "أردوغان يعد نموذجا جيدا لاحتقار الإسلاميين للديمقراطية حيث لا يقبلون عليها إلا مضطرين باعتبارها مجرد سلم يصعدون به إلى السلطة وما أن يتحقق هذا الهدف فإنهم يحطمون هذا السلم فلا هم ينزلون ولا غيرهم يصعد"، بحسب قوله.
وقال فولر إن "تجربة حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، والذى يحكم تركيا منذ 12 عاما، تبرز بوضوح أن تيار الإسلام السياسى يتحفظ تماما إزاء أى ممارسات تعبر عن الليبرالية الحقيقية ويضيق بتعدد الآراء ولا يتقبل الرأى الآخر بسهولة كما ينظر بعين الشك والريبة إلى كل حديث حول الحريات العامة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة