فى قاموس أهل زمان كان العيد يعنى انطلاق ومرح فى الشوارع التى كانت تتسع لعدد السكان القليل فى ذلك الوقت قبل أن يتضخم السكان وتزدحم بهم وبسياراتهم الشوارع، كما كانت الشوارع توفر لهم الأمان الذى يفتقد إليه أهل اليوم الذين يتخذ العيد معنى أخر فى قاموسهم يحذر الفتيات من التنزه فى الحدائق والشوارع بمفردهن حتى لا تطولهن أيادى المتحرشين، ويحذر الأسر والعائلات من زحام وبهدلة تجبر كثير منهم على قضاء عيد "بيتوتى" فى أحضان المنزل.
أرقام مفزعة نسمعها كل عام عن نسب التحرش فى العيد والتى وصلت فى أحد السنوات إلى 60% من نسبة الفتيات اللاتى خرجن إلى الشارع تعرضن للتحرش، حسب تقرير منظمة "شفت تحرش" التى تنتشر بمتطوعيها خلال أيام العيد الثلاثة فى الشوارع لرصد حالات التحرش وتوثيقها ومد يد العون للفتيات من خلال عمل ممرات آمنة تساعدهن على الهروب من أيادى المتحرشين خاصة فى حالات التحرش الجماعى والتى تزيد فى مناطق تطلق عليها المبادرة بؤر التحرش مثل منطقة وسط القاهرة والكورنيش والحدائق وغيرها من أماكن التجمعات التى لم يعد مسموح للفتيات بممارسة حقهن الطبيعى بالذهاب إليه خلال إجازة العيد.
"فتحى فريد" أحد منسقى مبادرة "شفت تحرش" يقول أنهم ينشرون المتطوعين فى المناطق الشهيرة بأنها بؤر للتحرش خلال الأعياد المختلفة وفى كل عام تزداد نسب التحرش، ومن الملاحظات الدائمة التى ترصدها المبادرة هى تقاعس أفراد وعساكر الأمن عن مساعدة الفتيات وعدم تدخلهم إلى فى حالات قليلة لإبعاد المتحرشين، كما ترصد المبادرة تدنى أعمار المتحرشين الذين لا يتجاوز أكثرهم الـ18 عاما، وتطالب المبادرة بشكل مستمر بضرورة تأهيل وتدريب القوات والأفراد على معايير المساواة بين الجنسين، وكيفية تلقى البلاغات من النساء والفتيات المتعرضات للعنف والتحرش.
"هدى مجدى"، محاسبة، تقول أن العيد تحول بالنسبة إليها حبس إجبارى فى المنزل، مضيفة: "مفيش مكان مش زحمة فى العيد ومفيهوش تحرش وبهدلة وفى مرة من كام سنة جربت أخرج أنا صحباتى البنات فى العيد نروح سينما واتبهدلنا ومن ساعتها حرمنا مفيش خروجات فى العيد، وبقيت بقضى العيد فى البيت ولو خرجت ببقى خارجة وسط أهلى رايحين نزور حد من قرايبنا وده مكنش بيحصل زمان طبعا وكنت بخرج كل سنة وبروح كل مكان فى العيد أنا وأصحابى ومكنش حد بيضايقنا لكن فى السنين الأخيرة زادت نسب التحرش بشكل مخيف وبقى الموضوع ممكن يوصل لتحرش جماعى واغتصاب ويتحول العيد وفرحته لكابوس فبخدها من قاصرها وأقعد فى بيتنا أكرملى وأحاول أتخلص من الزهق بأى طريقة تانية".
ليس هذا حال "هدى" وحدها لكنه حال آلاف من الفتيات الذين يحرمون من فرحة العيد والانطلاق فى الشوارع بسبب أزمة الزحام والتحرش ومن تغامر وتخرج من منزلها تتعرض لأبشع أنواع المضايقات وأقلها التحرش اللفظى.
شوارع مصر أيام زمان
مصر كانت أقل ازدحاما قديما
الشوارع خالية
شوارع مصر قديما لم تكن مزدحمة
الشوارع كانت غير مزدحمة والفتيات تسير بأمان
الشوارع تغيرت كثيرا
مصر أقل زحاما
مشاهد من شوارع مصر قديما
والتحرش فى كل مكان..
بالصور.. عيد زمان الدنيا أمان.. أما دلوقتى "زحمة يا دنيا زحمة"
الثلاثاء، 29 يوليو 2014 11:08 ص
العيد بشوارع مصر أيام زمان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة