"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح»

الثلاثاء، 29 يوليو 2014 12:58 م
"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 38.. مبارك تحت حصار المرض وزكريا عزمى.. سوزان أجبرته على إلغاء قرار تعيين عمر سليمان نائباً مرتين.. مبارك خرج بعد انتشار شائعة موته يقول:«مش لاقى حد ينفع يترشح» الحلقة 38

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



◄◄40 عاما فى السلطة

◄◄30 عاما فى الرئاسة

◄◄مبارك قال لأحمد الجار الله: من حق جمال الترشح كمواطن ولا يصبح هذا توريثاً

◄◄زكريا عزمى كان يحدد من يقابل الرئيس ويشترط ألا يتجاوز اللقاء ربع ساعة

كان مبارك مصرا على الاستمرار فى الرئاسة متجاهلا عوامل الزمن، والشواهد كلها تشير إلى أن مبارك لم يعد هو نفسه الرئيس الذى يسيطر على كل الخيوط، ويمسك بتفاصيل ومفاتيح السلطة، وأن تقدم السن ظهر عليه، وتعرض لأكثر من أزمة صحية بعضها كان معلنا، والآخر كان يتم إخفاؤه، لكنه كان يتسرب إلى الخارج ويتحول إلى جزء من نميمة السياسة، وانطلقت شائعات فى فترات مختلفة عن وفاة الرئيس، على الإنترنت ورسائل قصيرة على الموبايلات، كان يتم نفيها بتنظيم زيارات ميدانية لمبارك يفتتح مشروعات سبق افتتاحها أو يظهر فى جولات متعجلة، من دون قدرة على إخفاء ما يبدو على مبارك من إرهاق وتراجع.

اختفت مشية مبارك الواثقة وحل محلها وجه متغضن وشاحب، ورجل يجر قدميه يحرص على إخفاء اهتزازه. لم يكن الأمر فقط هو تراجع فى الصحة العامة لمبارك، فقد كان من حيث الصحة جيدا بالنسبة لسنه لكن الاقتراب من الثمانين ومعاناته من سوء حالة السمع فضلا عن فقدان سرعة البديهة أو التفاعل مع الأحداث. وغالبا ما كان الدكتور زكريا عزمى رئيس الديوان يقلل من المقابلات والزيارات من المسؤولين ويحيلها لوزير الخارجية أو اللواء عمر سليمان، كما كان ينبه الزائرين إلى عدم الإطالة أو تناول التفاصيل، فقد كان مبارك يفقد تركيزه بعد أول ربع ساعة.



وتؤكد شهادات المسؤولين الذين عملوا بالقرب من مبارك فى سنواته الأخيرة تدهور صحته، وقال وزير الخارجية الأسبق أحمد أبوالغيط إنه عند توليه الخارجية عام 2004، لم يجد ذلك الرئيس الحاسم متقد الذهن الذى تابعه عبر سنوات عمله الدبلوماسى بوزارة الخارجية مع وزيرى الخارجية عصمت عبدالمجيد وعمرو موسى يقول أبوالغيط: «تفاجأت حين ظهر مبارك شخصا مختلفا متقدما فى السن، أخذ حزمه وتركيزه يتناقصان.. ويضيف: تعرضنا لأزمات كثيرة، داخل مصر أو بسياستنا الخارجية، لأن الرئيس مع تقدم سنه لم يعد يستطيع السيطرة على تفاصيل القضايا المطروحة».

ومع تراجع دور مبارك كان دور زكريا عزمى «رئيس الديوان» يتضاعف ويتسع حتى أصبح زكريا عزمى هو مفتاح القصر ولم يكن أبوالغيط وحده من قال ذلك، بل إن كل من تعامل عن قرب مع الرئاسة يعلم أن زكريا عزمى يسيطر على مبارك، يقول أحمد أبوالغيط: «كان الرئيس يتقدم فى السن، وأدى ذلك وبشكل متزايد إلى رغبة الديوان فى التخفيف عليه وتخفيض أعداد المقابلات التى تتم يوميا أو أسبوعيا معه، وكثيرا ما سبب ذلك لى المتاعب مع رئيس الديوان، إلا أن تدخلى معه كثيرا ما أدى إلى تليينه وتسيير أعمالى. ومع ذلك كان هناك بعض السقطات التى كان لها أثرها فى تعقيد علاقات دولية ما كان ينبغى الإضرار بها، إلا أن فكرة (الحماية) وتخفيف الالتزامات والإحساس بتزايد ضعف قدرات التركيز اليومى، كانت لها الأولوية على كل اعتبار آخر».

ويصف أبوالغيط: قمت بحلف اليمين ومصافحته باليد، رأيت وجها شاحبا تعكس ملامحه الملل. ثم عقد اجتماعا لكل الحكومة تحدث خلاله بإيجاز شديد، وأعطى بعض التوجيهات العامة، وأنهى الاجتماع سريعا.. وذلك ما أثار دهشتى، ويكرر أبوالغيط فى مذكراته كيف أن مبارك لم يقابله وكان يتصل به فى مكالمات سريعة غير كافية.

المثير أن مبارك سافر لإجراء عملية فى العمود الفقرى، وأصر على أن يترشح فى انتخابات الرئاسة، وكان التدهور فى صحته زاد بل وترددت شائعات أكثر من مرة عن صحته ورحيله.



وبالرغم من النفى الدائم للتوريث فقد كان وضع جمال مبارك لا يحتاج إلى الكثير من التفسيرات فقد كان يظهر كثيرا ويخطب ويتحدث ويصدر تعليماته ويتدخل فى عمل الوزراء ويدير الاجتماعات. كانت حكايات التوريث تجاوزت النفى، وكانت زيارات جمال لأمريكا، أو حديثه مع كبار المسؤولين الأمريكيين، يومها الأكاديمى الأمريكى روبرت سبرينجبورج، المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط وسيرة حسنى مبارك «لقد تم استقبال جمال مبارك فى البيت الأبيض، الأمر الذى لا يمكن حدوثه اعتباطا، ولكنه بمثابة إشارة إلى الترحيب به فى البيت الأبيض، خاصة أن هناك دراية بحساسية الأمر فى الدوائر الدبلوماسية الأمريكية الرفيعة، فإذا نظرنا لتاريخ العلاقة بين نظام مبارك وواشنطن على مدار 26 عاما وما حدث من السماح لجمال مبارك بدخول البيت الأبيض، نجد أن الأمريكيين قد أرسلوا إشارة تعبر عن قبولهم بأن يخلف الولد أباه».

لكن ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية وسفير أمريكا السابق فى مصر نفى يومها أن تكون زيارة جمال مبارك لواشنطن ولقاؤه مع الرئيس جورج بوش، وكبار المسؤولين الأمريكيين معناها تأييد الإدارة الأمريكية وراثته الحكم فى مصر. وقال وولش - الذى سبق له العمل كسفير لبلاده فى مصر إن اللقاء مع جمال تم فى إطار العلاقات الخاصة التى تربط الولايات المتحدة بمصر ولرغبتها التعرف على ما يحمله من أفكار. وقال فى مايو 2006، ويومها نفى ذلك الدكتور سعدالدين إبراهيم الناشط السياسى المصرى الأمريكى الذى كانت له علاقات مع جهات عديدة بالولايات المتحدة، وقال إن الإدارة الأمريكية لم تمنح جمال مبارك أى دعم فى التوريث. لكن بعض التقارير التى ظهرت بعد ذلك ومنها تفسيرات مهمة قالت إن تغييرا ما حدث من ناحية الإدارة الأمريكية التى لم تعترض على التوريث، لكنها عادت وأعطت إشارات رفض، خاصة تقارير عن حجم المعارضة للتوريث.



كان مبارك حريصا على البقاء حتى آخر نفس كما أعلن فى خطابه 2008 لكنه أيضا كان يبدو راضيا عن ترتيبات ما بعد النفس الأخير. صفوت الشريف أعلن أكثر من مرة أن مبارك هو زعيم الحزب ومرشحه، حتى التاسعة والثمانين. كان مبارك يرفض ترك السطة بدعوى أنه لا يجد من يصلح لخلافته لكن جمال كان يرى نفسه يصلح وكل المؤشرات تشير إلى أنه يستعد للقفز، كان التحالف واضحا بين جمال مبارك وأحمد عز ودعم من الحرس القديم والترزية.

كان تأثير أمانة السياسات واضحا فى الدولة ومواقعها. وتأثير جمال فى اللجنة والحكومة لا يحتاج لتفسيرات، والرجل الأول فى لجنة السياسات هو الأمين العام المساعد للحزب والرجل الثانى مثل صفوت الشريف الأمين العام، وكانت هناك حالة من تقسيم الأدوار وربما تقسيم المناصب الحكومية والإعلامية بين صفوت الشريف وجمال مبارك. فيما بدا محاولة للدمج بين الحرس القديم والجديد، وكان أحمد عز يشغل أمانة التنظيم بما لها من تأثير على قدرة الحشد والتحرك، لكن عز كان يواجه بعض الأزمات فى التعامل مع قيادات حزبية ارتبطت طوال ربع قرن مع كمال الشاذلى وصفوت الشريف.

