تواصل الحكومة جهودها فى دعم المشروعات الاستثمارية الكبرى، خاصة فى مجال الزراعة، ومنها وعد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، بزراعة 4 ملايين فدان، وتولى الحكومة مشروع توشكى اهتماما كبيرا، العملاق وتستهدف زراعة 540 ألف فدان، بواقع 108 آلاف فدان سنوياً، تروى عن طريق الرى، و30 ألف عن طريق الآبار.
ويعد توشكى الذى وضع حجر أساسه عام 1996، أحد أهم المشروعات القومية فى مجال الزراعة لتوفير ملايين المنتجات الزراعية المختلفة، وأعطى الرئيس قبلة الحياة مرة أخرى إلى المشروع الذى دشنه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، فى 9 يناير 1997 لاستصلاح واستزراع 540 ألف فدان حول منخفضات توشكى، من خلال تخصيص الأراضى لمستثمرين ولشركات تابعة للدولة، فى إطار خطة الدولة لتوسيع رقعة المساحة المنزرعة من 5% إلى 25% من مساحة مصر بكل ما يترتب عليه من آثار ديموجرافية واقتصادية واجتماعية، وحدد عام 2017 كموعد للانتهاء من المشروع.
وخصص فى 16 سبتمبر 1998، 100 ألف فدان فى توشكى لشركة المملكة للتنمية الزراعية التى يرأسها رجل الأعمال الوليد بن طلال، وفى 1998 صدر تقرير للجهاز المركزى للمحاسبات يؤكد زراعة 13 ألفًا و200 فدان، من إجمالى 540 ألف فدان، أى بنسبة 4.2%، وفى 2003 بدأ ضخ المياه فى ترعة الشيخ زايد، وهى القناة الرئيسية للمشروع، وفى أبريل 2006 اتهم عدد من نواب المعارضة فى مجلس الشعب الحكومة بإهدار المال العام، وإنفاق المليارات على المشروع دون عائد، مؤكدين أن المساحة المزروعة لم تتجاوز 4 آلاف فدان من إجمالى 540 ألف فدان، بتكلفة 7 مليارات جنيه صرفت بمعدل مليون و750 ألف جنيه للفدان الواحد، وفى أكتوبر 2010 قال محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والرى آنذاك، إنه تم إنجاز 96% من مشروع توشكى، باستثمارات بلغت 7 مليارات جنيه، وفى 7 يونيو 2011 تم توقيع اتفاقية جديدة بين وزارة الزراعة وشركة المملكة للتنمية الزراعية، بعد إلغاء العقد القديم.
وزار إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، فى 23 يوليو 2014 مشروع توشكى للتعرف على المشاكل التى تواجهه، بعد قرار الرئيس السيسى بالبدء فورا فى استكماله، حيث تم تخصيص مساحة 100 ألف فدان على فرع (1) لشركة المملكة للتنمية الزراعية، لم يتم استصلاح إلا 600 فدان فقط, ودشنت الشركة محطة رفع لاستصلاح 1400 فدان إضافية خلال عام 2009, وأفادت أن خطتها تقوم على استصلاح 20 ألف فدان خلال السنوات الثلاث المقبلة, وللشركة مزرعة تجريبية على مياه الآبار الجوفية فى مساحة 1000 فدان تم زراعة 400 فدان منها.
فيما خصصت مساحة 45 ألف فدان لشركة جنوب الوادى للتنمية، منها 35 ألف فدان على دليل فرعى (1,2)، و10 آلاف فدان على فرع (2)، وزرعت الشركة 13.5 ألف فدان واستصلاح 6.5 ألف فدان لتصبح المساحة الإجمالية 20 ألف فدان بنهاية عام 2009، وهناك مزرعة تجريبية مساحتها 300 فدان قائمة على مياه الآبار الجوفية.
بينما خصصت مساحة 25 ألف فدان لشركة الراجحى للتنمية الزراعية، كمرحلة أولى من إجمالى مساحة 100 ألف فدان على دليل فرعى (1,2)، وتم زرع 5 آلاف فدان واستصلاح 10 آلاف فدان أخرى واستصلاح بقية المرحلة الأولى بنهاية عام 2009، وتخطط الشركة لاستصلاح كامل للمساحة حتى عام 2011، فيما خصصت مساحة 100 ألف فدان لشركة الظاهرة الزراعية على فرع (3)، تنتظر الانتهاء من دليل (3,4)، وتم تخصيص مساحة 17 ألف فدان للقوات المسلحة على دليل فرعى (1,2)، وتم الانتهاء من رفعها مساحياً، وحصر تصنيفى للتربة ولم تبدأ أعمال الاستصلاح والزراعة بعد، وخصصت مساحة 10 آلاف فدان على دليل فرعى (1,2) لمدينة توشكى الجديدة.
وما زالت هناك مساحات تصل إلى 30 ألف فدان على دليل فرعى (1,2)، وعلى فرع (2) سيتم تخصيصها للاستثمار، وجار تسليم عدد 62 بئرا للهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، حفرتها وزارة الموارد المائية والرى بمحاذاة قناة الشيخ زايد على جانبى طريق أبو سمبل/أسوان، لطرحها إما للمستثمرين أو الشباب، حيث إن البئر الواحد يكفى لرى مساحة من 30 إلى 50 فدانا.
ووجه المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، لتشكيل لجنة من الوزارات المعنية لوضع آلية سريعة للوقوف على توفير الإمكانات المتاحة، لتستكمل الشركات المتعثرة ما تبقى لها من مشروعات داخل مشروع توشكى.
من جانبه، قال اللواء مصطفى يسرى، محافظ أسوان، إنه سيتم استغلال المناطق التى تتوافر فيها كل مقومات البنية الأساسية المتكاملة مثل مشروع توشكى، ضمن استصلاح المساحات المستهدفة فى برنامج الرئيس السيسى، مؤكداً أن ذلك يعتبر بمثابة بداية حقيقية ومتكاملة تسعى إليها الدولة لتحقيق الاستفادة المثلى من توشكى، بجانب العمل على إنشاء 108 آلاف فدان مقسمة على 3 مراحل، كما سيتم الاعتماد على الآبار الجوفية لرى 30 ألف فدان.
وأوضح محافظ أسوان، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المشروع العملاق مخطط أن يقام على مساحة تصل لنحو 600 ألف فدان, فيما بدأ العمل فيه عام 1997 وصرف نحو 6,4 مليار جنيه، ويضم محطة رفع تعتبر من أكبر المحطات فى العالم، حيث ترفع 54 م3 / ث من المياه، وتتعامل أيضا مع أعلى منسوب لبحيرة ناصر وهو 182 م, كما أنها تعمل بالنظام الإلكترونى وتضم 24 وحدة، وأنشئت بتكلفة 2.5 مليار جنيه.
وأشار "يسرى"، إلى أن إستراتيجية توشكى تقوم على ترعة الشيخ زايد الرئيسية، وتتفرع إلى 4 فروع هم 1، 2 ثم إلى 3، 4، لافتاً إلى الانتهاء من فروع 1، 2، 3 فى حين لم يتم الانتهاء من فرع 4، مضيفاً أن كميات المياه تكفى حاليا لرى 400 ألف فدان، وأن 98% من الأعمال الخاصة بالرى داخل المشروع منتهية.
وأضاف المحافظ، أن المشروع يعتبر كمرحلة أولى ضمن برنامج الرئيس السيسى لإنشاء 4 ملايين فدان، حيث سيتم الاعتماد على المياه المتوفرة، بجانب بدء العمل فى 30 بئرا من الآبار الجوفية من إجمالى 250 بئرا، مستهدف دخولهم للخدمة.
وأكد محافظ أسوان، أنه سيتم خلال أسبوع إعداد تقرير عن المشروع بمشاركة كل الجهات المعنية لعرضه على الرئيس، يتضمن عرض المعوقات، المتمثلة فى تعثر بعض الشركات فى تنفيذ مشروعاتها لعدم وجود سيولة, كما أن بعض الشركات لم تظهر الجدية اللازمة علاوة على ضرورة ربط المشروع بالوادى بشبكة طرق، مع توفير بعض مكونات الجذب لخدمة المستثمرين, فضلاً عن البحث عن الصناعات التعدينية وكذا المقومات السياحية.
وتابع "يسرى"، أنه جار إعداد تقرير عن مساحات الأراضى والتقسيمات الممكن توفيرها بمدينة أبو سمبل لرفعها لوزير الإسكان ليتم الموافقة عليها، بالتنسيق مع وزارة الدفاع وطبقاً لقيود الارتفاع وللحفاظ على الطابع المعمارى للمدينة، التى تعتبر من أهم المقاصد السياحية بأسوان.
ومن جانبه، أكد المهندس سيد فتحى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة جنوب الوادى للتنمية، أن الدولة تولى اهتماماً كبيراً ودفعة كبيرة بالمشروع العملاق، وتقدم كل أوجه التعاون بين الشركة القومية للتشييد والتعمير ووزارة الاستثمار.
وأضاف نائب رئيس شركة جنوب الوادى لـ"اليوم السابع"، أن الهدف من إنشاء الشركة استصلاح الأراضى بتوشكى، وزيادة الرقعة الزراعية بحيث تكون مرشداً للمستثمرين، ولفتح آفاق جديدة للاستصلاح والاستزراع وخلق مجتمعات لربط جنوب الوادى بالدلتا وزيادة فرص عمل للشباب، موضحا أنه خصص للشركة 120 ألف فدان على فرع 2 والمتفرع من ترعة الشيخ زايد، من الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعية، لافتا إلى انتهاء الشركة من استصلاح واستزراع 30 ألف فدان، وجار زراعتهم حالياً، وتنقسم المساحة المستصلحة إلى زمام 6500 فدان، ويحتوى على 2 مسقاة، وكل مسقاة تحتوى على محطات، وزمام 23 ألف فدان يحتوى على 9 مساقى مختلفة.
وأوضح "فتحى"، "أنشأنا قرية سكنية للعاملين، البالغ عددهم نحو 1500 عامل، ومخبز آلى ومركز طبى ونادى اجتماعى وثقافى ورياضى ومحطة تنقية لمياه الشرب، وورشة لصيانة الآلات والمعدات ومحطة للتعبئة والفرز وثلاجة لحفظ المنتجات الزراعية"، مشددا على أن خطة الشركة خلال الفترة المقبلة، هى استهداف استصلاح 30 ألف فدان أخرى، خلال المرحلة الثانية و10 آلاف فدان جار تنفيذ البنية الأساسية وأعمال الاستصلاح الداخلية، وتحتاج إلى تمويل لاستكمال العمل، وجار إعداد الرسومات التنفيذية لزمام 20 ألف فدان.
أخبار متعلقة..
وزير الزراعة: نستهدف استصلاح 735 ألف فدان بسيناء وتوشكى وشرق العوينات
الرئيس يمنح توشكى قبلة الحياة.. برنامج السيسى يستهدف زراعة 4 ملايين فدان.. منها 540 ألفا بجنوب أسوان.. والمشروع يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية من 5% إلى 25%.. والمحافظ: نعد تقريرا بأهم معوقات العمل
الخميس، 14 أغسطس 2014 06:49 ص
إبراهيم محلب رئيس الوزراء بمشروع توشكى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة