عندما تغرس قدمك بلاد الذهب كما أطلق الكثير عنها، مثلث حلايب وشلاتين جنوب البحر الأحمر، بالقرب من الحدود المصرية السودانية، ترى العجب العجاب، من التراث والتاريخ والجبال الشامخة المليئة بالمعادن وكنوز طبيعة حباها الله لمصر.
من ضمن تلك المعالم التى أقيمت منذ زمن بعيد آبار المياه ذات الماضى الكبير الذى يعود إلى ما قبل الاحتلال الإنجليزى على مصر، استخدمها أهالى منطقة مثلث حلايب وشلاتين، لاستخراج مياه شربهم منها.
"اليوم السابع" حصل على صور نادرة لتلك الأبار، واستمع لمشايخ وشباب المناطق لمعرفة تاريخ تلك الآبار ومنذ متى حفرت، ولمن خصصت ومن حفرها، وتنسب لأية قبيلة.
قال أبو عبيدة عيسى من شباب مثلث حلايب وشلاتين، أن تاريخ تلك الآبار فى مثلثنا معروف للكبير والصغير، وجدودنا قصوا لنا عن تاريخها، وتداولت بيننا، مؤكدًا أن تلك الآبار كانت فى البداية عيون تخرج منها المياه، فى قلب الصحراء، وكان منها الصالح للشراب والآخر كانت مياه بها بعض الملوحة.
وأضاف أبو عبيدة عيسى لــ"اليوم السابع" أن صحراءنا قديمًا، كانت تسمى "صحراء عيذاب" وكانت توجد بالقرب من شواطئ الشلاتين، وميناء الحجاج القديم والذى كان يسمى بـ"ميناء عيذاب" يأتى الحجاج من جميع أنحاء محافظات الجنوب ليسلكونه إلى الأراضى السعودية.
وأوضح عيسى أن تلك العيون منتشرة فى المنطقة، بطريقة كبيرة جدًا، وكان يمر عليها الحجاج أثناء رحلتهم بصحراء عيذاب، وعند الاحتلال الإنجليزى على مصر، ووصولهم لمثلث حلايب وشلاتين بحثًا عن الذهب، والتنقيب عنه، أخبرهم الذهب عن أماكن تلك العيون، فقاموا بتعقيمها، وحفرها على هيئة آبار.
وأوضح أبو عبيدة أن الإنجليز قاموا آنذاك، بعمل تحديد رسوم لأراضى المنطقة للقبائل، وكل قبيلة استحوذت على البئر التى تقع فى أرضها، مؤكدًا أن تلك الآبار عقمها الإنجليز ومنذ أن عقمها الإنجليز لم تعقم حتى الآن والناس تستخدمها والجمال فى الشرب وأغراضهم اليومية.
ومن تلك الآبار المنتشرة والقديمة بمثلث حلايب وشلاتين، بئر "قومدليم" وسميت بهذا الأسم نسبة لوادى قومدليم، وتعتبر من الآبار المشهورة والتاريخية والتى ما زالت كما هى على مر العصور، وتتبع فرع الحمدوراب وأميراب التابع لقبيلة البشارية، ويقع وسط المخر بوادى الدئيب وأصبحت الآن محاطة بتجمعات كثبان رملية والتى تنتقل مع الرياح الصحراوية.
واستكمل أبو عبيدة حديثه عن البئر بأنها فى مسار حركة الجمال للدخول من منفذ فنات من السودان، والذى دائمًا ما تتجمع إعداد كبيرة من الجمال حول البئر.
والبئر الثانى يسمى بئر "أدلديت" ويتكون من بئرين - بمنطقة أدليت، على ساحل البحر.
ويعتبر أدلديت من الآبار المهمة لسقاية الإبل البشارية المعروفة ومرابطها وهى من الآبار المالحة لقربها من البحر والتى لا تصلح لشرب البشر ويعتبر هذا الموقع مهمًا جدًا لسقاية الإبل التى تأتى من السودان إلى جميع محافظات مصر وإلى خارج مصر.
وأيضًا من الآبار المشهورة والتى لها تاريخ بالمنطقة بئر "شناى" وسميت بهذا الاسم نسبة لأحد المحاربين القدامى بالمنطقة وتعتبر من الآبار المشهورة فى المنطقة وهى من الآبار الصالحة للشرب وتتبع البشارية قبيلة العلياب فرع الشنايب.
وكذلك بئر مبارك (قرت) وتتبع قبيلة البشارية العلياب فرع بالقابا وتعتبر من آبار السقاية المشهورة التى تمر بها إبل المرعى الخاصة بقبيلة البشارية.
وعلق محمد أحمد من شباب المنطقة أن هناك عرف يتبعه مشايخ القبائل بالمثلث وأبناؤهم من بعدهم، أن الإبل فى جنوب مصر تعرف أنها تملك لقبيلة معينة، عن طريق وشوم معينة لكل قبيلة تعرف بها إبلها، ولا حدود للصحراء مع الإبل أى فى أى مكان تكون الجمال وترعى وتسير وراء ظهور العشب، فإذا مرت أثناء رعيها على بئر ليس لقبيلتها التى تتبع لها، ولم يقدم لها الماء من قبل القبيلة الأخرى، يقام مجلس للعرب لمحاسبة صاحب البئر.
بئر إيقات
بئر إدلديت
بئر قرت
بئر شناى
موضوعات متعلقة..
حملة تنمية حلايب وشلاتين توزع 20 ناقة على الأسر الأكثر احتياجاً
بالصور.. نرصد أهم آبار حلايب وشلاتين.. قومدليم وأدلديت وشناى وقرت.. حفرها الإنجليز خلال رحلتهم للبحث عن الذهب.. لجأ إليها الحجاج للتزود بالمياه.. ويستعين بها الأهالى والإبل للشرب
الثلاثاء، 19 أغسطس 2014 08:29 م
بئر إيقات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سوداني
!