"الجارديان": إسرائيل تجد صعوبة فى إنكار استهداف البنية التحتية بغزة

قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن إسرائيل أصبحت تجد صعوبة فى إنكار استهداف البنية التحتية فى قطاع غزة بعد هجومها أمس الثلاثاء على محطة الكهرباء الوحيدة فى القطاع.

وسلطت الصحيفة الضوء، فى سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكترونى، على قول مراقبين إنه "مع انقطاع التيار الكهربائى ونقص الغذاء ووجود مياه الصرف الصحى فى شوارع غزة، فإن الجيش الإسرائيلى إما يقصد استهداف المدنيين أو لديه هدف مروع".

ورأت أن هجوم إسرائيل على محطة الكهرباء فى غزة أمس الثلاثاء، من المحتمل أن يؤكد صحة التكهنات بأنها تستهدف البنية التحتية المدنية فى قطاع غزة بشكل متعمد خلال الحرب المستمرة التى تشنها إسرائيل ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المسيطرة على القطاع.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الجيش الإسرائيلى قال فى وقت سابق انه لا يستهدف منشآت حساسة غير عسكرية، وأكد أنه يسعى فقط لتدمير ما وصفه ب"أهداف للإرهاب" مثل الأنفاق والصواريخ التى يتم إطلاقها على إسرائيل، موضحة أن الجيش لم يعلق بشكل فورى على قصف محطة الكهرباء فى غزة، وقال أحد المسئولين: "ببساطة غير معروف ماذا حدث".

وأكدت أن حجم الأزمة الإنسانية فى غزة تثير قلق منظمات حقوق الإنسان، فقد حذرت منظمات إسرائيلية غير حكومية الأسبوع الماضى من أن أكثر من 8ر1 مليون شخص فى غزة قد تضرروا الآن بسبب عدم تمكنهم من الوصول بشكل كاف لخدمات المياه والصرف الصحى، فى الوقت الذى تتواجد فيه مياه الصرف الصحى فى الشوارع هناك بفعل الأنابيب التالفة، كما يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين بدون كهرباء.

وأشارت الصحيفة إلى انه إذا كان الهجوم الذى استهدف محطة الكهرباء متعمدا، فقد يكون إشارة إلى تطبيق ما يسمى بـ "عقيدة الضاحية" - تلك الفكرة التى تقوم على استخدام إسرائيل لتقنياتها المتطورة وقوتها العسكرية لتدمير أهداف غير عسكرية، بينما إذا كان الأمر محض الصدفة، فسيثير تساؤلات جديدة على الأرجح حول ادعاءات إسرائيل بأنها دقيقة فى أهدافها.

وأوضحت أن فكرة "عقيدة الضاحية" تعتمد على استخدام القوة الساحقة لتدمير الممتلكات المدنية والبنية التحتية على أمل تقويض الدعم الشعبى للجماعة المسلحة فى السيطرة على المنطقة.

ولفتت "الجارديان" إلى مطالبة سياسيين إسرائيليين بارزين بقطع الكهرباء عن غزة، مشيرة إلى مطالبة زئيف الكين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع فى الكنيست، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، بقطع المياه والكهرباء من إسرائيل إلى قطاع غزة، حيث رد نتنياهو بأن المستشارين القانونيين للحكومة لن يسمحوا بذلك.

وأشارت إلى أن إسرائيل لم تستهدف محطة توليد الكهرباء فى غزة فى حرب عامى 2006 و2009، وضربت محطة للكهرباء فى لبنان خلال حرب عام 2006.

ورصدت الصحيفة المعاناة التى يتعرض لها سكان قطاع غزة؛ من حصار شامل، يقلص عدد الشاحنات التى تدخل إليه عبر إسرائيل، بما فى ذلك تدفق أنواع البضائع المسموح بها؛ من غذاء ودواء ووقود، جنبا إلى جنب مع المساعدات الإنسانية.