وكما وصف بعض المقربين من مبارك ومنهم شفيق البنا فقد كان كمال الشاذلى وصفوت الشريف، يمتلكان حيلا سياسية، تجعلهما قادرين على إرضاء المعارضة ولو بمكاسب صغيرة، بينما كان أحمد عز متعجلا، وغير سياسى، وكان يستند فى تقوية نفوذه، على المال، فضلا عن أنه اصطدم بمصالح القيادات القديمة، عندما اختار قيادات شابة تدين له بالولاء، وهو ما جر عليه غضب القيادات القديمة، وقرر بعضهم الاستقالة من الحزب وكان هذا بترتيبات من صفوت الشريف وكمال الشاذلى الذى ظل يمتلك نفوذا فى الحزب الوطنى حتى بعد خروجه من منصب أمين التنظيم، لدرجة أن أحمد عز لجأ إليه مرات ليطلب منه مساعدته فى مواجهة التمرد داخل الحزب.



أحمد عز كان يختلف عن كمال الشاذلى فى كون عز كان يجمع بين المنصب الحزبى والبرلمانى التشريعى، والثروة واحتكار صناعة الحديد، واصطدم بشكل واضح مع وزير الصناعة رشيد محمد رشيد عندما طرح الوزير قانون منع الاحتكار، وتدخل عز لتغيير تحديد حد الاحتكار وارتفع به عز إلى ما يتجاز قوانين الدول المختلفة، كما واجه عز المستشار جودت الملط رئيس جهاز المحاسبات، وهاجم تقريرا له كان يرصد المخالفات وينتقد الخصخصة والفساد وتداخل المصالح.

كان مبارك يسارع بنفى ذلك عن طريق اللقاءات أو افتتاح مشروعات قديمة بالرغم من أنه فى الجولات الأخيرة بدا يجرجر أقدامه. كانت شائعات ترددت أكثر من مرة حول وفاة مبارك كان آخرها تلك التى انتشرت على الفيس بوك ورسائل الموبايل فى صيف 2007 حتى تم نفيها بجولات افتتاح لمبارك. الذى ظل متمسكا بالرئاسة. وكان رفض مبارك لتعيين نائب بلا سبب غير تمسكه بالمنصب وعدم ممانعته أن يرثه ابنه والدليل أنه لم يقاوم تحركات حلف الثروة والسلطة فى السنوات الأخيرة. ولم يمانع من تحالف الحرس الجديد والقديم لتوزيع الثروات والمناصب على أنفسهم وأولادهم.

فى مارس 2008 سافر مبارك إلى ألمانيا فجأة وتم الإعلان عن أنه خضع لجراحة لاستئصال الحوصلة المرارية، فى مستشفى هايلبرج الجامعى بألمانيا، وأثارت العملية الجدل من جديد حول ضرورة وجود نائب فى حالات المرض أو العلاج. مبارك الذى غاب ما يقرب من الشهرين بين مارس ومايو 2008 استند إلى التعديل الذى يجعل رئيس الوزراء مفوضا.

وكان يحرص على ترك كل سلطة فى يد خوفا من أى انقلابات أو تحركات مفاجئة. وترددت أنباء بعد عودة مبارك من الخارج عن اتجاه لتعيين اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة نائبا والفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء. لكن كالعادة مر الصيف ولم تجر أية تغييرات وبدا أن مبارك متمسك بكرسى الرئاسة حتى آخر نفس كما أعلن.. الحقيقة أن مبارك كان نظامه من الحرس القديم والجديد يتجهون إلى نقل السلطة إلى جمال مبارك الذى بدا متمسكا بأحمد نظيف رئيسا للوزراء لاعتباره مناسبا لفترة انتقالية. والتزامه باتجاهات جمال مبارك وأحمد عز وترديد بياناتهما وتقاريريهما عن نسبة النمو مع تجاهل شكاوى ومظاهرات تجتاح البلاد طولا وعرضا. كان مبارك يفقد السيطرة على الأمور لصالح جمال مبارك، الذى كان يستعد للقفز مع اعترافه بأن وجود مبارك فى الرئاسة يمنحه صلاحيات تمكنه من استكمال خطواته نحو الرئاسة.



وذكر مقربون من مبارك أنه اتخذ قرار تعيين عمر سليمان نائبا عام 2007، وأيضا عام 2008 أثناء وجوده فى ألمانيا، واعتبر سليمان الرجل المناسب لمهام النائب والأقدر على إدارة شؤون البلاد فى حالة تعرض رئيس البلاد لمكروه.. ولكن بعض المقربين من مبارك قالوا إن القرار قبل أن يغادر مكتب رئيس الجمهورية عقب توقيعه، تم تمزيقه، وأن سوزان ثابت زوجة الرئيس غضبت من القرار وأنها هى التى مزقته، وأنها كان ترى أن تعيين سليمان ينهى حلم جمال فى الرئاسة، لكن هناك من يقول إن مبارك استجاب للضغوط، لأن سوزان كانت تدفع نحو نقل السلطة لجمال أو تعيين نائب من شأنه أن يطيح بحلم التوريث.

لكن هذه القصة تتناقض مع روايات أخرى أن مبارك نفسه تردد فى تعيين عمر سليمان نائبا، وأنه لم يتخذ القرار، خاصة أنه أصدر قرارا بتفويض رئيس الوزراء فى مهامه أثناء سفره لألمانيا 2004، وكان دافعه قطع الطريق على مطالب تعيين نائب من الأساس، وكرر نفس الخطوة قبل سفره الثانى للعلاج فى ألمانيا. وتزامنت أخبار تعيين نائب، مع أنباء وشائعات، عن اتجاه مبارك للتخلى عن الرئاسة والتقاعد والدفع بجمال فى انتخابات يشرف عليها ليضمن حصوله على السلطة، خاصة أن مبارك واجه بالفعل معارضة معلنة ومكتومة من الجيش والحرس القديم، مما دفع سوزان لاستعجال التوريث فى حياة مبارك.

كان مبارك يفقد سيطرته ويبدو مستسلما للسيناريوهات المختلفة، وبدا هذا واضحا فى تناقضات القرار، وتراجع كبير فى قدرة الدولة على مواجهة الغضب والاحتجاجات التى تتزايد كل يوم من حركة كفاية واحتجاجات فئوية وعمالية تهاجم مبارك وجمال. بينما كان مبارك يطمئن لتقارير وزير الداخلية التى كانت تطمئنه على أن كل الأمور تحت السيطرة. وهى تقارير كانت تريح جمال ووالدته، وأيضا زكريا عزمى الذى كان يعيش أفضل أيامه ويسيطر على مبارك والقصر الجمهورى.






"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 37.. مبارك والشاطر والإخوان.. من التحالف للصدام .. رسالة الجماعة لرئيس المخابرات: لا نسعى إلى الحكم وعلى استعداد تقديم ضمانات ..ورد مبارك: "اتركوهم يعملوا"



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 36 ..مبارك والعادلى.. الأمن والسياسة ..مبارك تردد فى تعيين العادلى بعد حادث الأقصر وفكر فى تعيين وزير من الجيش لولا تحذير زكريا عزمى



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 35 ..مبارك وتحالف جمال وزكريا عزمى وأحمد عز.. أحمد نظيف يقدم سجل إنجازاته فى خمس سنوات ويتحدث عن نسبة النمو ويتجاهل الفقراء.. زكريا عزمى يلعب دوراً مزدوجاً



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. الحلقة 34.. مبارك يترشح وجمال يحكم..ترشح مبارك وفاز لكن جمال هو الذى كسب المزيد من السلطة داخل الحزب والحكومة وسيطر على حكومة نظيف



"أحلام السلطة وكوابيس التنحى".. حلقة 33.. مبارك سافر لإجراء جراحة خطرة بألمانيا وقال: اعتبرونى إجازة ورفض تعيين نائب.. أعلن تعديل الدستور من مدرسة المساعى المشكورة وعاد للمنوفية بعد غياب نصف قرن



مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" ..الحلقة 32.. مبارك وجورج بوش والفرص الضائعة..نجا مبارك من حرب الخليج الأولى والثانية وأصر على التلاعب بمطالب الأمريكان بين التغيير والهروب

للاطلاع على المزيد من حلقات مبارك "أحلام السلطة وكوابيس التنحى" أضغط هنا







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نهاد

مشكلة في مطالعة 36

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة