نتانياهو يأمر بتوسيع عملية "الجرف الصامد" والاستعداد لغزو غزة.. الاحتلال يشن أكثر من 80 غارة حتى الآن ويحشد قواته على حدود القطاع ويستدعى الاحتياط.. والفصائل الفلسطينية ترد بـ120 صاروخا

استمرارا للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وانتهاك المعاهدات الدولية قصف طيران الاحتلال العديد من المواقع المدنية فى القطاع منذ مساء أمس الاثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، مما أوقع عشرات المصابين من الفلسطينيين، كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو تعليماته إلى جيش الاحتلال بتكثيف النشاط العسكرى ضد حركة "حماس" فى غزة وتوسيع العملية العسكرية التى أطلق عليها اسم "الجرف الصامد" والاستعداد لغزو القطاع بريا.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية إن نتانياهو يجرى خلال الساعات الجارية مشاورات أمنية مكثفة فى مكتبه بتل أبيب لتقييم الموقف العسكرى فى الجنوب، كما يجرى رئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال بينى جانتس تقييمات للوضع ويصدر تعليمات إلى قوات الجيش وقفا للتطورات على الأرض.

ونقلت الإذاعة العبرية عن المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال الجنرال موتى الموز، قوله إن سلاح الجو سيواصل خلال الأيام القليلة المقبلة مهاجمة أهداف فى قطاع غزة على نطاق واسع بهدف توجيه ضربة قاسية لحركة حماس وإعادة الهدوء إلى جنوب إسرائيل، حسب قوله.

وأضاف المتحدث العسكرى الإسرائيلى أنه تم نشر لواءين من القوات البرية بمحاذاة قطاع غزة وسيتم استدعاء المزيد من جنود الاحتياط.

فيما قال وزير الأمن الداخلى الإسرائيلى يتسحاق أهارونوفيتش، خلال جولة قام بها صباح اليوم فى مدينة أشدود، إن الحكومة الإسرائيلية أعطت الجيش كامل حرية العمل لضرب "حماس"، وإن احتمال توسيع العملية العسكرية منوط بحماس نفسها وليس بإسرائيل، على حد قوله.

وكان قد أغار سلاح الجو الإسرائيلى منذ دقائق من صباح اليوم على أهداف فى منطقة "بيت لاهيا" و"دير البلح" فى شمال القطاع ووسطه، حيث كان قد أغار على حوالى 50 هدفا فى قطاع غزة مع انطلاق عملية "الجرف الصامد" ضد الفصائل الفلسطينية فى القطاع.

ومن بين الأهداف التى تم قصفها 4جيش الاحتلال حسب بيان صادر عنه نقلته الإذاعة العبرية منازل تعود لنشطاء حماس ضالعين فى عمليات إطلاق الصورايخ, وهم اياد زكيك, وعبد الله حشاش, وسامر أبو دقة, وحسن عبد الله، كما تم قصف 18 موقعا استخدم لإطلاق الصواريخ, و3 منشآت عسكرية بالإضافة إلى 10 أهداف للبنى التحتية.

وقال مصدر عسكرى إسرائيلى إنه يتم الاستعداد لاستدعاء وحدات احتياط إضافية, وان قيادة الجيش تأخذ بنظر الاعتبار احتمال إقدام الفصائل الفلسطينية على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى من القطاع التى قد تستهدف مناطق بوسط إسرائيل.

وكانت مصادر فلسطينية طبية فى قطاع غزة قد أكدت أن 17 شخصاً أصيبوا فجر اليوم الثلاثاء، جراء سلسلة غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة من محافظات القطاع، وصلت إلى أكثر من 80 غارة جوية استهدفت خلالها أكثر من 50 موقعاً فى قطاع غزة، وما زالت طائرات الاحتلال تحلق بشكل مكثف فى أجواء غزة كافة.

وفى السياق نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أكثر من 120 صاروخا سقطوا منذ مساء أمس الاثنين، وأكثر من 15 صاروخ صباح اليوم سقطت معظمها فى النقب الغربى، مشيرة إلى أن تلك الصواريخ قد أدت إلى إصابة نحو 7 إسرائيليين، فى حين قررت السلطات الإسرائيلية إغلاق المخيمات الصيفية ومؤسسات التعليم الخاص الواقعة على بعد 40 كم من قطاع غزة، بما فى ذلك "بئر السبع".

من جانبها أكدت كتائب الشهيد "عز الدين القسام"، الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن قصف الاحتلال الإسرائيلى للبيوت الآمنة خط أحمر، مضيفة فى بيان لها: "إذا لم يتوقف الاحتلال عن هذه السياسة سنرد عليها بتوسيع دائرة استهدافنا بما لا يتوقعه الجيش الإسرائيلى".

وأضاف بيان حماس: "أن الاحتلال الجبان يعلن عن بدء عدوانٍ جديدٍ ضد قطاع غزة الصامد المرابط، وكأنه لم يفهم رسالة القسام عبر صواريخه التى دكّت بعضاً من بنك أهداف القسام داخل المدن الإسرائيلية".

وكان المجلس الوزارى الإسرائيلى السياسى والأمنى المصغر "الكابنيت" قد قرر مساء أمس الاثنين، تصعيد الهجمات التى يشنها على قطاع غزة، وقرر المجلس فى نهاية جلسة استمرت 3 ساعات، تصعيد الهجمات التى يشنها ضد قطاع غزة، ونقلت التقارير الإسرائيلية عن مسئولين إسرائيليين قولهما إن تعليمات صدرت للجيش بالاستعداد لتوسيع العمليات العسكرية ضد قطاع غزة بشكل كبير.

وفى السياق نفسه، نقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، مساء أمس، عن ضابط كبير فى الجيش الإسرائيلى قوله أن شهداء القسام الذين استشهدوا أول أمس فى رفح كانوا متواجدين داخل نفق أعدوه للهجوم على أهداف إسرائيلية.

وبحسب أقول الضابط فإن الجيش الإسرائيلى قال إنه اكتشف قبل يومين نفقين فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة, وأضاف الضابط أن المقاومين كانوا يعدون مواد متفجرة داخل النفق, وقال أن السبب الرئيسى لانفجار النفق غير واضح حتى هذه اللحظة.

وأضاف الضابط أن الجيش وبعد وصول معلومات لديه عن وجود أنفاق فى تلك المنطقة, قام بالأيام الأخيرة بأعمال بحث وحفر عن النفق فى المنطقة الحدودية لمدينة رفح, وقال الضابط نحن نقوم بالبحث للعثور على جميع أطراف النفق, مضيفاً أن الجيش يواصل هجماته ضد أهداف فى قطاع غزة ليس لها علاقة بالأنفاق.