محمد تركى يكتب: حادث الفرافرة...المخططات الإرهابية بداية أم نهاية؟

الأحد، 27 يوليو 2014 08:11 م
محمد تركى يكتب: حادث الفرافرة...المخططات الإرهابية بداية أم نهاية؟ حادث الفرافرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الحادث الأليم الذى وقع بمركز الفرافرة التابع لمحافظة الوادى الجديد على الحدود المصرية - الليبية آلم المصريين جميعًا، بل تجاوز الحدود ليؤلم الشعوب الناطقة بالحق والتى تؤمن بأن مصر تواجه تحديات صعبة فى هذا التوقيت العصيب من تاريخنا الحديث، وأن القوى المعادية داخليًا وخارجيًا تتكاتف على تدميرها حتى لا تتمكن من استعادة دورها القيادى فى المنطقة.

إن طيور الظلام لم يدركوا حتى الآن أن مصر أقوى من كل هذه التحديات وأنها ستقف فى وجه كل المخططات الرامية إلى النيل من استقرارها وأمنها القومى.

إن كل هذه المخططات لهى تعبير عن تحالف عدوانى بين أعداء الداخل والخارج لضرب مصر، ومؤشر هام على أن مصر تسير على طريق التقدم، وتأتى هذه المخططات فى هذا التوقيت الحرج بهدف تعطيل مسيرة التنمية والنمو الاقتصادى، وحتى تعطى رسائل إلى الخارج بأن الأمن القومى المصرى فى دائرة الاستهداف وأن الجيش غير قادر - بعكس ما يدعى - على حماية حدوده وجنوده.

لذا علينا أن ندرك أن مصر بالفعل تقع تحت طائلة العدوان بكل صوره النفسية والأمنية والاقتصادية بهدف تقويد البلاد وجعلها تدور فى دائرة مفرغة، وحتى يتم إجهاض كل محاولات القيادة بالنهوض بمصر اقتصاديًا.

وفى تصورى إن هذه المخططات التى يديرها أعداء الداخل بتمويل من أعداء الخارج ستكون البداية، لأن هناك عدة أطراف لم تدرك حتى الآن أن دورها قد إنتهى وأنه عاجلاً أم آجلاً سوف لن تستمر هذه المخططات ولن تستطيع تحقيق أهدافها، وذلك لأن مصر قيادة وشعبًا على وعى تام بكل هذه المخططات والأطراف التى تديرها، ولن تتركهم يتحكمون فى مصير البلاد وتطويعها بحسب أهدافهم ومصالحهم الشخصية، ولكن إلى أن يأتى هذا التوقيت الذى يدرك فيه أعداؤنا أن دورهم قد انتهى ومساعيهم العدوانية لن تركع مصر سوف نظل فى حرب مستمرة على الإرهاب، لذلك علينا أن ننظم أنفسنا من الداخل بشكل يعيد التماسك إلى صفوفنا وأن نشكل جبهة داخلية قوية لمواجهة هذا العدوان الذى لا يقل ضراوة عن العدو الإسرائيلى فى حرب 73 التى بذلنا فيها كل غالٍ ونفيس من أجل إستعادة الأرض والكرامة.

أيضًا علينا أن نعترف بأخطائنا الداخلية وأن نعمل على مراجعة خططنا الأمنية للتعرف على أوجه القصور لمواجهة أعدائنا وحتى نستطيع تلافى الأخطاء مستقبلاً، فحادث الفرافرة كشف عن قصورًا أمنيًا يجب معالجته بشكل سريع حتى لا تتكرر مثل هذه العمليات الإجرامية التى تودى بحياة جنودنا وتستهدف نقط التمركز الأمنية على الحدود المتاخمة لليبيا فهذه الحدود شاسعة المساحة والطول حيث تزيد عن 1000 كيلو متر، وهى بحاجة إلى تأمين محكم لاسيما وأن الأوضاع المتردية فى ليبيا تجعلها غير قادرة على تأمين الحدود من جهتها، وبالتالى فهى عرضة للاختراق، الأمر الذى يجعل من تأمين الحدود من الجهة المصرية حتميًا وضروريًا حتى نغلق هذا الباب فى وجه المخططات الإرهابية.

إن ما حدث فى الفرافرة يستدعى القيام فى تصورى بعدة خطوات منها ضرورة عمل مراجعة شاملة للخطة الأمنية بشأن الحدود فيما بيننا وبين ليبيا، بهدف سد الثغرات الأمنية التى من الممكن اختراقها عن طريق تكثيف نقط التمركز الأمنية، وزرع كاميرات للمراقبة على طول الحدود.وعلى المستوى السياسى يجب أن تتعامل السياسة الخارجية المصرية مع قضايا الدول المجاورة بشكل أكثر فاعلية، حيث إن إهمالها يؤدى إلى تصدير المشاكل والإرهاب عبر الحدود، لذلك علينا أن نسبق الأحداث دائمًا بخطوة وألا ننتظر حتى تقع الحادثة ومن ثم نبدأ التعامل معها، فالخطوات الاستباقية ليست أمنية فقط بل تتعدى لكونها سياسية حتى نتفادى الحلول الأمنية التى غالبًا ما تكون عواقبها وخيمة.
إن التحديات التى تحيط بمصر كبيرة تخطط لها وتديرها وتمولها أطراف متعددة، فبعد إفشال مصر لمخطط الشرق الأوسط الجديد بفعل ثورة 30 يونيو ونحن فى دائرة الانتقام، حيث تسعى المخططات الدولية إلى إبعاد مصر عن مسار التنمية ودورها القيادى وتحاول الزج بها فى حروب داخلية وخارجية، كما أنها تسعى إلى النيل من أمنها القومى عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية كداعش فى العراق، وإثارة الاضطرابات فى ليبيا بهدف تصدير الإرهاب إلى مصر، لذا علينا أن ندرك أن هناك ضرورة قصوى لعملية تقييم الذات وللمسار الذى نتبعه لتفادى أخطاء الماضى والعمل على توحيد الصف الوطنى بين الجيش والشعب والشرطة وإحباط أى محاولة تهدف لهز الثقة فيما بينهم، كذلك ضرورة تحديث المنظومة الأمنية بشكل مستمر وتنويع مصادر استيراد الأسلحة من الدول الأجنبية.

هذا وقد بات من الضرورى أن تقوم القيادة السياسية ممثلة فى وزارة الخارجية بمراجعة شاملة لسياساتها وأجنداتها الخارجية حتى تتمكن من التأثير بفاعلية والقيام بخطوات استباقية فى اتجاه احتواء الأزمات الدولية والتى تمس الأمن القومى المصرى.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

هند

تمام

مقال هايل و كﻻم مهم جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة