حفظ القرآن وصلة الرحم القاسم المشترك بين شهداء الشرقية.. شقيقة مجند: يزور كل أهالى القرية بالإجازة..ووالد شهيد رفح: كان إماما لزملائه بالصلاة.. وزوجة ضابط: عمل على تحفيظ القرآن للجنود وأعانى بعد فراقه

قدمت محافظة الشرقية شهداء من خيرة أبنائها من رجال الجيش والشرطة على مدار العام الماضى، وكان القاسم المشترك بينهم صلة الرحم وحفظ القرآن الكريم، حيث إن أحدهم استشهد وهو يصلى إماما بالجنود عقب أذان المغرب فى شهر رمضان.

والتقى "اليوم السابع"، عددا من أسر الشهداء المحافظة، ومنهم أسرة الرقيب قوات المسلحة عبد الرحمن حسينى إبراهيم، ابن قرية المناسترلى مركز أبو كبير، واستشهد فى رفح نوفمبر الماضى، إثر قذيفة صاروخية استهدفت حافلة تقل ضباطا ومجندين بالقوات المسلحة.

وتقول شقيقته الكبرى دعاء حسينى، إن الشهيد ابنى وليس شقيقى الأصغر، حيث إن والدنا توفى وكان عمره 5 سنوات، لافتة إلى أنه كان بمثابة ابنها البكرى، مشيرة إلى أنه كان "الأحن" بين أشقائه، حيث كان فور نزوله الإجازة من عمله يزور الأهل بالقرية، ويوم العيد وفور أداء الصلاة يتوجه لمنازل القرية للتهنئة.

وقالت باكية، "حسبى الله ونعم الوكيل، اغتالوه الإرهابيين عقب فرحه بأيام" لافتة إلى أن الشهيد أتم خطبته على نجله عمة قبل استشهاده بأيام، والمنزل متزين بالأفراح، والأهالى من أنحاء القرية يزغردون فرحا، إلا أن الفرح تحول إلى مأتم، مضيفة أن أمة فى حالة صحية صعبة منذ رحيله، لافتة إلى أنها توجهت لأداء العمرة، متوجهة بالشكر للمسئولين لإطلاق اسمه على مدرسة القرية.

فيما يقول محمد عيد، والد الشهيد حمادة عيد بحادث رفح، إن نجله كان يداوم على حفظ وترتيل القرآن وصلاة الجماعة، وعمر قلبه بالإيمان وحب الخير للجميع، ما جعله محبوبا من أهالى القرية، وكل من يعرفه أو يتعامل معه خاصة أنه كان حريصا على صلة الرحم.

وأضاف "عيد"، أنه علم أن نجله كان يصلى إماما بزملائه الشهداء فى نقطة الشرطة، لصوته الجميل فى الأذان والصلاة، مشددا على أن التحقيقات وشهادات الناجين أكدت أن الشهيد وقت الحادث كان يصلى بمجموعة من الجنود، وقت اقتحام الإرهابيين النقطة وإطلاق النار عليهم وقت أذان مغرب يوم 17 رمضان.

وقال الأب، "إننا نعانى من إهدار كل الحقوق الشهداء، فقد تقدمت بطلب لإطلاق اسمه على مدرسة، وإلى الآن لم تتم الموافقة"، مضيفا أنه بعد عامين من إهدار حقوق أبنائنا صرفت لنا المحافظة قبل شهرين شققا فى مساكن العاشر بدون مرافق.

ويكمل والد الشهيد حمدى جمال، الذى استشهد أيضا مذبحة رفح الأولى، وهو من جزيرة الشافعى كفر صقر، أن نجلى هو الأصغر ولديه شقيقين آخرين، إلا أنه كان الأقرب لقلبى لهدوئه وطيبة قلبه، فهو كان مثل النسمة فى حياتنا، حنون على والديه ويحرص على صلة الرحم، وكان يوم الإجازة يتحول المنزل لبهجة وسرور، لافتا إلى أن صوت ضحكته وابتسامته مازالت فى أذنه حتى اليوم، مشيرا إلى أنه "مكنش بينام غير لما يتصل يطمن علينا بالتليفون".

وعن حقوقهم كشهداء التى تكفلها الدولة، قال "جمال"، إنهم لم يعينوا أى فرد من أشقاء الشهيد بوظائف جكومية، رغم أنه قدم طلبا لجهاز العاشر من رمضان حيث إنهم يعملون باليومية، لافتا إلى أنه حاول مرارا مقابلة محافظ الشرقية، لتقديم طلب بتغيير اسم الجزيرة التى نسكنها إلى جزيرة الشهيد حمدى جمال بدلا من الشافعى، أو إطلاق اسمه على أى مدرسة، إلا أن أمن الديوان يرفض دخولى للمبنى.

أما المقدم هانى محمد إسماعيل نافع، ابن الشرقية والذى استهدف ليلة فض اعتصام رابعة على يد عناصر إرهابية، فأكدت زوجته "سكينة"، أنه كان مثالا للزوج التقى الكريم، وكان متدينا ويحرص على تعليم القرآن والقراءة الكتابة للمجندين، وكان محبوبا من الجميع، وعلاقته مع أبنائه مثالية، فكان يتعامل مع نجلته الكبرى وهى نوران 11 عاما كأنهما صديقان، لافتة إلى أنها عانت كثيرا بسبب معاناتها النفسية بعد رحليه.

وأضافت زوجة الشهيد، أن يوم الحادث لم نكن نعلم أنه فض اعتصام رابعة والطرق مقطوعة حيث صلى وودعنا، منحته نوران "طبق كحك العيد" لتناوله مع المجندين وزملائه، قطع الإخوان عليه الطريق ناحية الصالحية، مما اضطر السائق المجند إلى اتخاذ طريق آخر، واستهدف مسلحين سيارته التابعة للجيش، وأطلقوا عليه النيران حتى استشهد متأثرا بجراحه.

وتعتبر الشرقية صاحبة نصيب الأسد فى تقديم أبنائها شهداء للوطن، منذ ثورة 30 يونيو، حيث استشهد من المجندين ورجال الشرطة ما يقرب من 48 شهيدا، بينما هناك عدد آخر من شهداء التابعين للقوات المسلحة، وعددهم 13 شهيدا وفقا لتقديرات صحفية.



أخبار متعلقة:

ننشر تفاصيل جديدة فى حادث استشهاد عميدين بسيناء.. مصادر: الإرهابيون نفذوا جريمتهم وفروا قبل حضور الأمن.. دفن عميد الأمن المركزى بدون مراسم.. ونقل جثمان عميد القوات المسلحة لمسقط رأسه بالمنصورة



الشهيد الرقيب عبدالرحمن حسيني



الشهيد حمدي جمال



الشهيد مقدم هاني اسماعيل